الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

«الرَّصاصُ المُذَاب» على رأس «د. عَداب» لسبّه «الأَصحاب»!

«الرَّصاصُ المُذَاب» على رأس «د. عَداب» لسبّه «الأَصحاب»!

أرسل لي بعض الإخوة مقالة كتبها الدكتور «عَداب الحِمْش» على صفحته في الفيسبوك - قبل أن يحذفها -!!

وما كنت لأنشرها طالما أنه حذفها لولا علمي بالرجل أنه ينتهز الفرصة تلو الفرصة للطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد سمعت هذا منه شخصياً.

وسأورد قصتي معه قبل أن أذكر مقالته الخبيثة ونقضها، وصبّ الرصاص المذاب عليها، وعلى رأس صاحبها بإذن الله الواحد القهّار، الذي اختار أصحاب النبيّ المختار، ومن أحسن منه في هذا الاختيار! - سبحانه هو العزيز الجبّار.

والدكتور (عذاب) - بالمعجمة وليس بالمهملة، هكذا سمعته يقول: سمّاني جدي بهذا الاسم -!! وكأن جدّه توسم في هذا المولود فسماه بهذا الاسم! ثمّ بعدها قاموا برفع النقطة عن اسمه ليصبح "عداب"! لكن سنبقيه على ما اختاره هو بالدال.

عرفت الشيخ منذ أكثر من عشر سنوات لما جاء إلى الأردن قادماً من العراق... وكانت أول مرة رأيته فيها لما جاء مع بعض الإخوة لحضور مناقشة رسالة أحد إخواننا في الماجستير، وكان يلبس "عمامة سوداء"! فتعجب الحضور منه! لأن لبس العمامة السوداء ليس منتشراً عندنا، والمعروف أن من يلبسها هم الشيعة! والرجل كان قد قدِم من العراق!

ذهبت أنا وأحد الإخوة - وهو مقرئ معروف - للتعرف عليه... وكان ذلك ليلة الخميس 28/8/2002م.

طرقنا باب بيته، ففتح لنا، وكان في يدي هدية - وقد تربينا بفضل الله على احترام الناس، فأخذت معي هذه الهدية الرمزية - فقال لي الشيخ: ما هذا؟

فقلت له: هدية صغيرة!!

فغضب قائلاً بلهجته السورية - ونحن ما زلنا نقف عند الباب -: "والله أنا من أبو بكر (هكذا قالها)! الصديق ما برضى"!!!!! ومد الكلمة الأخيرة!!!

فلم أتكلم... وتعجبت من كلامه! ثمّ لما عرفته على حقيقته زال عجبي! فهو عنده "مرض ادّعاء الشرف" وأنه من آل البيت! فكيف يقبل الهدية من أبي بكر وهو الشريف! - وكأني به أراد الانتقاص من أبي بكر - رضي الله عنه-! فهل هناك عاقل يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم يرفض هدية من أبي بكر؟! - فكيف بهذا الكلام الخبيث من هذا الخبيث!

دخلنا وطلبنا منه أن ندرس عنده من أجل أن يجيزنا...

كان عنده بعض الناس وسئل بعض الأسئلة في المجلس...

ومن خلال إجاباته تبين لي أن الرجل فيه شيء!!

فقلت في نفسي: عجباً لأمره!!! ما قصته مع الصحابة؟! يغمز في بعضهم، ويسبّ بعضهم!

استأذنا وقررت عدم الرجوع إليه إلا أن صاحبنا أصر على الرجوع من أجل الإجازة!

فأخبرته أن الرجل يكن البغض للصحابة وأنت رأيت ما فعله وما قاله!!!

فما زال بي حتى رجعنا إليه بعد يومين أو ثلاثة...

فجلسنا في مجلسه وكان يتكلم في بعض الأحاديث ويُخبِّص ويغالي في تضعيف أحاديث الصحيحين... ويظهر عداوة شديدة لبعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم!!!

فقلت لصاحبي: والله لا أرجع إليه أبداً... وكان هذا بفضل الله مع محاولته معي أن أعمل معه عندما كان يشتغل مع أصحاب بعض القنوات الفضائية من الصوفية في مكتب تحقيق لهم بإشراف "ممدوح سعيد"!!

فبعد الجلوس معه وسماعه تبيّن لي أن الرجل ليس بثقة في دينه، وفي قلبه بغض شديد على أبي بكر وعم! ومن الأمور التي يعتقدها وسمعتها منه في تلك المجالس:

1- يعتقد بأنّ خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - كانت غصباً، وعليّ كان أحقّ بها.

2- قال بأن أبا بكر وعمر كانا "ديكتاتوريين"!!

