الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

وهم لابن حبان في تفريقه بين اثنين وهما واحد!

وهم لابن حبان في تفريقه بين اثنين وهما واحد!

ذكر ابن حبان في أتباع التابعين من ((الثقات)) (9/55): "محمد بن خالد ابن عَثْمَة: من أهل البصرة، يروي عن مالك والناس. روى عنه بُندار وأهل البصرة. يُغْرِب".

ثُم أعاده بعد عدّة تراجم (9/67) فقال: "محمد بن خالد بن عثمة مولى محمد بن سليمان الهاشمي، وعثمة أمه. يروي عن مالك بن أنس وموسى بن يعقوب الزمعي. روى عنه أبو موسى محمد بن المثنى وأهل العراق. ربما أخطأ".

قلت: كذا فرّق بينهما ابن حبان وهما واحد. ولم يتنبه لهذا المزي ولا ابن حجر، فإنهما ذكرا قول ابن حبان في الثاني.

قال المزي في ((تهذيب الكمال)) (25/143) من ترجمته: "وذكره ابن حبان في كتاب الثقات، وقال: ربما أخطأ".

وجمع بينهما البخاري وغيره:

قال البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/73): "محمد بن خالد، ويُقال: ابن عثمة، وعثمة أمه، بصري مولى محمد بن سليمان. سمع كثير بن عبدالله، وعن موسى الزمعي. سمع منه محمد بن المثنى".

وقال ابن ابي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (7/243): "محمد بن خالد بن عثمة، وعثمة هي أمه. روى عن: موسى بن يعقوب الزمعي وعبدالله بن جعفر المخرمي وسعيد بن بشير ومالك بن أنس وكثير بن عبدالله المزني ومحمد بن هلال. روى عنه: علي بن المديني ومحمد بن المثنى ومحمد بن بشار وعمرو بن علي ومحمد بن عبدالرحمن العنبري. سمعت أبي يقول ذلك".

قال عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل: قلت لأبي: محمد بن خالد بن عثمة؟ فقال: "ما أرى بحديثه بأساً"، سألت أبي عن محمد بن خالد؟ فقال: "صالح الحديث".

قال عبدالرحمن بن أبي حاتم: سئل أبو زرعة عن محمد بن خالد بن عثمة؟ فقال: "بصري لا بأس به".

وقد ذكر ابن حبان في الأول أنه يروي عنه بندار، وفي الثاني أنه يروي عن موسى الزمعي، وهذا حديث جمع بينهما رواه الترمذي في ((جامعه)) (2/354) قال: حدثنا محمد بن بشار بندار، قال: حدثنا محمد بن خالد بن عثمة، قال: حدثني موسى بن يعقوب الزمعي، قال: حدثني عبدالله بن كيسان: أن عبدالله بن شداد أخبره عن عبدالله بن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم عليّ صلاة)).

قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من صلى عليّ صلاة صلّى الله عليه بها عشراً وكتب له بها عشر حسنات".

قلت: هذا حديث تفرّد به موسى بن يعقوب الزمعي، وقد اضطرب فيه، وهو ضعيف لا يُحتج بحديثه. وقد فصّلت الكلام على هذا الحديث في موضع آخر، ولله الحمد.

وكتب: خالد الحايك.

16/6/2010م.

 

شاركنا تعليقك