الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

حديث «من قال أستغفِرُ اللَّهَ الذي لا إِله إلا هو الحَيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إليه غُفِرَ له، وإِن كان فَرَّ من الزَّحفِ».

حديث «من قال أستغفِرُ اللَّهَ الذي لا إِله إلا هو الحَيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إليه غُفِرَ له، وإِن كان فَرَّ من الزَّحفِ».

 

سُئلت عن حديث «من قال أستغفِرُ اللَّهَ الذي لا إِله إلا هو الحَيَّ الْقَيُّومَ وأَتُوبُ إليه غُفِرَ له، وإِن كان فَرَّ من الزَّحفِ»؟

فقلت: هو حديثٌ منكر!

وقد رُوي مرفوعاً وموقوفاً.. أما المرفوع فرواه الترمذي واستغربه!

رواه عن بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى الله عليه وسلم عن أبيه عن جده. ويسار هذا مجهول لا يُعرف!

وراه الحاكم من حديث ابن مسعود مرفوعاً، وصححه من حديث إسرائيل بن يونس ابن أبي إسحاق السبيعي عن أبي سنان ضرار بن مرة عن أبي الأحوص عوف بن مالك عن ابن مسعود، وخالفه إسماعيل بن يحيى الشيباني – وهو متهم بالكذب- فرواه عن أبي سنان عن أبي الأحوص عن ابن مسعود موقوفاً.

فالعمدة على حديث إسرائيل، وهو صدوق فيه بعض الكلام، وعنده أوهام! ولا يُعرف بصحبة أبي سنان، ثم وجدت مَعْمَرا يرويه عن إِسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن معاذ بن جبل. وكذا رواه شريك القاضي عن أبي إسحاق السبيعي عن رجلٍ عن معاذ بن جبل من قوله.

وهذا إسناد ضعيف، فالرجل مبهم لا يُعرف.

والأقرب أن إسرائيل دخل له حديث في حديث! فروايته عن جده أبي إسحاق بهذا الإسناد قد توبع عليها، وأما الإسناد الآخر فلا يُعرف إلا من حديث إسماعيل الشيباني المتهم، فكأنه أخذه منه، ثم وهم لما رواه، ويدلّ على ذلك أن حديث إسماعيل موقوف، ورفعه إسرائيل لما دخل له حديث في حديث، والله أعلم.

واستبعد أن يكون هذا الحديث عند إسرائيل بإسنادين! أما حديثه عن جده فصحيح لأنه توبع عليه، وأما الآخر فهو لا يعرف إلا من طريق ذاك المتهم، وهذا ما يجعلني أقول أنه أخذه منه ثم وهم فيه لما رواه.

وهذه طريقة في معرفة العلل ينبغي التنبه لها: يكون الراوي الثقة أو الصدوق الذي فيه بعض الكلام عنده حديث بإسنادين، يُتابع على أحدهما والآخر لا يُعرف إلا من حديث راو آخر يتابعه عليه، ولكنه لا يُعرف بصحبة الراوي الذي روى عنه الإسناد الثاني، فيكون أخذه من ذاك الراوي، فلما حدث بالحديث وهم فيه فدخل له إسناد في إسناد؛ ولأنه دخل له الوهم وعنده الإسناد الأول مرفوعا والثاني موقوفا رفع الموقوف لأنه لم يحفظه.

وروي عن مكحول الشامي من قوله أيضاً.

فالحديث منكر من كلّ طرقه.

والحديث صححه الشيخ الألباني في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» برقم (2727)، وتابعه الشيخ الحويني، ولم يخرج عن كلام الشيخ الألباني كما هو في موقعه على الشبكة الإلكترونية.

http://www.alheweny.org/aws/play.php?catsmktba=1150

 

شاركنا تعليقك