3- جرى ذكر معاوية - رضي الله عنه - في مجلسه فقال بلكنته السورية: "كندرة - أي حذاء- صدام أحسن من معاوية!!!".

4- يقول بأنه لم تحصل هناك ردة، وقد تعدى أبو بكر وقتل عشرة آلاف مسلم ظلماً، وقال: أخشى أن يعاقبه الله على ذلك! كذا قال!!

5- ادّعى بأن هناك أربع قبائل فقط امتنعت عن أداء الزكاة، وقاتل أبو بكر مائة وخمسين قبيلة!!

6- يرى أن مانع الزكاة لا يُقاتل ويبقى مسلماً - يعرِّض بأبي بكر لأنه قاتلهم.

7- قال: "هل ارتد مالك بن نُويرة"! وإنما قتله خالد بن الوليد لينام مع امرأته.

8- قال: "حكم عثمان عشر سنين، ما هو الفقه الذي نُقل عنه! وما هي الخلافات التي حلّها أثناء خلافته؟!

9- قال: هل سمعتم أن أبا بكر وعمر قتلا أحداً في معركة! وما هي المعارك التي شاركا فيها؟!

10- قال: صحّ في فضائل عليّ أربعون حديثاً، ولم يصح في فضل أبي بكر حديث، وقد صحح بعض العلماء ثلاثة أحاديث فقط في فضله، فمن أفضل: من صحّ في فضله أربعون حديثاً أم من صح في فضله ثلاثة أحاديث!!

11- ضعّف الحديث الذي رواه البخاري في الصحيح: «سُدُّوا عَنِّي كُلَّ خَوْخَةٍ فِي هَذَا المَسْجِدِ، غَيْرَ خَوْخَةِ أَبِي بَكْرٍ»، وقال: "هذا الحديث لا أصل له؛ إذ أن ابا بكر كان يسكن السّنح، ولا داعي لأن يكون له باب في المسجد النبوي، ولم يصح هذا الحديث إلا في فضل عليّ فكان له باب في المسجد".

12- قال: "مذهبي كمذهب ابن القطان في عدم قبول مرسل الصحابي، ونزيد: فلا نقبل حديث الصحابي المجهول، ولا مجهول الصحبة! ولا المبهم من ذلك الجيل إلا أن يأتي من طريق صحابي صغير عنه، أو يوجد له شاهد قوي".

وعليه ضعّف حديث عائشة في صحيح البخاري: أن الحارث بن هشام سأل النبيّ صلى الله عليه وسلم: كيف كان يأتيك الوحي!

13- حسّن حديث: "أنا مدينة العلم وعليّ بابها"!

14- قال: عندما تقرأ الحديث لا تترضى عن معاوية وعمرو بن العاص وشلتهما! - بحسب تعبيره -!

15- لا يرى أن لمعاوية بن أبي سفيان صحبة!

16- قال بأن صدام حسين أفضل من معاوية، ومعاوية طليق ابن طليق!

17- قال: "أحصيت لعمر في الكتب الستة - أو قال: في الصحيحين (الشك مني) - ثلاثة وسبعين مخالفة لرسول الله صلى الله عليه وسلم"!

18- قال: "لا أثق بأهل النقد العراقيين أمثال: سفيان الثوري، ويحيى، وابن المديني؛ لأنهم كانوا يرون شرب النبيذ".

قال: "قلت لأهل العراق: تعلمت منكم شيئاً واحداً - وهو كان يحدّث عنهم بأنهم لا يعيشون بلا خمر - تعلمت بأن لا أثق بأي واحد من النقاد لا قديماً ولا حديثاً"!

فسأله صاحبي: وكيف تقيّم الرواة إذا لم تعتمد على أقوال هؤلاء النقاد؟!

فقال: "أٌقيمهم على منهجي الخاص"!

19- ينكر أن يكون أبو بكر صلى بالنّاس في حياة النبي صلى الله عليه وسلم! ويزعم أن ابن حجر قال: "والتحقيق أن أبا بكر لم يصلّ بالناس قط"!

قلت: الرجل يكذب على العلماء، ومن قرأ في كتابه المسمى: "الأمالي العراقية" يجد هذا جلياً فيها.

20- ادّعى أنّه حضر يوماً مجلس الشيخ عبدالعزيز بن باز في كتاب الترمذي، وبعد الدرس أخبره صاحبه - وهو زهراني - بأن الشيخ ابن باز لا يقرأ الأحاديث قراءة صحيحة على طريقة المحدثين..

فوصل الخبر للشيخ ابن باز فاتصل بعذاب وقال له: "درس الحديث القادم لك"، فقال له عذاب: "لا"، فأصر الشيخ ابن باز.

