الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

«المئة الأولى» من «الأَجوبة الحايكية» على «الأسئلة الحديثية».

«المائة الأولى» من «الأَجوبة الحايكية»

على «الأسئلة الحديثية»

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم إلى يوم الدّين، وبعد:

فهذه «المائة الأولى» من «الأَجوبة الحايكية» على «الأسئلة الحديثية» في صفحتي في برنامج «Ask»، وكان قد جمع بعضها الأخ أبو مصعب الأثري - جزاه الله خيراً- ثمّ جمعها كلها مع الأجوبة في المسائل العقدية والفقهية الأخ عليّ الشيشاني - جزاه الله خيراً-، ولتعم الفائدة رتبتها لنشرها في «دار الحديث الضيائية»، وسيتم نشرها تباعاً - إن شاء الله -.

 

 

«الفروق الأساسية بين منهج المتقدمين والمتأخرين»

سؤال(1) ما هي جملة الفروق الأساسية بين منهج المتقدمين والمتأخرين من المعتنين بخدمة السنة المطهرة ؟

1- التصحيح بالمتابعات والشواهد: فالمتأخرون يسرفون في هذه المسألة، فيصححون المنكرات وغيرها.

2- النظر إلى استيعاب حال الراوي: فالمتأخرون يأخذون بالأقوال في الراوي دون سبرها وإعمالها كلها بحسب ظروف كل رواية للراوي.

3- اعتماد المتأخرين على قواعد المصطلح، وعدم الالتفات إلى فهم الأئمة النقاد وعملهم.

 

«الفرق بين زيادة الثقة وتفرد الثقة»

سؤال(2) هل يوجد فرق بين زيادة الثقة وتفرد الثقة؟

زيادة الثقة هي ما يرويه الثقة زيادة على غيره من الثقات، وهذه الزيادة هي تفرد من هذا الثقة زادها على من شاركه في رواية الحديث نفسه عن الشيخ، وهذه الزيادة لا تقبل مطلقًا ولا تُرَدّ مطلقًا، وإنما نتبع في ذلك القرائن، فقد تقبل وقد ترد، وأما تفرد الثقة إن كان القصد هو ما يتفرد به عمن شاركه في الرواية عن شيخه؛ فهي نفسها زيادة الثقة، وإن كان المقصود تفرد الثقة بحديث ما؛ فإن كان ممن يُحتمل تفرده فيقبل حديثه وإلا فلا.

 

«استدراكات الدارقطني على الصحيحين»

سؤال(3) ما حقيقة استدراكات الدارقطني لو أمكن؟ أقصد على الصحيحين؟

المقصود باستدراكات الدارقطني على بعض الأحاديث في الصحيحين: هو أن البخاري ومسلم قد أخرجا عددًا من الأحاديث رأى الدارقطني أن في هذه الأحاديث عللًا، وهي تقارب المائتي حديث، وقد أجاب ابن حجر على كثير منها في شرحه لصحيح البخاري وفي مقدمة الشرح، وبيّن أن جُلّ هذه الانتقادات موجه للأسانيد، وهذه الأسانيد المنتقدة متونها جاءت صحيحة من طرق أخرى، وللشيخ مقبل الوادعي مقدمة طيبة حول ذلك في تحقيقه لكتاب الدارقطني.

 

«ضوابط التصحيح بالشواهد والمتابعات»

سؤال(4) هل تُنكر الشواهد والمتابعة للحديث بالكلية؟ أم تفصل بين ما يصلح وما لا يصلح؟

لا أنكر التصحيح بالمتابعات والشواهد، لكن يجب أن يكون ذلك بضوابط وبغير توسع كما يفعله الكثير من المعاصرين وقبلهم من المتأخرين، فإذا كانت الشواهد واهية؛ فلا تقوي بعضها البعض، وكذلك المتابعات.

 

«مقارنة بين منهجي الشيخ المليباري والشيخ عبدالكريم الخضير»

سؤال(5) نريد مقارنة - ولو مختصرة - بين منهج الشيخ المليباري والشيخ عبدالكريم الخضير، ولو لك تعقيبات سريعة لا تأخذ من وقتك على طريقتهما وكتبهما الحديثية نستفيد، جزاك الله خيرًا.

الشيخ المليباري من الذين نصروا مذهب المتقدمين في النقد والإعلال، وكتبه جيدة في هذا الباب، وهناك بعض القضايا التي يطرحها ما زالت نظرية وتحتاج لبعض التحرير، وعمومًا فهو ممن استفدنا منه ومن كتبه جزاه الله خيرًا.

وأما الشيخ الخضير فكذلك هو على منهج المتقدمين فيما أعلم، ولا خبرة لي بكتبه، فلم أطلع إلا على بعض تحقيقاته لعدم وجود الوقت لذلك.

 

«سنية تقليم الأظفار والثواب عليها»

سؤال(6) السلام عليكم ورحمة الله، سؤال دائمًا يراودني: في كثير من الحالات أقلم أظافري دون استحضار أنّها عبادة ـ سنن الفطرة ـ نسيانًا، فهل أثاب على ذلك أم لا؟ وجزاكم الله خيرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، نسأل الله أن يُثيبك على ذلك، فإذا كان المسلم في باله أن هذه عبادة ويتبع فيها سنة النبيّ صلى الله عليه وسلم، فإذا ما قلم أظفاره فإنه يثاب على ذلك إن شاء الله دون أن يستحضر أنها سنة في كل مرة يفعل ذلك، فيُكتفى بنيته الأولى، والله أعلم.

 

حديث: «اذكروا محاسن موتاكم»

سؤال(7) ما صحة حديث: «اذكروا محاسن موتاكم، واذكروا أمواتكم بخير»؟

هذا حديث منكر!

أخرجه الحاكم في «المستدرك»، وصححه، وابن حبان في «صحيحه» من حديث عمران بن أنس المكي عن عطاء عن ابن عمر، به.

وعمران بن أنس: منكر الحديث كما قال الإمام البخاري.

ونكارة الحديث في متنه: أن العلماء أجمعوا على جواز جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتًا؛ فيُذكر ما كان في الأموات من الكفار والفساق من مساوئ واعتقادات للتحذير من ذلك.

فالحديث منكر سندًا ومتنًا.

 

حديث: «اطلبوا العلم ولو بالصين»

سؤال(8) ما صحة حديث: «اطلبوا العلم ولو بالصين»؟ وجزاكم الله خيرًا؟

هذا حديث باطل لا أصل له.

 

«منهجية طلب علم الحديث»

سؤال(9) ما هي المنهجية السليمة في طلب علم الحديث؟

هذا يحتاج لتفصيل.

لكن الأصل في طلب العلم عمومًا: أن يكون على يد العلماء الثقات المتقنين،

وأثناء الطلب: يحرص على كثرة القراءة، وكثرة المباحثة والسؤال، وتدوين الإشكالات والإجابة عنها، ويبدأ بكتب المصطلح؛ لمعرفة مصطلحات القوم، ثم يبدأ بالكتب المسندة والشروحات، ثم كتب الرجال، ثم كتب العلل والمناهج...

 

حديث: «دعاء النبيّ صلى الله عليه وسلم لأهل عُمان»

سؤال(10) ما صحة الأحاديث التي دعا فيها النبي صلى الله عليه وسلم: «أن ﻻ يسلط الله على أهل عُمان عدواً من غيرهم»؟

يتداول بعض الناس حديثًا في ذلك؛ وهو:

أن رجلاً يُقال له: مازن بن غضوبة قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم: (ادع لله لأهل عُمان)، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم: (اللهم اهدهم وثبتهم)، فقال مازن: زدني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم ارزقهم العفاف والكفاف والرضا بما قدرت لهم)، فقال مازن: يا رسول الله؛ إن البحر ينضح بجانبنا، فادعُ الله في ميرتنا وخفنا وظلفنا، فقال عليه الصلاة والسلام: (اللهم وسع عليهم في ميرتهم، وأكثر خيرهم من بحرهم)، فقال مازن: زدني، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم لا تسلط عليهم عدوًّا من غيرهم)، وقال لمازن: (قل يا مازن: آمين؛ فإنه يستجيب عندها الدعاء)، فقال مازن: آمين.

قلت: وهذا حديث باطل لا أصل له.

 

«هل أخطأ مالك في حديث: الصلاة في معاطن الإبل؟»

سؤال(11) السلام عليكم ورحمة الله: حديث الصلاة في معاطن الإبل في الموطأ في إسناده رجل لم يُسَمَّ؛ فقد قال مالك: عن هشام عن رجل من المهاجرين، ولم يأت ابن عبدالبر في التمهيد والاستذكار عنه بشيء، وخطّأ مَن قال: "عن هشام عن أبيه".

أفيدونا أدام الله عليكم نعمه، ورزقكم فيوض فضله وزيادة العلم النافع.

الحديث برقم (410) من رواية يحيى.

وقد رواه مالك عن هِشَامِ بن عُرْوَةَ، عن أبيه، عن رَجُلٍ مِنَ المهَاجِرِينَ - لم يَرَ بِهِ بَأْسًا-؛ أَنَّهُ سَأَلَ عَبْدَالله بن عَمْرِو بن الْعَاصِ: أأصلي في عَطَنِ الإِبِلِ؟ فقال عبدالله: "لاَ، وَلَكِنْ صَلِّ في مُرَاحِ الْغَنَمِ".

وأشار ابن عبدالبر إلى أن الرواية عن مالك في الموطأ هكذا عند جميع الرواة، أي رواه عن هشام عن أبيه.

وخالفه وكيع وعبدة بن سليمان فروياه عن هشام، عن رجل من المهاجرين، لم يذكرا فيه: "عن أبيه".

قال ابن عبدالبر: "وزعم مسلم أن مالكًا وهم فيه، وأن وكيعًا ومن تابعه أصابوا، وهو عندي ظن وتوهم لا دليل عليه، ومعلوم أن مالكًا أحفظ ممن خالفه في ذلك وأعلم بهشام، ولو صح ما نقله غير مالك عن هشام: لَمَا كان عندي إلا وهمًا من هشام، والله أعلم. ومالك في نقله حجة".

قلت: دافع ابن عبدالبر عن مالك وأنه لم يخطئ في الرواية، ولو صحت الرواية عن غير مالك عن هشام فيكون الخطأ من هشام! يعني أن هشامًا اضطرب فيه!! وهذا فيه إجحاف حقيقة من ابن عبدالبر!! يريد أن يوهّم هشام بن عروة من أجل دفع الوهم عن الإمام مالك!

وكذلك اتهم مسلمًا أن ترجيحه من باب الظن ولا دليل عليه! وهذا إجحاف آخر منه - رحمه الله-!

فالإمام مسلم عنده الدليل القوي على أن مالكًا أخطأ في الرواية؛ فقد خالف الثقات أيضًا فيه ومنهم وكيع وعبدة، فعلى قواعد الأئمة النقّاد: تقدم رواية الجماعة على الفرد إلا إذا كان الفرد له مزية خاصة في الراوي، والظاهر أن مالكًا سلك الجادة فروى الحديث عن هشام عن أبيه، فوهم فيه، والله أعلم.

 

«أفضل كتب مصطلح الحديث»

سؤال(12) شيخنا: لو ذكرت لي قائمة كتب يمكن اعتبارها عمدة مصطلح الحديث، وجزاك الله خيرًا.

كتب الخطيب البغدادي؛ ومنها: الكفاية، وكتاب المحدث الفاصل للرامهرمزي، وكتاب ابن الصلاح، ونكت الحافظ ابن حجر عليه، والنخبة وشروحها، والموقظة للذهبي، وفتح المغيث للسخاوي، وتوضيح الأفكار للصنعاني، وأفضل كتاب للمعاصرين في هذا الباب هو كتاب الجديع: تحرير علوم الحديث.

 

«أفضل طبعات الكتب الستة وشروحها»

سؤال(13) ما هي أفضل طبعات الكتب الستة من حيث تخريج الأحاديث والحكم عليها؟ وما أفضل شروحات الكتب الستة؟

برأيي لا توجد طبعات جيدة تروي ظمأ طالب العلم تجعله يرتاح من عناء إعادة البحث في كثير من الأحاديث!! وأفضل شروحات الكتب الستة:

فتح الباري شرح صحيح البخاري لاين حجر، والقطعة المطبوعة من شرح ابن رجب كذلك.

شرح النووي على صحيح مسلم، وكذلك شرح المازري والقاضي عياض.

عون المعبود شرح سنن أبي داود.

تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي.

شرح مغلطاي لسنن ابن ماجه وحاشية السندي.

حاشية السندي على سنن النسائي، وكذلك حاشية السيوطي.

وهناك الكثير من الشروح المعاصرة، لكنها تفتقر إلى الجِدة، وكل هذه الكتب بحاجة إلى عناية أكثر، خلا شرح الحافظ ابن حجر للبخاري، والله أعلم.

 

«الاختلاف بين المتقدمين والمتأخرين في علم الحديث»

سؤال(14) هل اختلاف المتقدمين مع المتأخرين في علم الحديث محصور؟ حبذا لو ذكرتم ذلك، حفظكم الله وغفر لكم.

الأصل أن نقول: خالف المتأخرون المتقدمين في كثير من المسائل المتعلقة بالحديث، وخاصة في ثمرة الحديث؛ في التصحيح والتضعيف من خلال المتابعات والشواهد، وكيفية التعامل مع الرواة، والمسألة لها ذيول كثيرة وتحتاج لتفصيل كبير.

 

معنى مقولة: «من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه»

سؤال(15) ما رأيك في عبارة: (من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه)؟

هذه عبارة مشهورة فيها نوع من الصحة وليست على إطلاقها؛ فالعلوم بعضها تطبيقي يحتاج لمعلم دائم مع كتاب، ومنها غير ذلك.

والعلم الشرعي حقيقة لا بد له من معلم حتى يتقنه الطالب، ومع ذلك قد يخطئ المتعلم كثيرًا أيضًا! والمقصود بهذه العبارة الطالب الذي يأخذ علمه فقط من الكتب ولا يأخذ عن الشيوخ، فهذا ربما يكون في علمه أحسن ممن يأخذ عن الشيوخ، وهذا لا يعني أنه يصيب دائمًا أو أننا نشجع على ذلك، لكن أن نطلق هذه العبارة هكذا ففيه نظر! والله أعلم.

