الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

فوائدٌ مهمة تتعلق بحديث أمّ ورقة الأنصارية - رضي الله عنها- في إمامة المرأة الصلاة.

فوائد مهمة تتعلق بحديث أمّ ورقة الأنصارية رضي الله عنها.

بقلم: أبي صهيب خالد الحايك.

أخرج أبو داود في ((سننه)) (1/161) عن عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع ابن الجراح، قال: حدثنا الوليد بن عبدالله بن جُميع، قال: حدثتني جدتي وعبدالرحمن بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة بنت نوفل: أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً، قالت: قلت له يا رسول الله ائذن لي في الغزو معك: أمرض مرضاكم، لعل الله أن يرزقني شهادة. قال: ((قري في بيتك، فإن الله تعالى يرزقك الشهادة)). قال: فكانت تسمى الشهيدة. قال: وكانت قد قرأت القرآن فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ في دارها مؤذناً، فأذن لها. قال: وكانت دبرت غلاماً لها وجارية، فقاما إليها بالليل، فغماها بقطيفة لها حتى ماتت، وذهبا. فأصبح عمر فقام في الناس، فقال: من كان عنده من هذين علم -أو من رآهما- فليجيء بهما، فأمر بهما فصلبا فكانا أول مصلوب بالمدينة.

قال أبو داود: حدثنا الحسن بن حماد الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن عبدالرحمن بن خلاد، عن أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث بهذا الحديث. والأول أتم. قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها في بيتها، وجعل لها مؤذناً يؤذن لها، وأمرها أن تؤم أهل دارها. قال عبدالرحمن: "فأنا رأيت مؤذنها شيخاً كبيراً".

قلت:

1- الاختلاف في إسناد الحديث:

هذا حديثٌ مشهورٌ، وقد اختلف في إسناده على وجوه:

·  تفرد عبدالعزيز بن أبان بإسناد! وهو متروك:

- رواه الحارث بن أبي أسامة عن عبدالعزيز بن أبان، عن الوليد بن عبدالله بن جميع، عن عبدالرحمن بن خلاد، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها، وكان لها مؤذن.

- ورواه الحارث أيضاً عن عبدالعزيز، عن الوليد، عن عبدالرحمن، عن أبيه، عن أم ورقة: أنها استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم. (ذكر ذلك ابن الأثير في أسد الغابة: 1/328).

قلت: عبدالعزيز بن أبان السُّعيديّ الكوفي (ت 207هـ): لا شيء، متروك الحديث، واتهمه ابن معين وغيره. وكان كثير الحديث كثير العيال، فكأنه لم يعتن بحديثه فكثر الخطأ عنده، ومن أجل ذلك تركوه. فإن كان سمع هذا الحديث من الوليد فيكون سلك الجادة وأخطأ. وإن لم يسمعه فيثبت عليه الاتهام، والله أعلم.

·  لم يختلف الرواة على وكيع:

- ورواه جماعة عن وكيع عن الوليد، عن جدّته وعبدالرحمن بن خلاد، عن أم ورقة.

·  زيادة في إسناد الإمام أحمد ومخالفته للجماعة:

- ورواه جماعة (كإسحاق بن راهوية، وأبو بكر بن أبي شيبة، وعلي بن عبدالعزيز، وجعفر بن محمد بن شاكر، والبخاري كما في التاريخ) عن أبي نعيم الفضل بن دكين، عن الوليد، عن جدته، عن أم ورقة. ولم يذكروا: عبدالرحمن.

وقد روى الإمام أحمد في ((مسنده)) (6/405) عن أبي نعيم مثل هؤلاء. ولكنه خالفهم في رواية أخرى عن أبي نعيم عن الوليد عن جدته وعبدالرحمن بن خلاد عن أم ورقة. فزاد في رواية أبي نعيم: "عن عبدالرحمن بن خلاد"!

قلت: فيحتمل أن أبا نعيم كان يذكر أحياناً عن عبدالرحمن وأحياناً لا يذكره، أو تكون زيادة عبدالرحمن في حديث أبي نعيم من الإمام أحمد؛ لأن المحفوظ عن أبي نعيم دون ذكر عبدالرحمن، فالله أعلم.

·  وهم لإسحاق بن الحسن الحربي:

- ورواه أبو يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي، عن أبي نعيم، عن الوليد بن جميع، قال: حدثتني جدتي، عن أمها أم ورقة. (أخرجه أبو نعيم في الحلية: 2/63).

قلت: خالف إسحاق هذا جماعة كبيرة رووه عن أبي نعيم الفضل بن دكين، فجعل جدة الوليد بنت أم ورقة، فأخطأ. وإسحاق صدوق، ولم يخرِّج له أصحاب الكتب الستة، وقد تكلّم فيه بسبب بعض الإلحاقات الطرية في كتبه!