قال عذاب: فقمت بإعطاء الدرس في الأسبوع التالي، وسُرّ الشيخ ابن باز بقراءتي الصحيحة للأحاديث، وقال لي: "أنا لا أحسن ذلك"، وأوصاني بأن أُقرئ الشباب مثل هذه القراءة.

أقول: يشهد الله أني سمعت هذا كلّه منه في ثلاثة مجالس من مجالسه: (الأربعاء: 28/8/2002) و(31/8/2002) و(2/9/2002).

وبعد هذه الأحقاد لم أعد إليه أبداً.. وصرت أنبه طلبة العلم بما عنده من بلايا، وكان بعض الدكاترة من المقربين إليه يدافعون عنه دائماً، وكنت أناقشهم في ذلك، وأحدهم – والله - عجيب جداً، نحسبه ممن يفهم علم الحديث، كيف يدافع عن عذاب!! وقد سألته يوماً: لماذا رُدت رسالة عذاب الأولى في العراق؟

فقال: لأنه كتب "كلمة" عن عائشة! وجعل يدافع عنه بأنه لم يقصد المفهوم من هذه الكلمة، وقصد بأنها من الفئة الباغية!!

فقلت: عائشة - رضي الله عنها - لم تكن مع تلك الفئة، وإنما خرجت للإصلاح بين النّاس.

وقد أخبرني أحد أساتذتنا الثقات ممن درس مع عذاب في مكة بأنه لما ردت جامعة أم القرى رسالته - أو خطة الرسالة، الشك مني - قال حينها: "لو كان رسول الله موجوداً لما ردّ رسالتي"!!

هذا حال الرجل! وهو عنده تناقض عجيب!!! حيث يتناقض في المجلس الواحد! وسأقف مع كلامه وأنقضه بالأدلة العلمية - إن شاء الله تعالى.

وبعد عشر سنوات أظهر معظم ما سمعته منه في مقالة على صفحته، وأسوقها كاملة، ثم ننسفها في اليمّ نسفاً - إن شاء الله تعالى.

وهذه مقالة عذاب الحمش كما نشرها على صفحته في الفيسبوك:

الشريف عداب الحمش

14 يوليو، الساعة 11:22 صباحاً

"درس حديثيّ غريب!؟

أيها الإخوة المؤمنون.. هناك فرق كبير بين العالم والواعظ والخطيب، وقد يجمع الله في العالم المقدرة الوعظية والخطابة! ومن جمع بين العلم الشرعي العام وما ذكرناه؛ لا يعني بالضرورة أنه مفسّر بارع، كما لا يعني أنه محدث قادر! وقد يجمع الله في رجل واحد جميع ما تقدّم، لكنه فرق كبيرٌ بينه وبين الناقد الحديثيّ!

كما أنّ هناك فرق شاسع بين من يتعاطى نقد الحديث بما يتيسر له من أقوال العلماء السابقين ويوازن بينها، وبين الناقد المجتهد صاحب المنهج المستقل، الذي يستطيع أن يقيم الحجة على ما يذهب إليه من موافقة المتقدمين والمتأخرين، أو مخالفتهم.

فعلى سبيل المثال....

الأحاديث التي تتحدث عن أنّ الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم أبقاه في فراشه عند الهجرة – أي عليّ-؛ كلها ضعيفة لا يثبت بمثلها شيء!؟

والأحاديث التي تتحدث عن عظمة صحبة أبي بكر رضي الله عنه في الهجرة؛ كلها غير صحيحة! فقد كان معهما دليلٌ مشركٌ، وكان معرضاً لما كان معرضاً إليه أبو بكر.

والحقيقة هي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم كان يثق به ويأنس إليه فاصطحبه معه.

وجميع الأحاديث التي تتحدث عن شجاعة عمر في الجاهلية فهي باطلة، فهو لم يقاتل ولم يبارز أحداً لا في الجاهلية ولا في الإسلام!

وجميع الأحاديث الواردة في عزة الاسلام بعمر؛ فهي باطلة، فهو نفسه كان جاراً للعاص بن وائل ليحميه من قريش بعد إسلامه كما في الصحيحين وغيرهما!
وحديث هجرته كذب!

وهكذا فإن العلماء السابقين كان من منهجهم التسامح والتساهل في رواية أحاديث الفضائل، ولم يكونوا يعلمون أن المتأخرين من أمثالنا سيجعلونها عقائد يجب أن يعتقدها المسلمون، ويوالون ويعادون على ضوئها.

