الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

فائدة نفيسة من كتاب ابن أبي حاتم ذكر فيها ترجمة من كتاب الإمام البخاري «التاريخ الكبير» وليست مذكورة في أيّ نسخة!

فائدة نفيسة من كتاب ابن أبي حاتم ذكر فيها ترجمة من كتاب الإمام البخاري «التاريخ الكبير» وليست مذكورة في أيّ نسخة!

قال البخاري: "محمد بن عبدالرحمن القشيري: روى عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من أصابه جهد من صيام فلم يفطر وجبت له النار». روى عنه بقية".

هذه الترجمة ذكرها ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (7/325) (1752) في ترجمة: «محمد بن عبدالرحمن المقدسي القشيري».

قال: "كان يسكن بيت المقدس. روى عن جعفر بن محمد، وحُميد الطويل، وخالد الحذاء، وعبيدالله بن عمر، وفطر بن خليفة. روى عنه: أبو ضمرة، وبقية، وأبو بدر شجاع بن الوليد، وسليمان بن شرحبيل. سمعت أبي يقول - وسألته عنه - فقال: متروك الحديث، كان يكذب ويفتعل الحديث.

وأفرد البخاري باسم: [محمد بن عبدالرحمن القشيري: روى عن عبيدالله بن عمر عن نافع عن ابن عمر عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «من أصابه جهد من صيام فلم يفطر وجبت له النار». روى عنه بقية].

قال عبدالرحمن: سمعت أبي يقول: "هو محمد بن عبدالرحمن المقدسي، هما واحد".

قال عبدالرحمن: سمعت أبي يقول: "هو محمد بن عبدالرحمن هذا، شيخ عراقي وقع إلى الشام، حدثنا عنه ابن شرحبيل وغيره" انتهى.

قلت: الترجمة التي نقلها ابن أبي حاتم عن البخاري لا توجد في نسخ «التاريخ الكبير» المطبوعة، ولم يُشر إليها أحد ممن حقق الكتاب، والأصل أن تكون في الجزء الذي جمعه ابن أبي حاتم عن أبيه وأبي زرعة في بيان خطأ البخاري في «تاريخه»؛ لأن أبا حاتم يشير إلى أن البخاري ذكر في ترجمته رواية بقية عنه فكأنه فرّق بينه وبين المقدسي وهما واحد، وهذه ليست في ذلك الجزء.

ونقل ابن حجر في «اللسان» (7/287) في ترجمة «محمد بن عبدالرحمن القشيري الكوفي» ذلك عن البخاري وقال إن الذي روى عنه بقية هو القشيري.

والذي ذهب إليه أبو حاتم من أنهما واحد هو الصواب إن شاء الله، فهو كوفيّ، وكل من حدث عنهم من أهلها، ونزل الشام، وسمع منه بقية، وكأنه بسبب كذبه لم ينتشر حديثه، وأكثر من روى عنه بقية، وكان شغوفاً بالرواية عن الضعفاء وتدليسهم لئلا يُعرفون، ولهذا فرق بينهما أهل العلم.

وكأن البخاري - رحمه الله - حذف هذه الترجمة من كتابه؛ لأنه يبعد أن يكون ابن أبي حاتم وهم عليه! والله تعالى أعلم.

وكتب: خالد الحايك

 

شاركنا تعليقك