·  الاختلاف على أبي أحمد الزّبيري، وتصحيف وقع له:

- ورواه عمر بن شبة النُّميري البصري، عن أبي أحمد الزبيري، عن الوليد بن جميع، عن أمه، عن أم ورقة. (أخرجه الدارقطني في سننه: 1/279).

- ورواه أحمد بن منصور الحنظلي أبو صالح المروزي، عن أبي أحمد الزبيري، عن الوليد، عن جدته، عن أم ورقة. (أخرجه الدارقطني في السنن: 1/403).

قلت: خالف عمر بن شبة أحمد بن منصور، فبدل أن يقول: "عن جدته"، قال: "عن أمه"، وكأنه تصحّف على عمر؛ وكان صاحب تصانيف. والصواب رواية أحمد بن منصور –وهو صدوق-؛ لأن روايته عن أبي أحمد الزبيري مثل رواية وكيع وأبي نعيم.

·  الاختلاف على عبدالله الخُريبي، وزيادة الخريبي في الإسناد:

- ورواه نصر بن علي الجهضمي، عن عبدالله بن داود الخريبي، عن الوليد بن جميع، عن ليلى بنت مالك، عن أبيها. وعن عبدالرحمن بن خلاد، عن أم ورقة. (أخرجه ابن خزيمة في صحيحه: 3/89).

- ورواه أبو العباس أحمد بن يونس الضبي الكوفي، عن عبدالله بن داود الخريبي، عن الوليد بن جميع، عن ليلى بنت مالك وعبدالرحمن بن خالد الأنصاري، عن أم ورقة الأنصارية. ولم يذكر "عن أبيها". (أخرجه الحاكم في المستدرك: 1/320).

قلت: نصر بن علي وأحمد بن يونس كلاهما ثقة، ورواية أحمد بن يونس عن الخُريبي موافقة لرواية وكيع، فتعيّن أن تكون المشكلة في هذا الإسناد هي من الخريبي نفسه، فزاد في الإسناد "عن أبيها"، فخالف وكيعاً. ووكيع أحفظ منه بكثير.

وقد أشار الحافظ ابن حجر في ((الإصابة)) (8/321) إلى أنه وقع في رواية الخريبي: "ليلى بنت مالك عن أمها". قال الحافظ: "أخرجه ابن السكن من طريق عبدالله بن داود، عن الوليد، عن ليلى بنت مالك، عن أمها، عن أم ورقة... وأخرجه أبو نعيم من رواية أبي نعيم عن الوليد: حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة".

قلت: لم يذكر ابن حجر الراوي عن عبدالله بن داود عند ابن السكن، فيحتمل أن تكون هذه الرواية صحيحة فتدفع رواية نصر بن علي السابقة عن الخريبي، وتبقى هذه زيادة لا تصح في الحديث. ويحتمل أن ما عند نصر بن علي قد تصحف من الراوي عنه، فيكون الصواب ما ذُكر في رواية ابن السكن: "عن ليلى بنت مالك عن أمها"، وزيادة "عن أمها"، كأنه من أصحاب النسخ أو النساخ؛ لأن الحديث عن "أم ورقة"، فنظروا إلى "أم" فكتبوا: عن أمها عن أم ورقة. فإن صحّ هذا التعليل فيكون الخريبي قد تخلص من عهدة هذه الزيادة سيما وأن أحمد بن يونس رواه عنه دون هذه الزيادة، والله أعلم.

وقد لخّص هذه الروايات المزي في ((تهذيب الكمال)) (35/390) فقال في ترجمة أم ورقة: "روى حديثها الوليد بن عبدالله بن جميع (د) عن جدته عن أمها أم ورقة. وقيل: عن الوليد عن جدته ليلى بنت مالك عن أبيها عن أم ورقة. وقيل: عن الوليد (د) عن جده عن أم ورقة، وعن عبدالرحمن بن خلاد عن أم ورقة. وقيل: عن عبدالرحمن بن خلاد عن أبيه عن أم ورقة: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما غزا بدراً، قالت له: يا رسول الله، ائذن لي في الغزو معك. وقال محمد بن يعلى السلمي: عن الوليد بن جميع عن عبدالرحمن بن خلاد، قال الوليد: وسمعت جدتي ليلى بنت مالك تذكر عن أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث بن مرضخة، وكانت امرأة من الأنصار".

قلت: هذه الاختلافات لا تجعل الحديث مضطرباً، بل تدل على ثبوته، وقد اعترى بعض هذه الأسانيد بعض التصحيفات والتحريفات وسلوك الجادة وغير ذلك مما أخطأ فيه بعض الرواة كما سبق بيانه. والصواب أنه: عن الوليد بن جميع عن جدته، وعن عبدالرحمن بن خلاد، كلاهما عن أم ورقة.