 

«هل يجوز نشر الأحاديث الضعيفة والمكذوبة من باب الفائدة؟»

سؤال(16) شيخي أحسن الله إليكم، نعلم أن هناك أحاديث مكذوبة ومقطوعة وضعيفة.. إلخ، فهل يجوز القول بها من باب الحكمة والفائدة والأخذ بها؟

يمكن القول بها إذا كان فيها حكمة أو نحوه بشرط أن لا تُنسب للنبيّ صلى الله عليه وسلم، بل يُنبه على أن هذه الحكمة أو الفائدة رُويت كحديث ضعيف أو مكذوب.

 

حديث: «زر غباً تزدد حباً»

سؤال(17) ما صحة حديث: «زر غبًّا تزددْ حُبًّا»؟

هذا حديث مشهور ولا يصح عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، وقد رُوي من طرق كثيرة من حديث عليّ وأبي ذر وأبي هريرة وعبدالله بن عمرو وأبي برزة وعبدالله بن عمر وأنس وجابر وحبيب بن مسلمة ومعاوية بن حيدة، وكلها غرائب، وأسانيدها ضعيفة ومنكرة!

وجاء في بعض الآثار أن هذا الحديث هو من قول عُبيد بن عُمير القاصّ المكي التابعي الثقة، وهذا أشبه، والله أعلم.

 

حديث: «التمس لأخيك سبعين عُذراً»

سؤال(18) ما صحة حديث: «التمس لأخيك سبعين عذرًا»؟

هذا ليس بحديث! وإنما يُروى من كلام بعض السلف.

رُوي عن جعفر بن محمد قال: "إذا بلغك عن أخيك الشيءَ تنكره ؛ فالتمس له عذرًا واحدًا إلى سبعين عذرًا ، فإن أصبته وإلا فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه".

ويُروى أيضاً عن حَمدون القصَّار نحوه.

وروي عن أبي قلابة قال: "التمس لأخيك العذر بجهدك؛ فإن لم تجد له عذرًا فقل: لعل لأخي عذرًا لا أعلمه".

ويُروى نحوه عن ابن سيرين كذلك.

 

حديث: «ثعلبة الذي هرب للجبال...»

سؤال(19) ما صحة حديث ثعلبة بن عبدالرحمن الطويل؟

حديث مُنكرٌ باطل!!

ثعلبة هذا هو: ابن عبدالرحمن الأنصاري.

روى ابن شاهين وأبو نُعيم مطولاً من جهة سليم بن منصور بن عمار، عن أبيه، عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن أبيه، عن جابر: «أن فتى من الأنصار يقال له: ثعلبة بن عبدالرحمن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم فبعثه في حاجة، فمر بباب رجل من الأنصار فرأى امرأته تغتسل، فكرر النظر إليها ثم خاف أن ينزل الوحي، فهرب على وجهه حتى أتى جبالاً بين مكة المدينة فقطنها، ففقده النبي صلى الله عليه وسلم أربعين يومًا - وهي الأيام التي قالوا: ودعه ربه وقلاه - ثم إن جبريل نزل عليه فقال: يا محمد، إن الهارب بين الجبال يتعوذ بي من النار، فأرسل إليه عمر، فقال: انطلق أنت وسلمان فائتياني به، فلقيها راع يقال له: دفافة، فقال: لعلكما تريدان الهارب من جهنم، فذكر الحديث بطوله في إتيانهما به، وقصة مرضه وموته من خوفه من ذنبه»!!

ورواه ابن منده مختصرًا، ثم قال: "تفرد به منصور".

قال ابن حجر معقبًا على كلامه: "قلت: وفيه ضعف، وشيخه أضعف منه، وفي السياق ما يدل على وهن الخبر؛ لأن نزول ما ودعك ربك وما قلى كان قبل الهجرة بلا خلاف".

قلت: منصور بن عمار صاحب عبادة ومواعظ وكذا شيخه، وهما ليسا من أهل العناية بالحديث،

قال ابن حبان في «المجروحين» في ترجمة المنكدر بن محمد: "وكان من خيار عباد الله ممن اشتغل بالتقشف وقطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإتقان، فكان يأتي بالشيء الذي لا أصل له عن أبيه توهّمًا، فلما ظهر ذلك في روايته بطل الاحتجاج بأخباره".

قلت: فعلى ذلك فحديث المنكدر هذا لا أصل له عن أبيه، والعجب من ابن حبان كيف أثبت لثعلبة الصحبة بهذا الحديث!! فإنه ذكره في «الثقات»: "ثعلبة بن عبدالرحمن الأنصاري له صحبة، مات خوفًا من الله عز وجل في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم".

فالحديث منكر، فلا يجوز الاعتماد عليه في إثبات صحبة ثعلبة هذا!

 

حديث: «ذكر الفاجر بما فيه!»

سؤال(20) ما صحة حديث: «أَتُرْعَوْنَ عَنْ ذِكْرِ الْفَاجِرِ؟ اذْكُرُوهُ بِمَا فِيهِ كَيْ يَعْرِفَهُ النَّاسُ وَيَحْذَرَهُ النَّاسُ»؟

لا يصح.

والحديث رواه الجارود النيسابوري قال: حدثنا بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أترعون عن ذكر الفاجر؟ اذكروه بما فيه يحذره الناس».

قال العقيلي: ليس لذا أصل".

قلت: تفرد به الجارود هذا، قال البخاري: "هو منكر الحديث، كان أبو أسامة يرميه بالكذب"، وروى عباس عن يحيى بن معين قال: "ليس بشيء".

وذكره ابن عدي في الضعفاء وذكر هذا الحديث من منكراته!

 

حديث: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»

سؤال(21) ما صحة أثر: «لو كان الفقر رجلاً لقتلته»؟

هذا الأثر يُنسب لعليّ بن أبي طالب رضي الله عنه-، لكن لم أقف له على إسناد؛ فلا يجوز نسبته له! والأثر فيه نكارة لا يصح معها نسبته لصحابي جليل مثل عليّ.

فالفقر من الله عزّ وجل، وبعض الصحابة كانوا من الفقراء، وقد عدّ الله الفقراء من مصارف الزكاة، وقال سبحانه: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}.

فمن يقول هذا القول بأن الفقر لو كان رجلاً لقتله؛ ففيه اعتراض على شيء من الله عزّ وجلّ، فالله أراده، فكيف يريد أن يقتله؟!

 

حديث: «عرض الأعمال يوم الاثنين والخميس...»

سؤال(22) ما حكم هذا الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبّ أن يعرض عملي وأنا صائم»؟.

هذا حديث ضعيف!

أخرجه الترمذي من طريق أبي عاصم عن محمد بن رفاعة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم».

قال أبو عيسى الترمذي: "حديث أبي هريرة في هذا الباب حديث حسن غريب".

والصواب ما رواه مسلم؛ ليس فيه: "فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم"!

روى الإمام مسلم في «صحيحه» من حديث مُسْلِمِ بن أبي مَرْيَمَ عن أبي صَالِحٍ سمع أَبَا هُرَيْرَةَ رَفَعَهُ مَرَّةً قال: «تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ في كل يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ الله عز وجل في ذلك الْيَوْمِ لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللَّهِ شيئًا، إلا امْرَأً كانت بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا هَذَيْنِ حتى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حتى يَصْطَلِحَا».

 

أحاديث: «تخليل اللحية»

سؤال(23) ما حكم تخليل اللحية في الوضوء؟

لم يصح في تخليل اللحية أي حديث، والأحاديث الواردة في ذلك ضعيفة، لكن بعض أهل العلم حسنها بمجموع طرقها على قاعدتهم في ذلك!! وجعلوا ذلك سنّة!!

لكن لم يثبت أيّ شيء في هذا.

 

حديث: «ظهور المهدي!»

سؤال(24) السلام عليكم د. الشيخ خالد الحايك حفظك لله، لقد وقع جدل مؤخرًا بين بعض الإخوة؛ ما حكم ظهور محمد بن عبدالله المهدي أولًا؟ ثم ما حكم مَن أنكر ظهوره ولم يعترف بالأحاديث أو طعن بصحتها؟ ثالثًا: ما هو الموقف الشرعي لأهل السنة والسلف من ظهور المهدي؟ وهل يلزم للمسلم أن يصدّق أم يكذّب؟ وجزاكم الله خيرًا، ونفع بكم الأمة.‏

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أولاً: أحاديث المهدي كلها فيها ضعف! وقد صححها بعض أهل العلم المتأخرين بالشواهد والمتابعات! وقد أسرفوا في هذه المسألة، بل عدها بعضهم من المتواتر!

وبنوا على ذلك، ثانيًا: أن من أنكرها فقد كفر! لأن من أنكر المتواتر من غير تأوّل يكون كافرًا! ومنهم من لم يكفر منكرها لكن يخشى عليه في عقيدته!!

وثالثًا: فهذه المسألة لا تدخل في قضية مُنكِر المتواتر؛ لأنه حقيقة - مع وجود الأحاديث فيها- ليست متواترة... والتواتر هذا غير متحقق عند أهل الحديث المتقدمين، وقد دخل علينا من باب الأصوليين الذين صنفوا في علوم الحديث وأولهم الحافظ ابن الصلاح متأثرين بهذا بعلم الكلام وغيره.

وعقيدة المهدي هي عقيدة المخلّص الذي ينتظره الناس لإنقاذهم! وهذا يوجد في كثير مما يسمى بالديانات حتى الأرضية منها التي هي من وضع البشر! فهذا الدين عظيم لا ينتظر مخلّصًا، وعلى الأمة أن تعمل لتحكيم شرع الله دون التعلق بمثل هذه الأحاديث التي أعرض عن تخريجها البخاري ومسلم، وإعراضهم عن باب مهم من أبواب العقيدة كهذا فيه إشارة إلى عدم صحة شيء من هذه الأحاديث، وأما ما فسروا به أن من يصلي خلف عيسى هو المهدي؛ فهذا ليس بصحيح، بل إن عيسى هو مَن يصلي بالناس، وهناك اختلاف في لفظ الرواية، والله أعلم.

 

حديث: «تحنيك المولود»

سؤال(25) ما حكم التحنيك؟ وهل هناك دليل عليه؟

التحنيك سنة.

وقد ورد في ذلك أحاديث أخرجها أصحاب الصحيح.

فأخرج البخاري في «صحيحه» في كِتَاب الْعَقِيقَةِ، بَاب تَسْمِيَةِ المَوْلُودِ غَدَاةَ يُولَدُ لِمَنْ لم يَعُقَّ عنه وَتَحْنِيكِه، من حديث أبي مُوسَى رضي الله عنه- قال: (وُلِدَ لي غُلَامٌ فَأَتَيْتُ بِهِ النبي صلى الله عليه وسلم فَسَمَّاهُ إبراهيم فَحَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ وَدَعَا له بِالْبَرَكَةِ وَدَفَعَهُ إلي) - وكان أَكْبَرَ وَلَدِ أبي مُوسَى.

ثم أخرج عن عَائِشَةَ رضي الله عنها- قالت: «أتي النبي صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ يُحَنِّكُهُ، فَبَالَ عليه فَأَتْبَعَهُ الماءَ».

ثم أخرج عن عُرْوَة بن الزبير عن أَسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ رضي الله عنها-: «أنها حَمَلَتْ بِعَبْدِاللَّهِ بن الزُّبَيْرِ بِمَكَّةَ، قالت: فَخَرَجْتُ وأنا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ قُبَاءً فَوَلَدْتُ بِقُبَاءٍ، ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسل فَوَضَعْتُهُ في حَجْرِهِ، ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا، ثُمَّ تَفَلَ في فيه فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دخل جَوْفَهُ رِيقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ثُمَّ حَنَّكَهُ بِالتَّمْرَةِ، ثُمَّ دَعَا له وبرك عليه، وكان أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ في الْإِسْلَامِ فَفَرِحُوا بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا لِأَنَّهُمْ قِيلَ لهم إِنَّ الْيَهُودَ قد سَحَرَتْكُمْ فلا يُولَدُ لَكُمْ».

 

حديث: «اللهم بارك لنا في رجب وشعبان...»

سؤال(26) ما صحة حديث: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَب، وَشَعْبَانَ، وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ»؟

حديث منكر!

رواه الطبراني في «المعجم الأوسط»، وأبو نُعيم في «الحلية» من طريق زائدة بن أبي الرقاد؛ قال: حدثنا زياد النميري، عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل رجب قال: اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان».

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد! تفرد به زائدة بن أبي الرقاد".

قلت: وزائدة هذا قال فيه البخاري: "مُنكر الحديث".

 

حديث: «لأن أعافى فأشكر أحبّ إليّ من أن أبتلى فأصبر!»

سؤال(27) ما صحة حديث : «لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ»؟

هذا حديث موضوع.

رواه الطبراني في «المعجم الأوسط»، وأبو نُعيم في «الطب»، والعقيلي في «الضعفاء» من طريق إِبْرَاهِيم بن الْبَرَاءِ بنِ النَّضْرِ بنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ قَالَ: حدثنا شُعْبَةُ بنُ الْحَجَّاجِ، عَنِ الحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «كُنْتُ جَالِسًا بَيْنَ يَدَيِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَذْكُرُ الْعَافِيَةَ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لِصَاحِبِهَا مِنْ عَظِيمِ الثَّوَابِ إِذَا هُوَ شَكَرَ، وَيَذْكُرُ الْبَلَاءَ، وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ مِنْ عَظِيمِ الثَّوَابِ إِذَا هُوَ صَبَرَ، فَقُلْتُ: بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُبْتَلَى فَأَصْبِرَ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَرَسُولُ الِلَّهِ يُحِبُّ مَعَكَ الْعَافِيَةَ».

قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ شُعْبَةَ إِلَّا إِبْرَاهِيمُ".

