الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

وهمٌ شديدٌ لمُغلطاي - رحمه الله -!

وهمٌ شديدٌ لمُغلطاي - رحمه الله -!

قال مغلطاي في «إكمال تهذيب الكمال» (6/153) في ترجمة «سهيل بن أبي صالح ذكوان السمّان»: "وذكره يعقوب بن سفيان في الطبقة الثانية من أهل المدينة، وقال في موضع آخر: وسهيل بن ذكوان ضعيف متروك الحديث".

ثم ذكر ترجمة: «سهيل بن ذكوان يكنى أبا السندي واسطي» قال: "روى عن ابن الزبير وغيره، اتهمه بالكذب: عباد بن العوام ويحيى بن معين وغيرهما، قال رأيت عائشة رضي الله عنها بواسط وكانت سوداء. ذكرناه للتمييز" انتهى.

قلت:

سهيل بن أبي صالح ذكره يعقوب بن سفيان في «المعرفة والتاريخ» (1/423) في الطَّبَقَةِ الثَّانية من أهل المدينة كما قال مغلطاي.

ووقع في المطبوع من كتاب يعقوب: «الطَّبَقَة الثَّالِثَةِ»! وهو خطأ، والصواب ما ذكره مغلطاي؛ لأن سهيلاً من الطبقة الثانية من تابعي أهل المدينة، وأبوه من الطبقة الأولى من تابعي المدينة.

وقد وهم مغلطاي وهماً شديداً حيث قال إن يعقوب قال في موضع آخر: "وسهيل بن ذكوان ضعيف متروك الحديث"!!

فهذا القول قاله يعقوب في «سهيل بن ذكوان الواسطي» الذي ذكره مغلطاي للتمييز بعد ذكره لسهيل بن أبي صالح.

قال يعقوب (3/140): "وسُهَيْلُ بنُ ذَكْوَانَ: ضَعِيفٌ مَتْرُوكُ الحَدِيثِ، يُحَدِّثُ عَنْهُ يَزِيدُ بنُ هَارُونَ، وأَنْكَرَ يَحْيَى بنُ سَعِيدٍ عَلَى يَزِيدَ رِوَايَتَهُ عَنْهُ".

فيعقوب قال هذا في الواسطي لا في سهيل المدني، وهما من الطبقة نفسها.

وسهيل الواسطي هذا حدّث عنه: هُشيم بن بَشير الواسطي (ت 183هـ)، ويزيد بن هارون الواسطي (ت 204هـ)، وهما لا يرويان عن سهيل بن أبي صالح!

فالضعيف المتروك الذي ذكره يعقوب هو هذا الواسطي، وكان كذّاباً! فقد ادّعى أنه رأى عائشة بواسط!

قال عَبّاد بن العَوَّام: كنا نتهمه بالكذب.

قال: قلت له: صِف لي عائشة، قال: كانت أدماء.

وفي رواية: قال عباد: قلنا لسهيل بن ذكوان: رأيت عائشة؟ قال: نَعم، قال: صِفْها لنا، قال: كانت سَوْدَاءَ.

سوّد الله وجهه! فعائشة كَانَت بَيْضَاء، مُشْرَبَةٌ حُمْرَةً.

قال ابن المديني: حدثنا محمد بن الحسن الواسطي، عن سهيل بن ذكوان، قال: "لقيت عائشة بواسط".

قال ابن حجر مُعقباً: "وهكذا يكون الكذب، فقد ماتت عائشة قبل أن يَخط الحجاج مدينة واسط بدهر".

وادّعى أيضاً أنه شهد عبدالله بن الزبير قطع نبّاشاً!

وقيل له: رأيت إبراهيم النخعي؟ قال: "نعم، كان كبير العينين"!

وهذا كذب؛ لأن إبراهيم النخعي كان أعور.

وكان بعض أهل العلم ينبهون على أنه ليس بابن أبي صالح لئلا يختلط به.

قال البخاري في «التاريخ الأوسط» (2/102): "سُهَيْل بن ذكْوَان - ولَيْسَ بِابن أبي صَالح السمان – المَكِّيّ".

وقال النسائي في «الضعفاء»: "سُهَيْل بن ذكْوَان - ولَيْسَ السمان - مَتْرُوك الحَدِيث".

·       هل وهم ابن حجر؟!

وقال ابن حجر في «لسان الميزان» (4/211): "وذَكَره ابن حِبَّان في «الثقات» لكن سماه سهْلاً بسكون الهاء".

قلت: لم أجده في أي طبقة من طبقات الرواة في «ثقات ابن حبان» فيمن اسمه «سَهْل»!!

فلعله في بعض النسخ التي وقف عليها ابن حجر من كتاب ابن حبان، والله أعلم.

وقد ذكره ابن حبان في «الضعفاء» على الصواب فقال: "سُهَيْل بن ذكْوَان المَكِّي: سكن الْبَصْرَة، كنيته أَبُو السندي، وَقَدْ قيل: أَبُو عَمْرو. يَرْوِي عَن عَائِشَة، وابْن الزُّبَيْر. روى عَنْهُ: عباد بن العَوام، وهُشيم، وَكَانَ يَدعِي شُيُوخًا لَمْ يرهم، ويروي عَنْهُم، وَكَانَ يَقُول: حَدَّثتنَا عَائِشَة وَكَانَت سَوْدَاء".

 

وكتب: خالد الحايك.

شاركنا تعليقك