2- من علل الجمع بين الشيوخ:

مرّ قول ابن حجر السابق في الإصابة: "وأخرجه أبو نعيم من رواية أبي نعيم عن الوليد: حدثتني جدتي عن أمها أم ورقة".

قلت: يشير ابن حجر إلى الرواية التي أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في ((حلية الأولياء)) (2/63) من طريق أبي يعقوب إسحاق بن الحسن الحربي، عن أبي نعيم الفضل بن دُكين، عن الوليد بن جميع، قال: حدثتني جدتي، عن أمها أم ورقة.

وقد سبق وبينت أن جماعة رووه عن أبي نعيم عن الوليد، عن جدته، عن أم ورقة. لم يقولوا: "عن أمها أم ورقة".

ورواه أبو نعيم أيضاً في ((معرفة الصحابة)) (6/3572) من طريق إسحاق بن الحسن الحربي وأحمد بن خليد الحلبي، قالا: حدثنا أبو نعيم، عن الوليد، قال: حدثتني جدتي، عن أمها أم ورقة.

فهل تابع أحمد بن خليد إسحاق بن الحسن في جعل أم ورقة والدة جدة الوليد؟ قلت: أحمد بن خليد الحلبي رجلٌ صدوق، من شيوخ الطبراني، وقد ذكره ابن حبان في الثقات. وأنا أخشى أن يكون الجمع بين هاتين الروايتين خطأ! فعندما جمع أبو نعيم الروايتين حمل رواية الحلبي على رواية الحربي التي فيها "عن أمها أم ورقة"، وهذا يحصل عند الجمع بين الروايات، وخاصة عند المتأخرين ممن يجمع الروايات كالطبراني وأبي نعيم. وإن لم يكن هناك خطأ في الجمع، فتكون رواية أحمد بن خليد خطأ أيضاً؛ لأن جماعة ثقات كبار رووه عن أبي نعيم الفضل ولم يذكروا ما ذكر الحربي والحلبي.

     3-  اتّباع أبي حاتم الرازي وابنه وابن حبان البخاريّ فيما يقوله دون تحقيق:

ترجم الإمام البخاري في ((التاريخ الكبير)) (7/309): "مالك عن أم ورقة. قاله الوليد بن جميع عن ليلى بنت مالك عن أبيها".

وتبعه على ذلك أبو حاتم وابنه وابن حبان. قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (8/218): "مالك روى عن أم ورقة. روت عنه ابنته ليلى بنت مالك. سمعت أبي يقول ذلك".

وقال ابن حبان في ((الثقات)) (5/389): "مالك: شيخٌ يروي عن أم ورقة. روت عنه بنته ليلى بنت مالك".

قلت: اعتمد الإمام البخاري في هذه الترجمة على حديث نصر بن علي الجهضمي عن عبدالله بن داود الخريبي عن الوليد بن جميع. وقد بيّنت فيما سبق أن هذه الرواية خطأ.

وقول البخاري: "قاله الوليد بن جميع" فيه تسمح! لأن الوليد لم يقله، لأن هناك خطأ في الرواية.

وقد تبع أبو حاتم الرازي وابنه وابن حبان البخاريّ في هذه الترجمة –كعادتهم- دون تحقيق.

4- ذِكْرُ خلاد الأنصاري في الصحابة غلط:

ذكر ابن الأثير في ((أسد الغابة)) (1/328) في باب الخاء واللام: ((خلاد الأنصاري أبو عبدالرحمن)).

وقال الحافظ ابن حجر في القسم الأول من ((الإصابة في تمييز الصحابة)) (2/341): "خلاد غير منسوب. قال الحارث في ((مسنده)): حدثنا عبدالعزيز بن أبان، قال: حدثنا الوليد بن عبدالله بن جميع، عن عبدالرحمن بن خلاد، عن أبيه: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم أهل دارها. كذا قال عبدالعزيز، وهو ضعيف. والحديث موقوفٌ من رواية عبدالرحمن بن خلاد عن أم ورقة. كذلك أخرجه أبو داود وغيره. فإن كان محفوظاً يحتمل أن يكون بالوجهين".

قلت: ليس بمحفوظ، وعبدالعزيز متروك الحديث كما سبق بيانه.

5- أم ورقة الأنصارية لا يُعرف لها اسم، وتسمية بعضهم لها باسم شهيدة خطأ:

ذكر ابن الأثير في ((أسد الغابة)) (1/1374): ((شهيدة أم ورقة الأنصارية)). ثُم روى لها هذا الحديث.