وقال الذهبي: "حديث منكر"!

وإِبْرَاهِيمُ هذا متروك متّهم بوضع الحديث.

والصواب أن هذا من قول مُطرِّف بن عبدالله بن الشّخِّير، رواه جماعة من أصحاب المصنفات من طرق عن قتادة وغيلان وبُديل بن ميسرة وثابت البُناني، كلهم عن مُطَرِّفِ بنِ عَبْدِاللَّهِ بنِ الشِّخِّيرِ أنه قَالَ: "لَأَنْ أُعَافَى فَأَشْكُرَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنِ ابْتَلَى فَأَصْبِرَ".

فهو من قول مطرّف.

وقد نسبه ابن حجر في «الفتح» لأبي بكر الصّديق، وتبعه على ذلك العيني، وفيه نظر! والله أعلم.

 

حديث: «قِصر فترة البرزخ!»

سؤال(28) السلام عليكم، هل ورد حديث أن المسلم تكون فترة البرزخ عليه قصيرة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لا أعرف حديثًا في هذا! والمسلم العاصي يُعذَّب في قبره، ومن يثبّته الله في القبر يفسح له في قبره، ومنهم من يرى مقعده من الجنة، فهذه قد تكون قصيرة عليه، والله أعلم.

 

حديث: «إن الله تكفل لي بالشام» وحديث: «يجتبي إليها خيرته من خلقه»

سؤال(29) السلام عليكم يا شيخ، حديث: «إن الله تكفل لي بالشام«»، وحديث: «يجتبي إليها خيرته من خلقه»، هل هما حديثان صحيحان؟ وجزاك الله خيرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

لا يصحان.

 

أثر: «الترخص للمريض بالتيمم بالصعيد»

سؤال(30) ما صحة أثر: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنه قال: «رُخص للمريض التيمم بالصعيد»؟.

رُوي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس مرفوعًا وموقوفًا، والصواب أنه موقوف على ابن عباس. ورواه عن عطاء جماعة بالوقف، وعطاء كان قد اختلط، لكنه قد توبع عليه، تابعه عزرة بن عبدالرحمن بن زرارة الخزاعي الكوفي الأعور، رواه أيضًا عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفًا.

فالأثر صحيح إن شاء الله.

 

حديث: «فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة!»

سؤال(31) السلام عليكم، هل صحيح أنه لم يصح حديث بفضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نعم، لا يصح في ذلك شيء.

 

حديث: «أنا الضّحوك القتّال!»

سؤال(32) ما صحة حديث: «أنا الضحوك القتَّال»؟

هكذا نسبه بعض أهل العلم للنبيّ صلى الله عليه وسلم كابن كثير في «تفسيره»! ولا يصح عنه صلى الله عليه وسلم، وإنما هكذا وردت صفته صلى الله عليه وسلم في التوراة كما في بعض كتب أهل السير.

ومعناه: أنه ضحوك في وجه وليّه، قتّال لهامة عدوه - كما قال ابن كثير-.

 

حديث: «كم أجعل لك من صلاتي؟»

سؤال(33) هل يصح حديث: «يا رسول الله؛ كم أجعل لك من صلاتي..»؟

لا يصح، والحديث فيه نكارة!

رواه عبدالله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي كعب، عن أبيه قال: «كان رسول الل صلى الله عليه وسلم يخرج في جوف الليل، فيقول: جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه. فقال أبي: يا رسول الله، إني أصلي من الليل، أفأجعل لك ثلث صلاتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشطر. قال: أفأجعل لك شطر صلاتي؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الثلثان. قال: أفأجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن يغفر لك الله ذنبك كله».

حسّنه الترمذي وغيره! وقد تفرد به ابن عقيل، وهو سيئ الحفظ، لا يُحتج بما تفرد به.

 

«تعريف المزيد في متصل الأسانيد»

سؤال(34) السلام عليكم شيخنا الحبيب، كيف الحال؟ سؤالي حول المزيد في متصل الأسانيد وأصح تعريفاته.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. نحمد إليكم الله.

هو زيادة رجل في الإسناد المتصل، على سبيل الوهم والخطأ.

 

حديث: «غُفرانك»

سؤال(35)  ما صحة قول «غفرانك»، بعد الخروج من الخلاء؟.

هذا الحديث رواه إِسْرَائِيلُ بن يونس، قال: حدثنا يُوسُفُ بن أبي بُرْدَةَ ابن أبي موسى الأشعري، قال: سمعت أبي يقول: دَخَلْتُ على عَائِشَةَ فَسَمِعْتُهَا تَقُولُ: «كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا خَرَجَ من الْغَائِطِ قال: غُفْرَانَكَ».

وقد قال فيه الترمذي: "حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه"، وبعضهم أعله لتفرد إسرائيل به عن يوسف! وقال أبو حاتم الرازي: "هو أصح حديث في هذا الباب"، وهذه الأصحية ليس بالضرورة معناها صحة الحديث، وصححه الحافظ ابن حجر في «نتائج الأفكار»، وعمومًا فهو حديث حسن يُعمل به.

 

حديث: «اللهم إنك عفوٌ تحبّ العفو..»

سؤال(36)  ما صحة حديث: «اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي»؟

الحديث ضعيف؛ رواه عبدالله بن بُريدة، عن عائشة رضي الله عنها، وابن بريدة لم يسمع من عائشة، فهو مرسل.

 

حديث :«أمتي أمة مرحومة من عذاب الآخرة..»

سؤال(37) شيخنا أحسن الله إليك؛ ما صحة حديث: «أمتي أمة مرحومة من عذاب الآخرة؛ عذابها في الدنيا الزلازل والفتن»؟‏

هذا حديث منكر! لا يصح، وقد ثبت أن هناك مِن هذه الأمة مَن يدخل النّار.

والحديث رُوي عن أبي موسى الأشعري بهذا اللفظ، وهناك لفظ آخر عنه أيضًا: (إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ مَرْحُومَةٌ جَعَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَذَابَهَا بَيْنَهَا، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ دُفِعَ إِلَى كُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْأَدْيَانِ، فَيُقَالَ: هَذَا يَكُونُ فِدَاءَكَ مِنَ النَّارِ).

وقد بيّن الإمام البخاري اضطرابه ونكارته؛ فقال: "والخبرُ عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الشفاعة، وأن قومًا يُعَذَّبون ثم يُخرَجون كثر وأبينُ وأَشهَر".

 

حديث: «من غشّنا فليس منا..»

سؤال(38)  ما صحة حديث: «من غشنا فليس منا، والمكر والخديعة في النار»؟

هذا حديث لا يصح.

رواه عُثْمَانُ بنُ الْهَيْثَمِ الْمُؤَدِّبُ، قال: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرِّ بنِ حُبَيْشٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ فِي النَّارِ».

قال الطبراني: "لَمْ يَرْوِهِ عَنْ عَاصِمٍ إِلَّا الْهَيْثَمُ بنُ الْجَهْمِ، وَلَا عَنْهُ إِلَّا ابْنُهُ عُثْمَانُ".

قلت: وعاصم هو ابن أبي النجود وهو المقرئ المعروف وهو ضعيف في الحديث.

وقوله: (من غشنا فليس منا) بهذا اللفظ رواه مسلم في «صحيحه» من حديث أبي هريرة.

وقوله: (المكر والخديعة في النار)؛ فرواه سعيد بن المسيب عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، وهو ضعيف.

 

حديث: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات..»

سؤال(39)  ما صحة حديث: «من استغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة»؟

حديث ضعيف.

رواه عِيسَى بن سِنَانٍ، عَنْ يَعْلَى بنِ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: « مَنِ اسْتَغْفَرَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ حَسَنَةً ».

وهذا إسناد ضعيف! فيه: عيسى بن سنان الحنفي القسملي الفلسطيني: "واه".

وللحديث شواهد لا ترتقي به؛ لأنها واهية، فالضعيف لا يتقوى بمثله.

 

حديث: «أنا نبيّ الرحمة والملحمة!»

سؤال(40) ما صحة حديث «أنا نبي الرحمة والملحمة»؟ بوركت وجزاك الله كل خير.

قد اختلفت الروايات في ذكر: "نبي الملحمة" أو "نبي التوبة"!

فقد روى الإمام مسلم في «صحيحه» عن إسحاق بن راهويه، عن جرير، عن الْأَعْمَشِ، عن عَمْرِو بن مُرَّةَ، عن أبي عُبَيْدَةَ بن عبدالله بن مسعود، عن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُسَمِّي لنا نَفْسَهُ أَسْمَاءً فقال: أنا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ والمقفى والحاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَنَبِيُّ الرَّحْمَةِ».

وخالفه عثمان بن أبي شيبة ويوسف بن موسى وزهير بن حرب، فرووه عن جرير عن الأعمش بهذا الإسناد، وقالوا: "ونبي الرحمة ونبي الملحمة".

ورواه وكيع ويزيد بن هارون، كلاهما عن عبدالرحمن المسعودي، عن عمرو بن مرة عن أبي عبيدة عن أبي موسى. وفي رواية يزيد: "ونبي التوبة والملحمة".

والذي أميل إليه أن الصواب في الرواية: "نبي الرحمة ونبي الملحمة"؛ لأن أكثر الروايات ذكرت: "نبي الملحمة"، وكذلك جاءت بمعنى جديد بخلاف "نبي التوبة"؛ فهي بمعنى: "نبي الرحمة"؛ ولهذا قال النووي: "وأما نبي التوبة ونبي الرحمة ونبي المرحمة؛ فمعناها متقارب، ومقصودها أنه صلى الله عليه وسلم جاء بالتوبة وبالتراحم، قال الله تعالى: {رحماء بينهم}، ٢٩، {وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة}، والله أعلم، وفي حديث آخر: نبي الملاحم؛ لأنه صلى الله عليه وسلم بُعث بالقتال".

 

حديث: «الأئمة من قريش»

سؤال(41) ما صحة حديث «الأئمة من قريش»؟ وما صحة حديث: «أن الخوارج يخرجون من العراق»؟

حديث «الأَئِمَّةُ من قُرَيْشٍ»؛ حديث مشهور، له طرق كثيرة جمعها الحافظ ابن حجر في جزءٍ مفرد عن نحو من أربعين صحابيًّا، سماه: «لذة العيش بطرق الأئمة من قريش».

ورواه النَّسَائِيُّ عن أَنَسٍ، ورَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ في الدُّعَاءِ وَالْبَزَّارُ وَالْبَيْهَقِيُّ من طُرُقٍ عن أَنَسٍ، وحسّن إسناده الحافظ ابن حجر.

وأخرجه أحمد من حديث أبي هريرة ومن حديث أبي بكر الصديق، ورجاله رجال الصحيح لكن في سنده انقطاع، وأخرجه الطبراني والحاكم من حديث عليّ.

وهذه الطرق وغيرها لا تخلو من مقال؛ ولهذا حسنها بعضهم وصححوها بمجموع الطرق.

وقد استخدم الإمام البخاري لفظ الحديث في الترجمة في «صحيحه»؛ فقال: «باب الأمراء من قريش»؛ لأنه لم يكن شيء منها على شرطه في الصحيح اقتصر على الترجمة، وأورد الذي صح على شرطه مما يؤدي معناه في الجملة، ومنها حديث معاوية: «إِنَّ هذَا الأَمْرَ فِي قُرَيْشٍ، لاَ يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ إِلَّا كَبَّهُ اللَّهُ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ، مَا أَقَامُوا الدِّينَ»، وحديث ابن عمر: «لاَ يَزَالُ هذَا الأَمْرُ فِي قُرَيْشٍ مَا بَقِيَ مِنْهُمُ اثْنَانِ»، فاستدل البخاري بهذين الحديثين على الترجمة التي ذكرها.

وعند مسلم من حديث أبي هريرة: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن؛ مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم».

والذي أراه أن هذا الحديث: «الأَئِمَّةُ من قُرَيْشٍ»؛ حديث حسن، بل هو مروي بالفهم، أي مما فهمه الرواة من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، بل قد صح بلفظه عن أمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه- أنه قال: «الأَئِمَّةُ من قُرَيْشٍ، وَمَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَقَدْ نَزَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ من عَنْقِهِ».

وهذا رُوي عنه مرفوعًا، ولكن الوقف هو الصواب عنه، لكنه في حكم المرفوع؛ لأنه يتعلق بحكم شرعي، وله شواهد صحيحة كثيرة، ويبدو أن هذا الحكم كان معروفًا عند الصحابة ولا نزاع فيه، والله أعلم.

وأما حديث أن الخوارج يخرجون من العراق؛ فهناك بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أشار للمشرق، وقد خرجوا زمن عليّ في العراق.

وإنما الذي في الصحيح: أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بينا كان يَقْسِمُ ذَاتَ يَوْمٍ قِسْمًا، فَقَالَ ذُو الخُوَيْصِرَةِ، رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ؛ اعْدِلْ، قَالَ: «وَيْلَكَ! مَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَعْدِلْ؟» فَقَالَ عُمَرُ: ائْذَنْ لِي فَلْأَضْرِبْ عُنُقَهُ، قَالَ: «لاَ، إِنَّ لَهُ أَصْحَابًا، يَحْقِرُ أَحَدُكُمْ صَلاَتَهُ مَعَ صَلاَتِهِمْ، وَصِيَامَهُ مَعَ صِيَامِهِمْ، يَمْرُقُونَ مِنَ الدِّينِ كَمُرُوقِ السَّهْمِ مِنَ الرَّمِيَّةِ، يُنْظَرُ إِلَى نَصْلِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى رِصَافِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى نَضِيِّهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنْظَرُ إِلَى قُذَذِهِ فَلاَ يُوجَدُ فِيهِ شَيْءٌ، قَدْ سَبَقَ الفَرْثَ وَالدَّمَ، يَخْرُجُونَ عَلَى حِينِ فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ، آيَتُهُمْ رَجُلٌ إِحْدَى يَدَيْهِ مِثْلُ ثَدْيِ المَرْأَةِ، أَوْ مِثْلُ البَضْعَةِ تَدَرْدَرُ».

قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الخدري: أَشْهَدُ لَسَمِعْتُهُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَشْهَدُ أَنِّي كُنْتُ مَعَ عَلِيٍّ حِينَ قَاتَلَهُمْ، فَالْتُمِسَ فِي القَتْلَى فَأُتِيَ بِهِ عَلَى النَّعْتِ الَّذِي نَعَتَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وفي رواية: «إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ ضِئْضِئِ هَذَا قَوْمٌ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ رَطْبًا، لاَ يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ...».

فقد أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم بخروجهم، فخرجوا زمن عليّ.

 

حديث: «اجتهد برأيك..»

سؤال(42) ما صحة حديث: «اجتهد رأيك؛ فإن الله إذا علم منك الحق وفقك للحق»؟

هذا حديث منكر!

رواه ابن عساكر في «تاريخه» من طريق سُلَيْمَانُ الشَّاذَكُونِيُّ، قال: حدثنا الهَيْثَمُ بنُ عَبْدِالْغَفَّارِ ، عَنْ سَبْرَةَ بنِ مَعْبَدٍ، عَنْ عُبَادَةَ بنِ نُسَيٍّ ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ بْنِ غَنْمٍ، عَنْ مُعَاذِ بنِ جَبَلٍ، قَالَ: لَمَّا بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْيَمَنِ، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنْ جَاءَنِي مَا لَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ، وَلَمْ أَسْمَعْ مِنْكَ فِيهِ شَيْئًا، قَالَ: «اجْتَهِدْ رَأْيَكَ؛ فَإِنَّ اللَّهَ إِذَا عَلِمَ مِنْكَ الْحَقَّ وَفَّقَكَ لِلْحَقِّ».

قلت: تفرد به الهيثم بن عبدالغفار الطائي، وهو كذّاب يضع الحديث.

 

حديث: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح»

سؤال(43) ما صحة حديث: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح»؟

لا يصح بهذا اللفظ!

وقد وهم فيه شعبة لما اختصره.

رواه شعبة عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا وضوء إلا من صوت أو ريح».

فاختصره هكذا شعبة، ورواه أصحاب سهيل بلفظ: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه؛ أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرجن من المسجد حتى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا». رواه مسلم في الصحيح.

 

حديث: «هدايا العمّال غلول» وحديث: «كم نعفو عن الخادم؟»

سؤال(44) السلام عليكم: حديث: «هدايا العمال غلول»، وحديث: «كم نعفو عن الخادم؟ قال: اعفوا عنه في اليوم سبعين مرة»، هل يصحّان؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

حديث: «هدايا العمال غلول»:

رواه إسماعيل بن عياش، عن يحيى بن سعيد، عن عروة بن الزبير، عن أبي حميد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «هدايا العمال غلول».

وهذا ضعيف الإسناد بسبب إسماعيل بن عياش، وكأنه مختصر من الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري عن أبي حميد الساعدي قال: «استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سليم يدعى ابن اللُّتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم وهذا هدية! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلّا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقًا؟، ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد؛ فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئًا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلأعرفن أحدًا منكم لقي الله يحمل بعيرًا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يده حتى روي بياض إبطه يقول: اللهم هل بلّغتُ؟، بصر عيني وسمع أذني».

وأما حديث الخادم:

فرواه أبو داود والترمذي وأحمد وغيرهم من حديث أبي هَانِئٍ الخَوْلَانِيُ، عَنْ العَبَّاسِ بنِ جُلَيْدٍ الحجْرِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَاللَّهِ بنَ عُمَرَ يَقُول: «جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ نَعْفُوا عَنْ الْخَادِمِ؟ فَصَمَتَ ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ الْكَلَامَ فَصَمَتَ فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِثَةِ قَالَ: "اعْفُوا عَنْهُ فِي كُلِّ يَوْمٍ سَبْعِينَ مَرَّةً».

وقد اختلف أهل العلم في راوي الحديث؛ هل هو "عبدالله بن عمر بن الخطاب" أم "عبدالله بن عمرو بن العاص"! وكأن هذا الاختلاف بسبب النسخ، ففي بعضها: "عبدالله بن عمرو" وفي بعضها زيادة "الواو" فصارت "بن عمرو"!

وذهب ابن يونس وهو العمدة في أهل مصر- أنه: "عبدالله بن عمر بن الخطاب"، وتبعه على ذلك كثير من أهل العلم.

وقال أبو حاتم الرازي: "هو بابن عمرو أشبه، لكن اتفق نفسان على ابن عمر"، يعني أشبه بعبدالله بن عمرو؛ لأن العباس بن جُليد مصري، وعبدالله بن عمرو مصري، لكن مال إلى كونه "عبدالله بن عمر"؛ لأن الرواة على ذلك أكثر.

وخلط الأمير ابن ماكولا فذكر أنه يروي عن ابن عمر وعبدالله بن عمرو بن العاص!! وهذا لا يصح.

وأخرج البخاري هذا الحديث في «تاريخه الكبير» في ترجمة «عباس بن جليد»، وعرض للخلاف في اسم صحابيه، ثم قال: "وهو حديث فيه نظر".

فالحديث ضعفّه البخاري، وهو كذلك؛ لأن ابن جليد هذا لم يسمع من ابن عمر، فهو منقطع.

 

حديث: «العمل عبادة!»

سؤال(45) ما صحة حديث: «العمل عبادة»؟

هذا ليس بحديث، ولا أصل له،

ولا يوجد في كتب أهل العلم.

وهو مشتهر على ألسنة الناس؛ يعتقدون أن العمل عبادة من باب أن الشارع الحكيم حثّ المسلم على العمل والكسب، وألا يكون عالة على غيره، فعمله هذا استجابة لذلك عبادة يؤجر عليها.

 

حديث: «داووا مرضاكم بالصدقة»

سؤال(46) ما صحة حديث: «دَاوُوا مَرْضَاكُمْ بالصَّدَقة»؟

هذا حديث ضعيف، وأصله مرسل.

رواه موسى بن عمير القرشي الكوفي الضرير، عن الحكم بن عتيبة، عن إبراهيم، عن الأسود بن يزيد، عن عبدالله بن مسعود؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «داووا مرضاكم بالصدقة، وحصنوا أموالكم بالزكاة، وأعدوا للبلاء الدعاء».

قلت: تفرد به موسى بن عمير وهو كذاب!

وهذا الحديث إنما يعرف عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً، رواه أبو داود في «مراسيله».

وقد رُوي من طرق أخرى عن ابن عمر وعبادة بن الصامت وأبي أمامة وغيرهم، وكلّ هذه الطرق أسانيدها منكرة لا تصلح لتقوية الحديث، فيبقى الحديث مرسلًا من مراسيل الحسن، ومراسيل الحسن واهية شبه الرّيح لا يحتج بها؛ لأنه كان يأخذ عن كلّ أحد.

 

حديث: «من خرج في طلب العلم..»

سؤال(47) ما صحة حديث: «مَن خرج في طلب العلم؛ فهو في سبيل الله حتى يرجع»؟

هذا حديث ضعيف!

تفرد بروايته خالد بن يزيد اللؤلؤي عن أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس بن مالك عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَن خرج في طلب العلم؛ فهو في سبيل الله حتى يرجع».

قال الترمذي: "حسن غريب، ورواه بعضهم فلم يرفعه".

وقال الطبراني: "لا يروى عن أنس إلا بهذا الإسناد، تفرد به أبو جعفر الرازي وخالد بن يزيد".

وخالد بن يزيد هذا رجل صدوق، لكنه لا يُتابع على أكثر حديثه كما قال العقيلي، فمثله لا يقبل تفرده في أيّ حديث!! خاصة وأن طبقته هذه لا يقبل فيها أهل النقد التفرد من صاحبها؛ لأن الحديث كان قد اشتهر وانتشر، فكيف يتفرد مثله بحديث في هذه الطبقة!!

 

حديث: «لا تسأل الرجل: فيم ضرب امرأته!»

سؤال(48) ما صحة حديث: «لا تسأل الرجل: فيم ضرب امرأته! ولا تنم إلا على وتر»؟

حديث منكر!!

رواه دَاوُدُ بنُ عَبْدِاللَّهِ الْأَوْدِيُّ، عَنْ عَبْدِالرَّحْمَنِ المُسْلِيّ، عَنِ الْأَشْعَثِ بنِ قَيْسٍ؛ قَالَ: تَضَيَّفْتُ عُمَرَ بنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَامَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ فَتَنَاوَلَ امْرَأَتَهُ فَضَرَبَهَا، ثُمَّ نَادَانِي: يَا أَشْعَثُ. قُلْتُ: لَبَّيْكَ، قَالَ: احْفَظْ عَنِّي ثَلَاثًا حَفِظْتُهُنَّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَسْأَلِ الرَّجُلَ فِيمَ يَضْرِبُ امْرَأَتَهُ، وَلَا تَسْأَلْهُ عَمَنْ يعْتَمِدُ مِنْ إِخْوَانِهِ وَلَا يَعْتَمِدُهُمْ، وَلَا تَنَمْ إِلَّا عَلَى وِتْرٍ».

قال الحاكم: "هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ".

والحديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وأحمد والطيالسي وغيرهم.

قلت: تفرد به داود الأودي - وهو ثقة- عن عبدالرحمن المسلي، والمسلي هذا لا يُعرف إلا في هذا الحديث! فهو مجهول الحال، وحديثه منكر!

وقد ذكر الحافظ أبو الفتح الأزدي عبدالرحمن هذا في الضعفاء، وقال: "فيه نظر"، وأورد له هذا الحديث.

وتصحيح الحاكم لا يعتبر هنا؛ إذ هو واسع الخطو في التصحيح -رحمه الله-.

 

أثر: «توضأ أنت ها هنا..»

سؤال(49) ما صحة أثر عبدالله بن سرجس: «توضأ أنت ها هنا، وهي ها هنا، فأما إذا خلت به فلا تقربنه»؟

أثر عبدالله بن سرجس مشهور بنحو هذا، وهو صحيح عنه.

رواه عاصم الأحول عن عبدالله بن سرجس قال في وضوء الرجل بفضل المرأة: "اغتسلا جميعًا، هي هكذا، وأنت هكذا -قال عبدالواحد الراوي عن عاصم في إشارته: كان الإناء بينهما-، وإذا خلت به فلا تقربنَّه"، وفي رواية شعبة عن عبدالله بن سرجس قال: "تتوضأ المرأة وتغتسل من فضل غسل الرجل وطهوره، ولا يتوضأ الرجل بفضل غسل المرأة ولا طهورها".

وقد روي هذا الأثر بالرفع أيضًا ولا يصح! والصواب أنه موقوف على عبدالله بن سرجس. ورأيه هو أحد الآراء في المسألة.

قال العيني في «عمدة القاري»: "وأما فضل المرأة؛ فيجوز عند الشافعي الوضوء به أيضًا للرجل سواء خلت به أو لا، قال البغوي وغيره: فلا كراهة فيه للأحاديث الصحيحة فيه، وبهذا قال مالك وأبو حنيفة وجمهور العلماء، وقال أحمد وداود: لا يجوز إذا خلت به، وروي هذا عن عبدالله بن سرجس والحسن البصري، وروي عن أحمد كمذهبنا وعن ابن المسيب والحسن كراهة فضلها مطلقًا، وحكى أبو عمر فيها خمسة مذاهب؛ أحدها: أنه لا بأس أن يغتسل الرجل بفضلها ما لم تكن جنبًا أو حائضًا، والثاني: يكره أن يتوضأ بفضلها وعكسه، والثالث: كراهة فضلها له والرخصة في عكسه، والرابع: لا بأس بشروعهما معًا ولا ضير في فضلها وهو قول أحمد، والخامس: لا بأس بفضل كل منهما شرعًا جميعًا أو خلا كل واحد منهم به، وعليه فقهاء الأمصار".

 

أثر: «رأيت من تحيض يوماً..»

سؤال(50) ما صحة أثر عطاء: «رأيت من تحيض يومًا وتحيض خمسة عشر»؟

لم أقف على إسناده.. لكن ذكره الدارقطني بعد أن روى أثرًا عن الأوزاعي،

ويبدو أنه صحيح، والله أعلم.

قال الدارقطني: حدثنا الحسين بن إسماعيل، قال: حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن مصعب، قال: سمعت الأوزاعي يقول: "عندنا امرأة تحيض غدوة وتطهر عشية".

وقال عطاء: "رأيت مِن النساء؛ مَن كانت تحيض يومًا، ومَن كانت تحيض خمسة عشر يومًا".

 

حديث: «إن الله حجب التوبة عن كلّ صاحب بدعة!»

سؤال(51) ما صحة حديث: «إن الله حجب التوبة عن كل صاحب بدعة»؟

حديث منكر! له إسنادان:

الأول: يرويه بقية بن الوليد، عن محمد بن عبدالرحمن الكوفي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك.

قلت: محمد بن عبدالرحمن الكوفي القشيري، قال ابن عدي: "هو منكر الحديث مجهول، وهو من مشايخ بقية المجهولين".

والثاني: يرويه هارون بن موسى الفروي، عن أبي ضمرة أنس بن عياض، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك.

قلت: تفرد به هارون بن موسى، قال الذهبي في «الميزان»: "شيخ صدوق من شيوخ النسائي"، ثم ذكر له هذا الحديث، وقال عنه: "وهذا منكر".

 

«معنى الحديث المُبهم وحكمه»

سؤال(52) ما معنى الحديث المبهم؟ وما حكمه؟

الحديث المبهم: هو ما كان في إسناده راوٍ مبهم؛ كنحو: "عن رجل" أو "عن امرأة" أو "عن الثقة" ونحو ذلك.

وحكمه: الضعف؛ لعدم معرفة حال هذا المبهم، فإن وقفنا عليه: نرى حاله، ثم نحكم على حديثه.

