الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

حديث: «مَنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَانَتْ لَهُ دَوَاءً مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الهَمُّ».

حديث: «مَنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَانَتْ لَهُ دَوَاءً مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الهَمُّ».

سُئلت عن حديث في مقطع فيديو لبعض الدعاة وهو يُروّج له ويجزم بنسبته للنبيّ صلى الله عليه وسلم، وهو: «مَنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَانَتْ لَهُ دَوَاءً مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الهَمُّ»!

أقول: من مصائب هذا الزمان هؤلاء الدعاة الجهّال! فهم لا يميزون بين الصحيح وبين الضعيف بل والموضوع! وقد سمعت أحدهم مرة على المنبر يقول: "أخرج ابن الجوزي في كتاب الموضوعات"! وساق حديثاً يحتج به!! ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وما أسرع انتشار هذه المقاطع على قنوات التواصل الاجتماعي!

هذا الحديث رواه عَبْدُالرَّزَّاقِ الصنعاني، عن بِشْر بن رَافِعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ قَالَ: لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ كَانَتْ لَهُ دَوَاءً مِنْ تِسْعٍ وَتِسْعِينَ دَاءً أَيْسَرُهَا الهَمُّ».

وقد رواه بعض أهل العلم في كتبهم، كإسحاق بن راهويه، والطبراني، والحاكم.

قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بنِ عَجْلَانَ إِلَّا بِشْرُ بنُ رَافِعٍ، تَفَرَّدَ بِهِ: عَبْدُالرَّزَّاقِ".

وقال الحاكم: "هذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ولَمْ يُخَرِّجَاهُ، وَبِشْرُ بنُ رَافِعٍ الحَارِثِيُّ لَيْسَ بِالمَتْرُوكِ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ".

وتعقّبه الذهبي بقوله: "قلت: فيه بشر بن رافع، وهو واهٍ".

والحديث منكر! تفرد به بشر بن رافع أبو الأسباط النجرانيّ، وهو متفق على ضعفه، ولا يُحتج به، وقد أخطأ الحاكم في تصحيحه، وهذا من تساهله كما عُرف عنه في كتابه.

قال ابن الجُنيد: سُئِلَ يَحْيَى بن مَعِيْنٍ، عن بِشْر بن رَافِع، يُحَدِّث عنه عبدالْرَّزَّاق؟ قال : "كان من قريته، يَعْنِي قرية عبدالرَّزَّاق، ليْسَ بِشَيْءٍ".

وقال عبدالله بن أحمد: سَأَلته - يعني: أباه - عَن بشر بن رَافع، قالَ: "هُوَ النجراني لَيْسَ بِشَيْء، ضَعِيف الحَدِيث. عبدالرَّزَّاق حدث عَنهُ وَصَفوَان بن عِيسَى".

وقال المروذي: وسمعته - يعني أحمد- يَقُول: "بشر بن رَافع، مَا أرَاهُ قَوِيا فِي الحَدِيث".

وقال البخاري: "لا يُتابع على حديثه".

وقال أبو حاتم: "ضعيف الحديث، منكر الحديث، لا ترى له حديثًا قائمًا".

وأورده العقيلي في الضعفاء، وساق له ثلاثة أحاديث منكرة، ثم قال: "وكُلُّهَا لَا يُتَابِعُ عَلَيْهَا بِشْرَ بنَ رَافِعٍ إِلَّا مَنْ هُوَ قَرِيبٌ مِنْهُ فِي الضَّعْفِ".

وقال ابن حبان: "يأتي بالطامات فيما يروي عن يحيى بن أبي كثير، وأشياء موضوعة يعرفها من لم يكن الحديث صناعته، كأنه كان المعتمد لها".

وقال الدارقطني: "منكر الحديث".

قلت: فأحاديث بشر هذا منكرة باطلة، ولا يجوز الاحتجاج بها بحال.

 

شاركنا تعليقك