قال ابن حجر في ((الإصابة)) (7/735): "شهيدة أم ورقة الأنصارية: ذكرها ابن منده في الأسماء الأعلام، وهو وهم. وإنما هو وصفٌ، وحديثها صريح في ذلك. وسيأتي في الكنى فيه قول عمر لما قتلها غلامها الذي دبرته: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: انطلقوا بنا نزور الشهيدة".

6- اختلاف الإسناد في سنن أبي داود، وترجمة المزي والذهبي لِجُمَيع جدّ الوليد:

أشار المزي في ((تهذيب الكمال)) (35/113) إلى أنه وقع في رواية أبي سعيد بن الأعرابي وأبي عمر وأحمد بن علي البصري وأبي الحسن ابن العبد عن أبي داود: الوليد بن عبدالله بن جميع: حدّثني جدّي وعبدالرحمن بن خلاد الأنصاري، عن أم ورقة.

وفي رواية أبي علي اللؤلؤي وأبي بكر ابن داسة عن أبي داود عن عثمان، عن وكيع، عن الوليد، حدثتني جدّتي.

وقد ترجم المزي لجد جميع، فقال في ((تهذيب الكمال)) (5/126): "جُمَيع جدّ الوليد بن عبدالله بن جميع الزُّهريّ الكوفيّ. روى حديثه الوليد بن عبدالله بن جميع (د) عن جدّه عن أم ورقة في إمامتها النساء. وقيل: عن الوليد (د) عن جدّته عن أم ورقة. وقيل: عن الوليد عن جدّته ليلى بنت مالك عن أمها أم ورقة. روى له أبو داود".

وتَبِعه على ذلك الذهبي، فقال في ((المغني في الضعفاء)) (1/136): "جميع جدّ الوليد ابن عبدالله بن جميع: لا يُعرَف".

وقال في ((الميزان)) (2/153): "جميع جد الوليد (د) بن عبدالله بن جميع: لا يُدرى من هو. روى عن أم ورقة إمامتها".

وقد تعقبهما ابن حجر، فقال في ((تهذيب التهذيب)) (2/96): "هذه الترجمة من الأوهام التي لم يُنبه عليها المزي، بل تبع فيها صاحب الكمال، وليست لجميع هذا رواية في سنن أبي داود؛ وإنما فيه: عن الوليد بن عبدالله بن جميع، حدثتني جدتي، عن أم ورقة. وهكذا في أكثر الطرق المروية في كثير من المسانيد والأبواب. ووقع في بعض طرق الطبراني في ((المعجم الكبير)): حدثني جدي، والظاهر أنه تصحيف للمخالفة. وقد مشى الذهبي على هذا الوهم، فقرأت بخطه في كتاب ((الميزان)): جميع: لا يدري من هو. انتهى. وقد حسّن الدارقطني حديث أم ورقة في كتاب ((السنن))، وأشار أبو حاتم في ((العلل)) إلى جودته، وأخرجه ابن خزيمة في صحيحه".

وقال في ((التقريب)) (ص142): "جميع جد الوليد بن عبدالله كذا ذكروه، وهو خطأ. والذي عند أبي داود عن الوليد عن جدته".

7- هل لأم ورقة الأنصارية صحبة؟

قال ابن سعد في ((الطبقات الكبرى)) (8/457): "أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث: أسلمت وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروت عنه".

وقال ابن حبان في ((الثقات)) (3/463): "أم ورقة بنت نوفل: يقال إن لها صحبة". ثُمّ جزم بصحبتها في ((الثقات)) (5/98) فقال: "لها صحبة".

وقال ابن عبدالبر في ((الاستيعاب)) (4/1965): "أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث ابن عويم الأنصاري. وقيل: أم ورقة بنت نوفل. هي مشهورة بكنيتها، واضطرب أهل الخبر في نسبها. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، ويسميها الشهيدة".

قلت: لم يضطربوا في نسبها، وغاية ما في ذلك أن بعضهم نسبها إلى جدها الأعلى. قال ابن حجر في ((الإصابة)) (8/321): "أم ورقة بنت عبدالله بن الحارث بن عويمر بن نوفل الأنصارية. ويقال لها: أم ورقة بنت نوفل، فنسبت إلى جدها الأعلى. أخرج حديثها أبو داود".

وقال في ((التقريب)) (ص759): "صحابية كانت تؤم أهل دارها. وماتت في خلافة عمر قتلها خدمها. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يسميها الشهيدة".

والخلاصة أن صحبتها ثابتة رضي الله عنها.

8- معنى الحديث:

ليس معنى الحديث أنه يجوز للمرأة أن تؤم الرجال، وإنما معناه أنه صلى الله عليه وسلم أذن لأم ورقة أن تؤم نساء أهل دارها. (انظر: المغني: 2/16).

12 محرّم 1429هـ.

شاركنا تعليقك