 

«فائدة معرفة مواليد الرواة ووفياتهم»

سؤال(53) ما فائدة معرفة مواليد الرواة ووفياتهم؟

أهم فائدة لذلك: معرفة السماعات واللقاء بين الرواة، وبالتالي معرفة اتصال الأسانيد. فلما استخدم الناس الكذب: استخدم لهم أهل العلم التاريخ؛ فسألوا عن المواليد والوفيات واللقاءات وغير ذلك.

 

«تعريف المُخضرم»

سؤال(54) من هو المخضرم؟

المُخضرم: من أدرك الجاهلية وزمن النبيّ صلى الله عليه وسلم لكن لم يره وأسلم بعد وفاته صلى الله عليه وسلم، وعددهم لا يزيد على خمسة وعشرين نفسًا.

 

حديث: «النظافة من الإيمان!»

سؤال(55) ما صحة حديث: «النظافة من الإيمان»؟

هذا ليس بحديث.

نعم، الإسلام يحث على النظافة عمومًا، لكن هذا لا أصل له عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.

وقد نُقل عن الشيخ العلوان أنه سئل عنه؟ فقال مازحًا-: "هذا حديث روته البلدية".

 

حديث: «من قرأ (يس) في صدر النهار..»

سؤال(56) ما صحة حديث: «من قرأ يس في صدر النهار قضيت حوائجه»؟

هذا حديث منقطع لا يصح.

ولم يصح شيء في فضل سورة يس، ومن أشهر الأحاديث في سورة يس: «اقرؤوا على موتاكم يس»، وله طرق كلها معلولة.

 

حديث: «إذا بليتم فاستتروا!»

سؤال(57) ما صحة حديث: «إذا بُليتم فاستتروا»؟

لا يصح.

ورُوي في حديث رواه الإمام مالك في «الموطأ» عن زَيْدِ بن أسلم: «أن رَجُلاً اعْتَرَفَ على نَفْسِهِ بالزنى على عَهْدِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَدَعَا له رسول الله صلى الله عليه وسلم بِسَوْطٍ فَأُتِيَ بِسَوْطٍ مَكْسُورٍ، فقال فَوْقَ هذا فَأُتِيَ بِسَوْطٍ جَدِيدٍ لم تُقْطَعْ ثَمَرَتُهُ، فقال دُونَ هذا فَأُتِيَ بِسَوْطٍ قد رُكِبَ بِهِ وَلاَنَ فَأَمَرَ بِهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَجُلِدَ ثُمَّ قال: أَيُّهَا الناس قد آنَ لَكُمْ ان تَنْتَهُوا عن حُدُودِ الله، من أَصَابَ من هذه الْقَاذُورَاتِ شيئا فَلْيَسْتَتِرْ بِسِتْرِ الله فإنه من يُبْدِي لنا صَفْحَتَهُ نُقِمْ عليه كِتَابَ الله».

وهذا حديث مرسل.

والمعنى فيه بعض الأحاديث الصحيحة أنه من ابتلي بشيء فلا يجاهر به، فلعل الله يتوب عليه، ومن جاهر بمعصيته ففي ذلك استخفاف بحق الله ورسوله وبصالحي المؤمنين، وفيه ضرب من العناد لهم! فمن ستر على نفسه لعل الله يستره يوم القيامة.

 

حديث: «اللهم لا تأخذنا منك إلا إليك..!»

سؤال(58) ما صحة حديث: «اللهم لا تأخذنا منك إلا إليك، ولا تشغلنا عنك إلا بك»؟

هذا ليس بحديث فيما أعلم، وسمعت بعض الدعاة يدعون به من باب الدعاء، ولا أدري هل ينسبونه للنبيّ صلى الله عليه وسلم أم لا!

وهذا الدعاء يُشبه أدعية الصوفية! وفيه ما فيه!

 

حديث: «لعن الله الداخل فينا من غير نسب..!»

سؤال(59) ما صحة حديث: «لعن الله الداخل فينا من غير نسب، والخارج منا من غير سبب»؟

هذا حديث موضوع بهذا اللفظ.

وقد جاء في تحريم أن ينتسب الرجل إلى غير أبيه أحاديث صحيحة؛ منها: ما رواه الإمام البخاري من حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أَنَّهُ سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «ليس من رَجُلٍ ادَّعَى لِغَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُهُ إلا كَفَرَ، وَمَنْ ادَّعَى قَوْمًا ليس له فِيهِمْ نسب فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ من النَّارِ».

ومن حديث وَاثِلَة بن الأسْقَعِ قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إِنَّ من أَعْظَمِ الفِرَى أَنْ يَدَّعِيَ الرَّجُلُ إلى غَيْرِ أبيه».

ومن حديث سَعْدٍ وأبي بكرة رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ادَّعَى إلى غَيْرِ أبيه وهو يَعْلَمُ أَنَّهُ غَيْرُ أبيه فَالْجَنَّةُ عليه حَرَامٌ».

 

حديث: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النَّار!»

سؤال(60) ما صحة حديث: «أجرؤكم على الفتيا أجرؤكم على النار»؟

لا يصح.

رواه عُبيدالله بن أبي جعفر (ت 136هـ) عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.. وكان زاهدًا عابدًا رحمه الله تعالى-.

 

حديث: «اللهم أحيني مسكيناً..!»

سؤال(61) ما صحة حديث: «اللهم أحيني مسكينًا، وأمتني مسكينًا، واحشرني في زمرة المساكين»؟

حديث منكر!

وقد ضعفه كثير من أئمة الحديث، وصححه بعض المعاصرين بمجموع طرقه! لكن طرقه كلها واهية لا تقوي بعضها بعضًا!

 

حديث: «ابنا العاص مؤمنان..!»

سؤال(62) ما صحة حديث: «ابنا العاص مؤمنان: هشام وعمرو»؟

هذا حديث ضعيف.

رواه حماد بن سلمة عن مُحَمد بن عَمْرو، عَن أبي سَلَمَة، عَن أبي هُرَيرة؛ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم: «ابنا العاص مؤمنان هشام وعمرو».

قال البزار: "وهذا الحَدِيثُ لَا نَعْلَمُ رَوَاهُ عَنْ مُحَمد، عَن أبي سَلَمَة، عَن أبي هُرَيرة إلاَّ حماد بن سلمة".

وصححه الحاكم في «المستدرك»، وكذلك صححه الشيخ الألباني وبعض المعاصرين؛ لأن رواية محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة حسنة عندهم! وليس كذلك!! فقد ضعف أهل النقد ما يرويه محمد بن عمرو بن علقمة عن أبي سلمة؛ لأنه كان يسمع الشيء من قول أبي سلمة ثم يسنده! فلا يُقبل ما تفرد به.

فالحديث ضعيف، ومع هذا لا نشك بإيمان هشام وعمرو ابني العاص رضي الله عنهما؛ فقد ماتا على الإيمان، وصحبا نبينا صلى الله عليه وسلم.

 

حديث: «لكلّ شيء عروس وعروس القرآن: الرحمن!»

سؤال(63) ما صحة حديث: «لكل شيء عروس، وعروس القرآن الرحمن»؟

حديث موضوع.

رواه البيهقي في «شُعب الإيمان» من طريق أحمد بن الحسن دبيس المقرئ، عن محمد بن يحيى الكسائي المقرئ، عن هشام اليزيدي، عن علي بن حمزة الكسائي، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي رضي الله عنه؛ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «لكلّ شيء عروس، وعروس القرآن الرحمن».

قلت: وهذا إسناد مسلسل بالقرّاء، وهو منكر! أحمد بن الحسن ضعيف، ومحمد بن يحيى مجهول، وهشام مجهول!

 

حديث: «أشدّ الناس بلاء: الأنبياء..»

سؤال(64) ما صحة حديث: «إن من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»؟

حديث ضعيف بهذا اللفظ.

وقد أخرجه الدارمي والنسائي في «السنن الكبرى»، وابن ماجه، وصححه الترمذي، وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق عاصم بن بهدلة، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: قلت، يا رسول الله؛ أي الناس أشد بلاء؟ قال: «الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه».

وأخرجه الحاكم من رواية العلاء بن المسيب عن مصعب أيضًا، وأخرج له شاهدًا من حديث أبي سعيد، ولفظه، قال: «الأنبياء، قال: ثم من؟ قال: العلماء، قال: ثم من؟ قال: الصالحون» الحديث. وليس فيه ما في آخر حديث سعد.

وأخرج النسائي وصححه الحاكم من حديث فاطمة بنت اليمان أخت حذيفة قالت: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نساء نعوده، فإذا بسقاء يقطر عليه من شدة الحمى، فقال: «إن من أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم».

قلت: عاصم بن بهدلة هو عاصم بن أبي النجود القارئ وهو ضعيف! وأما حديث العلاء فيرجع لحديث عاصم، فلا يصلح شاهدًا له.

وقد سئل الدارقطني عنه؟ فقال: "رواه القاسم بن مالك والمحاربي عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب بن سعد عن أبيه، وقال ابن فضيل عن العلاء عن أبيه عن سعد، والصواب: عن العلاء بن المسيب عن عاصم بن أبي النجود عن مصعب عن سعد".

وعليه فلا يصح قول الحاكم: "وقد تابع العلاء بن المسيب عاصم بن بهدلة على روايته عن مصعب بن سعد"؛ لأن الصواب عن العلاء بن المسيب عن عاصم، لا أنه تابعه!

وأما حديث فاطمة فرواه شعبة وزائدة وخالد بن عبدالله وغيرهم، عن حصين بن عبدالرحمن السلمي، قال: سمعت أبا عبيدة بن حذيفة يحدّث عن عَمَّتِهِ فَاطِمَةَ قالت: عُدْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم في نِسَاءٍ، وقد عَلَّقَ السِّقَاءُ يَقْطُرُ عليه من شِدَّةِ الْحُمَّى فقلت، يا رَسُولَ اللَّهِ، لو دَعَوْتَ فَذَهَبَ عَنْكَ شِدَّتُهَا؟ فقال: «أَشَدُّ الناس بَلاءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الصَّالِحُونَ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ».

ورواه جَرِيرٌ عن حُصَيْنٍ، عن خَيْثَمَةَ، عن أبي عُبَيْدَةَ بن حُذَيْفَةَ، عن عَمَّتِهِ قالت: دَخَلْتُ على النبيّ صلى الله عليه وسلم وهو يُوعَكُ وقد عَلَّقَ سِقَاءً يَقْطُرُ على فُؤَادِهِ، فقلت يا رَسُولَ الله، ما هذا؟ فقال: «إنا مَعْشَرَ الأَنْبِيَاءِ يُضَاعَفُ عَلَيْنَا الْبَلاءُ».

قلت: فأدخل جرير بين حصين وأبي عبيدة: خيثمة، وخالف في لفظه، ولفظه أقرب إلى الحديث الذي أخرجه البخاري تحت هذا الباب، والميل إلى صحة هذا الأخير عن فاطمة أقرب، واللفظ الآخر الذي مثل حديث عاصم كأنه مروي بالمعنى، والله أعلم.

والإمام البخاري استفاد منه في الترجمة، فقال: "باب أَشَدّ النَّاسِ بَلاَءً الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ"، ثم ساق من حديث إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنِ الحَارِثِ بْنِ سُوَيْدٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا؟ قَالَ: «أَجَلْ، إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ»، قُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ؟ قَالَ: «أَجَلْ، ذَلِكَ كَذَلِكَ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، شَوْكَةٌ فَمَا فَوْقَهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».

فهذا الحديث يدلّ على المعنى في حديث عاصم الضعيف؛ أن الأنبياء أكثر الناس بلاء، ثم من يسير على دربهم.

 

حديث: «التائب حبيب الله»

سؤال(65) ما صحة حديث: «التائب حبيبُ الله»؟

حديث ضعيف، ولا يُشبه حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم.

وروى ابن أبي الدنيا في «كتاب التوبة»، وأبو الشيخ في «كتاب الثواب» من حديث أنس بسند ضعيف: «إن الله يحبّ الشاب التائب»، ولعبدالله بن أحمد في «زوائد المسند»، وأبي يعلى في «مسنده» بسند ضعيف من حديث عليّ: «إن الله يحب العبد المؤمن المفتن التواب».

 

«تعريف: حديث باطل، منكر، مرسل ضعيف، مضطرب، وشبه موضوع»

سؤال(66) ما تعريف: «حديث باطل»، و«حديث منكر»، و«حديث مرسل ضعيف»، و«حديث مضطرب»، و«حديث شبه موضوع»؟

1- الحديث الباطل هو الحديث الذي المكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس له أصل.

2- الحديث المنكر: هو الحديث الذي يتفرد به راو خالف فيه من هو أوثق منه ويطلق عليه الشاذ أيضا، أو يطلق على الحديث الفرد للراوي الذي لا يُحتمل تفرده. وقد يقصد بالمنكر: نكارة المتن أيضاً كأن يكون الحديث مخالفا لنص آية من القرآن أو مخالفا لحقيقة ثابتة وغير ذلك.

وقد يوصف (الحديث المنكر) عند بعض أهل النقد بـ (الحديث الباطل) كما هو عند الإمام أبي حاتم الرازي. فالمؤدّى واحد.

3- حديث مرسل ضعيف: المرسل عند اهل النقد المتقدمين هو وجود أي انقطاع في سند الحديث، وقصره المتأخرون في كتب المصطلح على الحديث الذي سقط منه الصحابي، كأن يقول التابعي كسعيد بن المسيب: عن النبي صلى الله عليه وسلم.

ووصف المرسل بالضعف يعني حكمه، فالمرسل حكمه ضعيف عند أهل النقد، وقبل الشافعي مراسيل التابعين الكبار بشروط.

4- الحديث المضطرب: هو الحديث الذي تختلف الرواية فيه، فيرويه بعضهم على وجه، وبعضهم على وجه آخر مخالف له، وإنما سمي مضطربا إذا تساوت الروايتان، أما إذا ترجحت إحداهما بحيث لا تقاومها الأخرى: بأن يكون راويها أحفظ أو أكثر صحبة للمروي عنه أو غير ذلك من وجوه الترجيحات المعتمدة فالحكم للراجحة ولا يطلق عليه حينئذ وصف المضطرب ولا له حكمه.

وقد يقع الاضطراب في متن الحديث وقد يقع في الإسناد وقد يقع ذلك من راو واحد وقد يقع بين رواة له جماعة، والاضطراب موجب ضعف الحديث لإشعاره بأن راويه لم يضبطه ولذلك رواه على عدة وجوه، على أن بعض الأئمة النقاد المتمرسين يستطيعون معرفة الثابت من هذه الوجوه التي اضطرب فيها الراوي أو الرواة ببعض القرائن.

5- الحديث شبه الموضوع: هو الحديث الذي لم يثبت كذبه بدليل قويّ كما هو الحال في الحديث الموضوع الذي ثبت كذبه ووضعه على رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وقد استخدم هذا المصطلح: "شبه موضوع" الإمام الذهبي في بعض الأحاديث ويقصد أنها أقرب للوضع إلا أن راوي الحديث لم يُتهم بالكذب والوضع لكن ما يرويه أقرب للوضع.

 

حديث: «يطلع عليكم من هذا الفج رجل.. فطلع معاوية!»

سؤال(67) في «أنساب الأشراف» للبُلاذري (ج 2 ص 1201): "وحدثني عبدالله بن صالح: حدثني يحيى بن آدم عن شريك عن ليث عن طاووس عن عبدالله بن عمرو قال: كنت جالساً عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يطلع عليكم من هذا الفج رجل يموت يوم يموت على غير ملتي، قال: وكنت تركت أبي يلبس ثيابه فخشيت أن يطلع، فطلع معاوية". هل يصح هذا؟

هذا حديث كذب!

قال مهنا [كما في المنتخب من علل الخلال (ص228): وسألت أحمد، عَنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّارِ، فَطَلَعَ مُعَاوِيَةُ).

قال: إنما ابنُ طَاوُسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَن عَبْدِاللَّهِ بنِ عَمْرٍو أَوْ غَيْرِهِ، شَكَّ فِيهِ.
قَال الْخَلالُ: رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنِ ابنِ طَاوُسٍ، قَالَ: سَمِعْت فَرْخَاشَ يُحَدِّثُ هَذَا الحديث عن أبي، عن عبدالله ابن عَمْرٍو.

قلت: يعني أن هذا الحديث أصله من "فرخاش" هذا! وهو رجل مجهول لا يُعرف.

وشريك القاضي وليث بن أبي سليم كلاهما ضعيف.

ومنه يتبين لك أن هذا الخبر دخل عليه الخلل من جهتين:

ـ من جهة تخليط عبد الرزاق فيه، فتارة صرح بالواسطة بين (ابن طاوس) وأبيه، وذكر بينهما (فرخاش).

وتارة حذف الواسطة وجعله عن ابن طاوس عن أبيه.

وقد ضعفّه البخاري أيضاً.

قال في «التاريخ الأوسط»: "ويُروى عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن رجل عن عبدالله بن عمرو رفعه في قصته، وهذا منقطع لا يُعتمد عليه".

وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» في موضعين: (1/112) قال: "رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح إلا أن فيه رجلاً لم يسم"، و(5/243): "رواه كله الطبراني وحديثه مستقيم، وفيه ضعف غير مبين وبقية رجاله رجال الصحيح".

وهذا الحديث مما يحتج به بعض الزنادقة العصريين فيسوقونه دون معرفتهم بالعلل للتلبيس على الناس وتكفير معاوية رضي الله عنهم-، وعلى رأس هؤلاء الأفاك الكذّاب المفتري المدعو عدنان إبراهيم! فمثله لا يعرف أصول أهل الحديث فيعتقد صحة مثل هذه الأحاديث لأنها توافق هواه فيُغلّفها بطريقته التي يسحر بها الجهّال فيصدقونه! يقول لهم: هذا ليس من عندي، بل رواه فلان وفلان في كتاب كذا! فلجهلهم يصدقونه! والله المستعان.

 

حديث: «عليكم بهذه الشجرة المباركة زيت الزيتون..!»

سؤال(68) ما صحة حديث: «عليكم بهذه الشجرةِ المباركةِ زيتِ الزيتونِ فتداوَوا به فإنه مصحةٌ من الباسورِ»؟

هذا حديث باطل.

رواه يحيى بن عثمان بن صالح، عن أبيه، عن ابن لَهِيعَةَ، عن يَزِيدَ بن أبي حَبِيبٍ، عن أبي الخَيْرِ، عن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ، عن رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم، قال: «عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الشَّجَرَةِ الْمُبَارَكَةِ زَيْتِ الزَّيْتُونِ فَتَدَاوَوْا بِهِ فإنه مَصَحَّةٌ مِنَ الْبَاسُورِ».

قال أبو حاتم الرازي لما سئل عن هذا الحديث: "هذا حديث كذب".

وقد أورد الذهبي الحديث في ترجمة "عثمان بن صالح السهمي" من «الميزان» وتركه أحمد بن صالح المصري، وقال أبو زرعة: "لم يكن عثمان عندي ممن يكذب، ولكن كان يكتب مع خالد بن نجيح فبُلوا به كان يملي عليهم ما لم يسمعوا من الشيخ".

 

حديث: «قلوب بني آدم تلين في الشتاء..!»

سؤال(69) ما صحة حديث: «قلوبُ بني آدمَ تلينُ في الشتاءِ لأنه خُلقَ من طينٍ والطينُ يلينُ في الشِّتاءِ»؟

هذا حديث باطل!

رواه عمر بن يحيى القرشي، عن شعبة بن الحجاج، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قلوب بني آدم تلين في الشتاء وذلك لأن الله خلق آدم من طين والطين يلين في الشتاء».

قال أبو نُعيم: "تفرد برفعه عن شعبة عمر بن يحيى وهو متروك الحديث، وصحيحه من قول خالد".

قلت: أي أن هذا من قول خالد بن معدان، فجاء هذا الشيخ فركّب له إسنادا على شعبة!!

قال الذهبي في «التذكرة»: "هذا حديث غير صحيح مركب على شعبة وعمر بن يحيى لا أعرفه، تركه أبو نعيم".

وقال في «الميزان» في ترجمة عمر هذا: "أتى بحديث شبه موضوع عن شعبة عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قلوب بني آدم تلين في الشتاء لأنه خلق من طين والطين يلين في الشتاء. ولا نعلم لشعبة عن ثور رواية".

 

حديث: «تختموا بالعقيق..!»

سؤال(70) ما صحة حديث: «تختَّموا بالعقيقِ فإنَّ جبريلَ أتاني بِهِ منَ الجنَّةِ وقالَ لي : يا محمَّدُ تختَّمْ بالعقيقِ وأْمُرْ أمَّتكَ أن تَختَّمَ بهِ»؟

هذا حديث باطل.

رواه بعض الهلكى وسرقه بعضهم من بعض! ولا يثبت في هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.

 

حديث: «مرّ على قوم يبنون حائطاً..!»

سؤال(71) ما صحة حديث: «أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مرَّ على قومٍ يبنُون حائطًا، فقال: نَيكَ نَيكَ تكنَّيتَ»؟

هذا حديث منكر!

رواه ذواد بن علبة الحارثي أبو المنذر عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة! وذواد هذا ليس بشيء، وأحاديثه مناكير لا يُتابع عليها.

قال ابن حبان في «المجروحين»: "منكر الحديث جداً، يروي عن الثقات ما لا أصل له، وعن الضعفاء ما لا يُعرف، وهو الذي روى عن ليث عن مجاهد عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على قوم يبنون حائطا...".

 

حديث: «كان يأخذ الرُّطب بيمينه..!»

سؤال(72) ما صحة حديث: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يأخُذُ الرُّطَبَ بيمينِه والبِطِّيخَ بيسارِه فيأكُلُ الرُّطَبَ بالبِطِّيخِ وكان أحَبَّ الفاكهةِ إليه»؟

هذا حديث باطل!

رواه يوسف بن عطية الصفار، قال: حدثنا مطر الوراق، عن قتادة، عن أنس بن مالك: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأخذ الرطب بيمينه والبطيخ بيساره فيأكل الرطب بالبطيخ وكان أحبّ الفاكهة إليه».

قال الحاكم: "هذا حديث تفرد به يوسف بن عطية ولم يحتجا به وإنما يعرف هذا المتن بغير هذا اللفظ من حديث عائشة رضي الله عنها".

قلت: نعم تفرد به يوسف بن عطية وهو ليس بشيء متروك! وحديثه هذا منكر.

 

حديث: «صنفان من أمتي لا تنالهما شفاعتي: المرجئة والقدرية!»

سؤال(73) ما صحة حديث: «صِنفانِ من أمتي لا تنالُهما شفاعتي: المُرجئةُ والقدريَّة»؟

هذا حديث منكر!

والأحاديث في هذا الباب منكرة وموضوعة.

 

حديث: «قدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر..!»

سؤال(74) ما صحة حديث: «أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال لقومٍ رجعُوا مِنَ الغزوِ: قدمْتُمْ مِنَ الجِهادِ الأَصْغَرِ إلى الجِهادِ الأَكْبَرِ. قيل: وما الجهادُ الأكبرُ؟ قال: مُجَاهَدَةُ العبدِ لهَوَاهِ»؟

لا يصح من قول النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو من قول إبراهيم بن أبي عبلة الفلسطيني كان يقول لمن جاء من الغزو: "قد جئتم من الجهاد الأصغر، فما فعلتم في الجهاد الأكبر؟ قالوا: يا أبا إسماعيل، وما الجهاد الأكبر؟ قال: جهاد القلب".

 

«زيادة الثقة عند البخاري» و«هل الضحاك بن حمزة متّهم بالوضع؟»

سؤال(75) ذكرتم بأن البخاري لا يرى قبول زيادة الثقة مطلقاً، هل هذا مستقرأ من صنيعه؟ ومن قال بهذا من الأئمة؟، وذكرتم بأن الضحاك بن حمزة متهم بالوضع قرأت في أقوال العلماء لم أقف على من نص أنه وضاع وقيل متروك، وقال ابن عدي: "أحاديثه غرائب"، هل قوله أحاديثه غرائب تعني أنه وضاع؟

نعم بالاستقراء البخاري لا يرى قبول زيادة الثقة مطلقاً، فقد علل أحاديث فيها زيادات ولم يقبلها، وقد روي عنه أنه يقبل الزيادة مطلقا ولكن هذا الذي نُقل عنه إنما هو حكاية عن زيادة معينة لا مطلقا، ولا أحفظ أن أحداً قال به.

وأما الضحاك بن حمزة فقد نقل الحافظ ابن حجر في «لسان الميزان» عن الدارقطني أنه قال: "كان يضع الحديث"، ثم قال: وقال الدارقطني في «غرائب مالك»: حدثنا أبو طالب بن نصر: حدثنا إسماعيل بن محمد بن حداد: حدثنا الضحاك بن حمزة المنبجي، عن مالك، عن زيد بن أسلم عن أنس رفعه: «من أتى منكم الجمعة فليغتسل».

قال أبو طالب: "الضحاك هذا ضعيف يضع الحديث".

 

حديث: «ذهب الرجال بالفضل في الجهاد..!»

سؤال(76) ما صحة حديث: «قلن النساء: يا رسول الله، ذهب الرجال بالفضل في الجهاد، فهل لنا من أعمالنا شيء نبلغ به فضل الجهاد؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم، مهنة إحداكن في بيتها، تبلغ بها فضل الجهاد»؟

هذا حديث منكر!

رواه رَوح بن المسيب أبو رجاء الكلبي، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك قال: أتين النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله.. الحديث.

وقد تفرد به روح عن ثابت! وقد ذكره ابن عدي في مناكيره في «الكامل».

وقال ابن حبان في «المجروحين»: "وكان روح ممن يروي عن الثقات الموضوعات ويقلب الأسانيد ويرفع الموقوفات، وهو أنكر حديثاً من غطيف، لا تحل الرواية عنه ولا كتابة حديثه إلا للاختبار، وهو الذي روى عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: جئن النساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلن: يا رسول الله ذهب الرجال بالفضل والجهاد في سبيل الله عز وجل فما لنا عمل نعمله ندرك به عمل المجاهدين في سبيل الله عز وجل، قال: مهنة إحداكن في بيتها تدركك به عمل المجاهدين في سبيل الله عز وجل".

 

حديث: «إذا صليتما في رِحالكما..»

سؤال(77) هل يصح حديث: «إذا صليتما في رحالكما ثم أتيتما مسجد جماعةٍ...»؟ وهل تكلم عليه أحد الائمة النقاد بشيء؟

الحديث صححه الترمذي وابن خزيمة والحاكم ونقل الحافظ ابن حجر عن ابن السكن أنه صححه أيضاً.

والحديث مشهور رواه شعبة وسفيان وهشام بن حسان وحماد بن سلمة وأبو عوانة وشريك وهشيم، كلهم عن يعلى بن عطاء عن جابر بن يزيد بن الأسود عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابن حجر: "وقال الشَّافِعِيُّ في الْقَدِيمِ إسْنَادُهُ مَجْهُولٌ. قال الْبَيْهَقِيُّ: لِأَنَّ يَزِيدَ بن الْأَسْوَدِ ليس له رَاوٍ غَيْرُ ابْنِهِ وَلَا لِابْنِهِ جَابِرٍ رَاوٍ غَيْرُ يَعْلَى. قُلْت: يَعْلَى من رِجَالِ مُسْلِمٍ وَجَابِرٌ وَثَّقَهُ النَّسَائِيُّ وَغَيْرُهُ وقد وَجَدْنَا لِجَابِرِ بن يَزِيدَ رَاوِيًا غير يَعْلَى أَخْرَجَهُ ابن منده في المعرِفَةِ من طَرِيقِ بَقِيَّةَ عن إبْرَاهِيمَ بن ذِي حِمَايَةٍ عن عبد الْمَلِكِ بن عُمَيْرٍ عن جَابِرٍ".

فلم أجد أحدا من أهل العلم انتقده إلا ما قاله الشافعي وقد بيّن مراده البيهقي.

والحديث حسن وورود القصة فيه تدلّ على ضبطه.

قال الترمذي بعد أن أخرجه: "حَدِيثُ يَزِيدَ بنِ الأَسْوَدِ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. وَهُوَ قَوْلُ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ، وَبِهِ يَقُولُ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ، قَالُوا: إِذَا صَلَّى الرَّجُلُ وَحْدَهُ ثُمَّ أَدْرَكَ الجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ يُعِيدُ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا فِي الجَمَاعَةِ، وَإِذَا صَلَّى الرَّجُلُ المَغْرِبَ وَحْدَهُ ثُمَّ أَدْرَكَ الجَمَاعَةَ، قَالُوا: فَإِنَّهُ يُصَلِّيهَا مَعَهُمْ وَيَشْفَعُ بِرَكْعَةٍ، وَالَّتِي صَلَّى وَحْدَهُ هِيَ المَكْتُوبَةُ عِنْدَهُمْ".

 

«قول القائل: لا حاجة اليوم للتوسع في دراسة الأحاديث!»

سؤال(78) فضيلة الشيخ: ما تقولون في من يزهد في طلب علوم الحديث كدراسة متونه المعروفة والعلل وغير ذلك بتوسع بحجة أن الأحاديث محققة ومخرجة؟

من يقول بهذا حقيقة لا يعرف الحديث بعمق.. فالحديث ما زال يحتاج لدراسات معمقة..

 

«كتاب إجماع المحدثين لحاتم الشريف»

سؤال(79) ما رأيكم بكتاب : (إجماع المحدثين) للشيخ حاتم الشريف؟ وما رأيكم بما توصل إليه من نتيجة حيث ذكر الشيخ أن شرط البخاري هو شرط مسلم بالإجماع؟

الكتاب فيه جهد طيب ونفس جيد للدكتور.. وما توصل إليه ليس بصحيح! وكنت كتبت رداً عليه قديماً وما زال مسوّدة.. أسأل الله أن يعيننا على تبييضه.

 

حديث :«اللعب بالحمام مجلبة للفقر!»

سؤال(80) ما صحة حديث: «اللعِبُ بالحمَامِ مجلبةٌ للفقرِ»؟

لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما يُعرف من قول إبراهيم النخعي الكوفي.

 

«معنى: في هذا القول نظر!»

سؤال(81) ما معنى قولهم: في هذا القول نظر؟

أي هذا القول غير صحيح ولا يُسلّم لقائله.

 

حديث: «التمسوا الرزق بالنكاح!»

سؤال(82) ما صحة حديث: «التمسوا الرزق بالنكاح»؟

هذا حديث منكر!

ولم يروه بهذا اللفظ إلا الثعلبي المُفسّر.

ورواه بمعناه الحاكم في «المستدرك» في «كتاب النكاح» من حديث أبي السائب سلْم بن جنادة، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تزوجوا النساء فإنهن يأتينكم بالمال».

قال الحاكم: "حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه لتفرد سلم بن جنادة به مسنداً، وسالم ثقة مأمون".

ورواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» عن أبي أسامة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً.

وكذلك رواه أبو داود في «مراسيله» من حديث أبي توبة عن أبي أسامة عن هشام به، مرسلاً.

فابن أبي شيبة وأبو توبة أرسلاه عن أبي أسامة، ووصله سلم بن جنادة فوهم فيه. وهو صدوق له مخالفات. قال أبو أحمد الحاكم: "يخالف في بعض حديثه"، وقال النسائي: "صالح".

وقد رواه الدارقطني في «علله»، والبزار في «مسنده» مسنداً عن سلم، ثم رجحا الإرسال.

قال الدارقطني: "وغير أبي السائب يرويه مرسلاً، وهو أصح".

وروى الثعلبي أيضاً من طريق الدراوردي عن ابن عجلان: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فشكا إليه الحاجة والفقر، فقال: (عليك بالباءة).

وهذا معضل منكر! والدراوردي وابن عجلان فيهما كلام.

وروى عبدالرزاق عن معمر عن قتادة عن عمر أنه قال: «عجبت لرجل لا يطلب الغنى بالباءة، والله تعالى يقول في كتابه {إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله}».

ورواه هشام بن حسان عن الحسن البصري عن عمر، نحوه.

قلت: كلاهما منقطع! فقتادة والحسن لم يدركا عمر رضي الله عنه-.

 

حديث: «لم ير للمتحابّين مثل النكاح»

سؤال(83) ما صحة هذا الحديث شيخنا: «لم ير للمتحابين مثل النكاح»؟ جزاك الله خيراً.

هذا حديث مرسل ضعيف.

رواه ابن ماجه في «سننه»، والطبراني في «المعجم الأوسط»، والحاكم في «المستدرك»، من طريق محمد بن مُسْلِمٍ الطائفي، قال: حدثنا إِبْرَاهِيمُ بن مَيْسَرَةَ، عن طَاوُسٍ، عن ابن عَبَّاسٍ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم ير لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلَ النِّكَاحِ».

قال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه؛ لأن سفيان بن عيينة ومعمر بن راشد أوقفاه عن إبراهيم بن ميسرة عن ابن عباس".

قلت: لم يوقفاه عن ابن عباس! بل أرسلاه لم يذكرا "ابن عباس"!

رواه ابن أبي شيبة في «مصنفه» من طريق ابن جريج، وسعيد بن منصور في «سننه» من طريق سفيان، كلاهما عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاوس يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لم ير للمتحابين مثل النكاح».

فالصواب في الحديث الإرسال، وقد وهم محمد بن مسلم الطائفي بإسناده عن ابن عباس.

وقد ذكر العقيلي "محمد بن مسلم" هذا في «الضعفاء»، ثم ساق عن الميموني قال: سمعت أحمد بن محمد بن حنبل يقول: "إذا حدث محمد بن مسلم من غير كتاب يعني أخطأ. قلت: الطائفي، قال: نعم، ثم ضعفه على كل حال من كتاب وغير كتاب، فرأيته عنده ضعيفاً"، ثم ساق له هذا الحديث، ثم ساق رواية الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا إبراهيم بن ميسرة قال: سمعت طاوساً يقول: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لم ير للمتحابين مثل النكاح»، ثم قال: "هذا أولى".

قلت: يعني يُرجّح الإرسال على وصله.

فرواه سفيان ابن عيينة ومعمر وابن جريج عن طاووس مرسلا، ورواه محمد بن مسلم الطائفي عن إبراهيم مجوداً، أي زاد فيه راويا فجعله متصلاً وهو "ابن عباس".

هذا وقد رواه بعضهم عن سفيان فأسندوه أيضاً! رواه عبدالصمد بن حسان ومؤمل بن إسماعيل، قالا: حدثنا سفيان الثوري، عن إبراهيم بن ميسرة، عن طاووس، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم ير للمتحابين مثل النكاح». وخالفهما أصحاب سفيان فرووه عنه عن إبراهيم عن طاوس مرسلاً.

وعبدالصمد فيه كلام، ومؤمل سيء الحفظ، فوهما في وصل الحديث عن سفيان، والصواب الإرسال.

وروى الطبراني في «المعجم الكبير» من طريق المعافى بن عِمْرَانَ، عن إبراهيم بن يَزِيدَ، عن سُلَيْمَانَ الأَحْوَلِ أو عَمْرِو بن دِينَارٍ، عن طَاوُسٍ، عَنِ ابن عَبَّاسٍ قال: قال رسول الله صلى اللَّهُ عليه وسلم: «لم يُرَ لِلْمُتَحَابَّيْنِ مِثْلُ النِّكَاحِ».

قلت: إبراهيم بن يزيد الخوزي متروك ليس بثقة.

 

حديث: «لا تسكن الكُفُور..!»

سؤال(84) ما صحة الحديث: «لا تَسكُن الكُفُورَ فَإنَّ سَاكن الكُفُور كَساكِن القُبور»؟

هذا حديث ضعيف.

أخرجه البخاري في كتاب «الأدب المفرد»، والطبراني في «مسند الشاميين»، والبيهقي في «شعب الإيمان»، من طريق بقية بن الوليد، قال: حدثني صفوان بن عمرو، قال: سمعت راشد بن سعد يقول: سمعت ثوبان قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «يا ثوبان، لا تسكن الكفور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور».

ورواه ابن عدي في «الكامل»، والبيهقي في «شعب الإيمان» من طريق أبي مهدي سعيد بن سنان، قال: حدثني راشد بن سعد، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا ثوبان، لا تسكن الكفور؛ فإن ساكن الكفور كساكن القبور، لا تأمرن على عشرة فإن من تأمر على عشرة جاء يوم القيامة مغلول يده إلى عنقه فكه الحق أو أوثقه الظلم».

وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في «الموضوعات»!

قلت: أما حديث سعيد بن سنان، فهو لا شيء، فسعيد ليس بثقة، وقد أورد ابن عدي هذا الحديث في منكراته.

وقد حسّن بعضهم حديث بقية كالشيخ الألباني وغيره؛ لأن بقية قد صرح بالتحديث فانتفت شبهة تدليسه!

وقد فاتتهم علة الحديث وهي الانقطاع بين راشد بن سعد وثوبان.

قال الإمام أحمد: "راشد بن سعد الحمصي لم يسمع من ثوبان".

وما جاء في بعض الروايات من تصريح راشد بن سعد أنه قال: "سمعت ثوبان" فهذا السماع لا يصح، وهو من النسخ، ولهذا اعتمده الإمام البخاري في إثبات السماع في ترجمته، والمعروف أن البخاري له بعض الأوهام في الشاميين في مسائل السماع لأنه كان يعتمد نسخ الشاميين التي فيها أوهام، وقد فصلت ذلك في بحث خاص في: (دار الحديث الضيائية).

فالحديث تفرد به بقية عن صفوان! وتفرد به صفوان عن راشد! وتفرد به راشد عن ثوبان!!

وهذا التفرد في هذه الطبقات لا يقبله أهل العلم.

فالحديث ضعيف.

فائدة:

الكفور: جمع كَفر، وهو: ما بعد من الأرض عن الناس فلا يمر به أحد، وأهل الكفور عند أهل المدن كالأموات عند الأحياء، فكأنهم في القبور، وأهل الشام يُسمون القرية: الكَفْر.

 

حديث: «كما تكونوا يُولّى عليكم»

سؤال(85) ما صحة الحديث: «كما تكونوا يولى عليكم»؟

هذا حديث منكر.

رواه مُحَمَّدُ بنُ يَحْيَى بنِ عُثْمَانَ، قال: حَدَّثَنَا الكرماني بن عمرو، قال: حدثنا مُبارك بن فضالة، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «كَمَا تَكُونُوا يُوَلَّى عَلَيْكُمْ».

وهذا إسناد فيه مجاهيل إلى مبارك كما قال ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف.
قال ابن طاهر: "والمبارك - وإن ذكر بشيء من الضعف - فالتهمة على من رواه عنه، فإنّ فيهم جهالة".

أخرجه القُضاعي في «مسند الشهاب» من طريق إبراهيم بن عثمان بن المثنى ومحمد بن يحيى، كلاهما عن الكرماني بن عمرو، به.

ورواه الديلمي في «مسند الفردوس» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبيه، عن جدّه، عن أبي بكرة مرفوعاً.

والبيهقي في «شعب الإيمان» من طريق يحيى بن هاشم، عن يُونُس بن أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ أبي إسحاق مرسلا.

قال البيهقي: "هذا منقطع، وراويه يحيى بن هاشم وهو ضعيف".

وقال الشوكاني في «الفوائد المجموعة»: "في إسناده وضّاع، وفيه انقطاع".

وقد رُوي من قول الحسن البصري وغيره، فقد روى الطبراني عن الحسن: «أنه سمع رجلاً يدعو على الحجاج، فقال له: لا تفعل، إنكم من أنفسكم أتيتم، إنا نخاف إن عزل الحجاج أو مات أن يتولى عليكم القردة والخنازير، فقد روي أن أعمالكم عمالكم وكما تكونوا يولى عليكم».

وفي فتاوى ابن حجر الهيتمي: "وقال النجم: روى ابن أبي شيبة عن منصور بن أبي الأسود قال: سألت الأعمش عن قوله تعالى {وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا} ما سمعتهم يقولون فيه؟ قال: "سمعتهم إذا الناس أمر عليهم شرارهم".

وروى البيهقي عن كعب الأحبار، قال: "إن لكل زمان ملكا يبعثه الله على نحو قلوب أهله، فاذا أراد صلاحهم بعث عليهم مصلحا، وإذا هلاكهم بعث عليهم مترفيهم".

وقد استنكر الشيخ الألباني متن الحديث، فقال بعد أن وصف يحيى بن هاشم بوضع الحديث: "ثمّ إنّ الحديث معناه غير صحيح على اطلاقه عندي، فقد حدثنا التاريخ تولّي رجل صالح عقب أمير غير صالح، والشعب هو هو".

 

«قولهم: أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة!»

سؤال(86) سمعت من يقول: "إن أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة؛ لأنها تفيد الظن، ولا تفيد اليقين". فما هو جوابكم على هذا؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

هذه فرية من أهل البدع! لما أرادوا الانتصار لبدعهم لم يجدوا طريقاً لرد الأحاديث إلا بادّعاء أن العقيدة لا تثبت بأخبار الآحاد، ولا بد أن تكون أخبارا متواترة!! وعلى هذا لا نثبت أي عقيدة بالأحاديث لأن الأحاديث المتواترة قليلة جداً، بل أحاديث العقيدة المتواترة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وتقسيم الأخبار إلى آحاد ومتواتر قسمة دخيلة على الحديث! دخلت علينا من أهل أصول الفقه لما اقتحموا علم الحديث.

والعجيب أن من يقول بهذا القول - أحاديث الآحاد لا تثبت بها العقيدة- تجده يحتج بأحاديث موضوعة ومنكرة في تأييد مذهبه الباطل! ثم إن هؤلاء ليسوا من أهل الحديث حتى يقبل قولهم، فالحديث عند أئمة النقد إذا صح وسلم من العلل فوجب العمل به.

 

حديث: «خير الطعام ما اجتمعت عليه الأيدي!»

سؤال(87) ما صحة الحديث: «خير الطعام ما اجتمعت أو كثرت عليه الأيدي»؟

هذا حديث منكر!

أورده ابن عدي في «كامله» في مناكير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بن أبي رواد، وهو رجل صدوق إلا أنه كان يتفرد بالمناكير عن المشاهير، ولم يكن صاحب حديث.

والحديث رواه خلاد بن أسلم، قال: حدثنا ابن أبي رواد، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أحب الطعام إلى الله ما كثرت عليه الأيدي».

وهذا الحديث لا يُعرف عن ابن جريج إلا من حديث ابن أبي روّاد، ولا يُحتج بحديثه.

 

حديث: «اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً!»

سؤال(88) ما صحة الحديث: «اللهم اجعلها رياحاً ولا تجعلها ريحاً»؟

هذا حديث منكر!

رواه أبو عَلِيٍّ الرَّحَبِيِّ وهو الحُسَيْنُ بن قيس المعروف بحنش عن عِكْرِمَةَ عَنِ ابن عَبَّاسٍ قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا هَاجَتْ رِيحٌ اسْتَقْبَلَها بِوَجْهِهِ وَجَثَا على رُكْبَتَيْهِ وَمَدَّ بِيَدَيْهِ، وقال: اللَّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ خَيْرَ هذه الرِّيحِ وَخَيْرَ ما أُرْسِلَتْ بِهِ وَأَعُوذُ بِكَ من شَرِّهَا وَشَرِّ ما أُرْسِلَتْ بِهِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رَحْمَةً وَلا تَجْعَلْهَا عَذَابًا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا رِيَاحًا وَلا تَجْعَلْهَا رِيحًا».

والرحبي هذا متروك الحديث.

وللحديث طرق أخرى لا تصح.

ولعل أصله ما رواه منصور، عن إبراهيم، قال: «كان يقال إذا هاجت ريح أو ظلمة قال: اللهم اجعلها رياحاً لواقح لا ريحاً عقيماً».

وقول التابعين: "كان يقال" أي مما اشتهر بين الناس، فيأتي بعض الرواة وينسبه للنبيّ صلى الله عليه وسلم.

 

حديث: «شِراركم عُزّابكم!»

سؤال(89) ما صحة الحديث: «شِراركم عزَّابكم»؟

هذا حديث منكر! وأسانيده كلها ضعيفة وواهية.

 

«هل يُضعّف يحيى القطان أحاديث المُناولة؟»

سؤال(90) هل يُفهم من النقول الآتية أن الامام يحيى بن سعيد القطان يضعف أحاديث المناولة؟ قال يحي بن سعيد: "من سمع من الشيخ الحديث, فلا يبالي أن يقول: (حدثنا، وحدثني، وأخبرنا، وأخبرني)"، وقال أبو خيثمه: أن يحيى بن سعيد القطان قال: "أخبرنا, وحدثنا, وسمعت واحد إذا أراد به السماع"؟

كأنكم فهمتم هذا لأنه لم يذكر لفظ المناولة!

فإن كان كذلك ففيه نظر! فهذا لا يفهم من كلام القطان الإمام، وهو إنما يريد أن يساوي بين هذه الصيغ: التحديث والإخبار، وعدم ذكره للألفاظ الأخرى لا يعني تضعيفها؛ وإنما ذكر التحديث والإخبار لأن بعض أهل العلم يفرقون بينهما، والله أعلم.

 

«هل تخريج ابن حبان لرواية من تعاصرا تفيد السماع بينهما؟»

سؤال(91) شيخنا الحبيب: هل رواية ابن حبان لراويان تعاصرا وإخراجه لحديثهما في «صحيحه» يفيد بثبوت السماع بينهما، خاصة أن ابن حبان ممن يقول بمذهب البخاري وابن المديني باشتراط العلم بالسماع في الإسناد المعنعن؟

لا، هذا لا يفيد السماع، وهو - رحمه الله- تفوته العلل في كثير من أسانيده، وقد ادعى أنه تكفل بثبوت السماع لمن يخرج حديثهم في صحيحه من المدلسين، وعند التتبع وجدت أن كثيرا من هذه الأحاديث معلولة قبل أن تصل إلى الرجل المدلّس..!!

ولي بحث في هذه المسألة سينشر إن شاء الله في مجلة جامعة أم القرى بمكة المكرمة.

 

حديث: «النهي عن محاشي النساء»

سؤال(92) هل حديث: «نهى عن محاشي النساء» صحيح؟

هذا الحديث رُوي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وموقوفاً على ابن مسعود، والصواب فيه الوقف - أي هو من كلام ابن مسعود-.

وتحريم إتيان النساء ثابت بأدلة أخرى.

 

«تعليل الحديث بقولهم: غير محفوظ، هل يعد علّة قادحة؟»

سؤال(93) شيخي: إذا أعلّ الحديث بأنه "غير محفوظ"، هل تعتبر هذه العلة قادحة؟

إذا قال أهل النّقد: "هذا غير محفوظ" يريدون به تعليل الحديث، وهذه تعدّ علة لأن هذا القول مبني على أدلة وبراهين عندهم.. فإذا كان الحديث عن شيخ مشهور، ورواه عن راو لا يُقبل تفرده عن ذاك الشيخ، فيقولون: "غير محفوظ" نظراً لأحوال ذلك الشيخ، فهي علة قادحة.

 

حديث الافتراق: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة..»

سؤال(94) شيخنا: هل حديث الافتراق صحيح؟

حديث الافتراق ضعيف.. وكلّ طرقه واهية.

 

حديث: «من بَدا جَفا..!»

سؤال(95) ما صحة حديث: «من بدا جفا، ومن اتبع الصيد غفل، ومن أتى أبواب السلطان افتتن»؟

هذا حديث مضطرب لا يصح.

 

أحاديث «المهدي!»

سؤال(96) هل صح حديث في المهدي؟ وجزاك الله خيراً.

لا يصح أيّ شيء في هذا.

 

«هل صح أي حديث في المهدي؟»

سؤال(97) إن كانت أحاديث المهدي كلها ضعيفة، فهل يعني ذلك أنه قد لا يظهر؟ وهل صح ولو حديث واحد عنه؟ جزيتم خيراً.

لا يجوز بناء الأشياء على الأحاديث الضعيفة.. وخاصة في مسائل مهمة كمسألة ظهور المهدي وغيره! والله أعلم.

 

أثر: «حرق عليّ لقرية زُرارة!»

سؤال(98) ما صحة أثر حرق عليّ -رضي الله عنه - لقرية زُرَارَةَ؟

هذا الأثر منكر!

وقد رواه أبو عُبيد القاسم بن سلاّم في «كتاب الأموال» قال: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بنُ مُعَاوِيَةَ الفزاري الكوفي، قَال: حَدَّثَنَا عُمَرُ المُكْتِبُ، قال: حَدَّثَنَا حَذْلَمٌ، عَنْ رَبِيعَةَ بنِ زَكَّاءٍ أَوْ رَبِيعَةَ بنِ زَكَّارٍ - هَكَذَا ذَكَرَ مَرْوَانُ - قَال: «نظَرَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى زُرَارَةَ، فَقَال: مَا هَذِهِ القَرْيَةُ؟

قَالُوا : قَرْيَةٌ تُدْعَى زُرَارَةُ، يُلَحَّمُ فِيهَا، تُبَاعُ فِيهَا الخَمْرُ!

فَقَال: أَيْنَ الطَّرِيقُ إِلَيْهَا؟ فَقَالُوا: بَابُ الجِسْرِ.

فَقَالَ قَائِلٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، نَأْخُذُ لَكَ سَفِينَةً تَجُوزُ مَكَانَكَ.

قَال: تِلْكَ سُخْرَةٌ، وَلا حَاجَةَ لَنَا فِي السُّخْرَةِ، انْطَلِقُوا بِنَا إِلَى بَابِ الجسْرِ.

فَقَامَ يَمْشِي حَتَّى أَتَاهَا، فقال: علَيَّ بِالنِّيرَانِ، أَضْرِمُوهَا فِيهَا، فَإِنَّ الْخَبِيثَ يَأْكُلُ بَعْضُهُ بَعْضًا.

قال: فَاحْتَرَقَتْ مِنْ غَرْبِيِّهَا حَتَّى بَلَغَتْ بُسْتَانَ خواستَا بنِ جبرونا».

قلت: تفرد به مروان بن معاوية عن عمر المكتب، وهو شيخ مجهول! ومروان إذا حدث عن المعروفين قُبل حديثه، وإذا حدث عن المجهولين ضُعّف حديثه، وكان يلتقط الشيوخ من السكك كما قال ابن نمير. وقال أبو حاتم الرازي: "صدوق، لا يدفع عن صدق، وتكثر روايته عن الشيوخ المجهولين".

وحذلم أيضاً مجهول لا يُعرف.

وربيعة بن زكار ترجم له ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل»، قال: "ربيعة بن زكار، روى عن أبيه عن علي رضي الله عنه، روى عنه زرعة بن أبي زرعة العقيلي، سمعت أبي يقول ذلك".

ثم ترجم لوالده فقال: "زكار روى عن علي رضي الله عنه، روى عنه ابنه ربيعة بن زكار، سمعت أبي يقول ذلك، وسمعته يقول: هو مجهول".

قلت: يستفاد من كلام أبي حاتم أن ربيعة لم يسمع من عليّ، وإنما يروي عنه بواسطة والده، فإن ثبت أنه روى عن عليّ فحديثه عنه منقطع، وإن كان الصواب أنه يرويه عن والده، فوالده مجهول.

فالأثر منكر إسناداً ومتناً.

 

حديث: «إذا دعوت للمتوفى..!»

سؤال(99) هل صح حديث: «إذا دعوت للمتوفى يدخل عليه ملك ومعه طبق من نور فيقول هذه هدية لك من أخيك فلان أو قريبك فلان ، فيفرح بها»؟

هذا حديث كذب!!

رواه الطبراني في «المعجم الأوسط» من طريق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيلَ بنِ أَبِي فُدَيْكٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ الشَّامِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ يَمُوتُ مِنْهُمْ مَيِّتٌ فَيَتَصَدَّقُونَ عَنْهُ بَعْدَ مَوْتِهِ، إِلَّا أَهْدَاهَا إِلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى طَبَقٍ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ يَقِفُ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ فَيَقُولُ: يَا صَاحِبَ الْقَبْرِ الْعَمِيقِ، هَذِهِ هَدِيَّةٌ أَهْدَاهَا إِلَيْكَ أَهْلُكَ فَاقْبَلْهَا، فَيَدْخُلُ عَلَيْهِ، فَيَفُرَحُ بِهَا وَيَسْتَبْشِرُ، وَيَحْزَنُ جِيرَانُهُ الَّذِينَ لَا يُهْدَى إِلَيْهِمْ بِشَيْءٍ».

قال الطبراني: "لا يُرْوَى هَذَا الْحَدِيثُ عَنْ أَنَسٍ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ، تَفَرَّدَ بِهِ ابنُ أَبِي فُدَيْكٍ".

وقال الهيثمي في «مجمع الزوائد»: "رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ ، وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الشَّامِيُّ، قَالَ عَنْهُ الْأَزْدِيُّ: كَذَّابٌ".

قال ابن الجوزي: "أبو محمد الشامي يروي عن التابعين، قال الأزدي: كذاب مجهول".

وقال ابن حجر في «اللسان»: "روى حديثاً عن بعض التابعين منكراً. قال الأزدي: "كذاب".

 

أثر: «مَهرجونا كلّ يوم!»

سؤال(100) ما صحة أثر: «مَهْرِجُوْنَا كُلَّ يَوْمٍ»؟

هذا الأثر رواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» قال: أخبرنا القاضي أبو عبدالله الحسين بن علي الصيمري، قال: أخبرنا عمر بن إبراهيم المقرئ، قال: حدثنا مكرم بن أحمد بن عبيدالله بن شاذان المروزي، قال: حدثني أبي، عن جدي، قال: سمعت إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة يقول: أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيْلُ بنُ حَمَّادِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ ثَابِتِ بنِ المَرْزُبَانِ مِنْ أَبْنَاءِ فَارِسٍ الأَحرَارِ: وَاللهِ مَا وَقَعَ عَلَيْنَا رِقٌّ قَطُّ، وُلدَ جَدِّي فِي سَنَةِ ثَمَانِيْنَ، وَذَهَبَ ثَابِتٌ إِلَى عَلِيٍّ وَهُوَ صَغِيْرٌ، فَدَعَا لَهُ بِالبَرَكَةِ فِيْهِ وَفِي ذُرِّيَتِه، وَنَحْنُ نَرْجُو مِنَ اللهِ أَنْ يَكُوْنَ اسْتَجَابَ ذَلِكَ لِعَلِيٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِيْنَا.

قَالَ: وَالنُّعْمَانُ بنُ المَرْزُبَانِ وَالِدُ ثَابِتٍ هُوَ الَّذِي أَهْدَى لِعَلِيٍّ الفَالُوْذَجَ فِي يَوْمِ النَّيْرُوْزِ.

فَقَالَ عَلِيٌّ: نَوْرِزُوْنَا كُلَّ يَوْمٍ.

وقِيْلَ: كَانَ ذَلِكَ فِي المَهرجَانِ، فَقَالَ: مَهْرِجُوْنَا كُلَّ يَوْمٍ.

قلت: هذا الإسناد فيه مجاهيل وضعفاء!

وهذا الذي ذكروه عن عليّ - رضي الله عنه - منكر! فكيف يشجعهم عليّ على أعيادهم الباطلة ويقبل منهم الطعام الذي يصنعوه في ذلك اليوم!! فهذا يستحيل عن عليّ.

 

انتهت المائة الأولى بحمد الله ومنّه وكرمه.

27/4/1436هـ.

 

شاركنا تعليقك