وقد جرّت أحاديث الفضائل من الشرّ الوبيل ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
فمن الواجب على وعاظ اليوم وخطباء اليوم أن ينتبهوا إلى هذه الأحاديث فأنا أجزم أن تسعة أعشار أحاديث الفضائل غير صحيحة، ولا يجوز بحال من الأحوال أن تكون أدلة المفاصلة بين المسلمين!

فليتق الله هؤلاء الوعاظ المشهورون، وليعلموا أنّ استشهادهم بحديث ضعيف أمام العامة؛ يجعلهم في عداد الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم لأنّ هذا الحديث سيساهم في تشكيل ثقافة العاميّ.

سمعت أحد هؤلاء الوعاظ يقول: أقسم بالله العظيم أنّ أحداً لا يحبّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكثر من عمر، إلا أبا بكر، ثم راح يتفلسف لإثبات ذلك بكلام فارغ!

ولست أدري ما حاجته إلى هذا، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أكثر صحابي اجتهد في مخالفة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فلا يؤثر عن صحابي ما أثر عنه من مخالفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم باجتهاده طبعاً، وكثير من هذه الاجتهادات لم يستطع العلماء تسويغها، لكنهم سكتوا، وخالفوه!

فهل الذي يكون أعلى الخلق حباً للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؛ يكون أكثر الناس مخالفة له باجتهاده طبعاً؟

فعمر كان يفتي الناس بأن من أجنب ولم يجد الماء؛ فلا يصلي، وهو كان لا يصلي، وعمر هو الذي يقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله، وأنا أنهى عنهما، وعمر كان يضرب الناس على كتابة حديث رسول الله، حتى كان هذا سببا في ضياع كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخصوصاً في العهد المكي، فلا أدري كيف سيواجه هؤلاء الوعاظ الله تعالى؟

رضي الله عن أبي بكر وعن عمر وعن عثمان وعن عليّ، وعن سائر العشرة وعن سائر الصحابة الكرام البررة.

لكن لماذا الكذب على الله وعلى رسوله في تشكيل ثقافة المسلمين المعاصرة؟

ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت.. ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد، وأبرأ إليك مما يصنعه هؤلاء الوعاظ الكذّابون، سواء كانوا يعلمون أن ما يقولونه كذب، أم كانوا به جاهلين، وحسبنا الله ونعم الوكيل!" انتهى.

وهذا أوان: «صبُّ الحديد المذاب» على رأس الجاهل المرتاب الذي سبّ «الأصحاب»!

أما عنوان (عذاب):

فأقول: بل درسٌ (خبيث)!!!  يا دكتور (عذاب)!!

ما هذا التناقض؟ أيها الدكتور!!

تطعن وتجرح ثم تجبر!

أهكذا هو التحقيق العلمي أيها الناقد؟!

هذه المقالة هي طعن في أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - ولا يدفع ذلك ترضيك عنهما في آخرها!! وما أثرته حولهما وكذبته هو ما يثيره الروافض!

وطريقتك في الحكم والتقييم ليست مبنية على أدلة واضحة وإنما هي انطباعات شخصية!! وأمراض نفسية، واستنتاجات ذاتية تفتقر إلى الأدلة، وغالب ما قلته دعاوى في دعاوى، وهي متهافتة لا تصمد أمام الدليل العلمي، بل هي مجازفات وتعميمات نابعة عن شيء في النفس!! وإلا فإن كانت صحيحة قد وصلت لها بأدلة علمية مقنعة فلم لم تذكرها؟!!

أولاً:

أما كلامه عن التساهل في أحاديث الفضائل فهذا منهج عند بعض أهل العلم وما قاله فيه مبالغة كبيرة جداً.

وأنت يا عذاب قد خلطت بين أحاديث "الفضائل" وبين أحاديث "المغازي والسير"!! فالذي ذكرته هو من الباب الثاني وليس من الفضائل.

ومنهج أهل العلم في قبول أخبار المغازي والسير يختلف عن قبول أحاديث الحلال والحرام؛ لأن معظم ما وصلنا منها إنما وصلنا مرسلاً، فلا نستطيع إهداره هكذا، ولهذا المنهج أدلة وضوابط ليس هذا مكان تفصيلها.

وقد روى أصحاب المغازي قصة رقود عليّ - رضي الله عنه - في فراشه صلى الله عليه وسلم كحادثة من سيرته، وهذا لا يُنكر أبداً.

وقد ذكر موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: "فرقد عليّ على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم يوري عنه، وباتت قريش تختلف وتأتمر أيهم يهجم على صاحب الفراش فيوثقه حتى أصبحوا، فإذا هم بعلي، فسألوه، فقال: لا علم لي فعلموا أنه فر منهم". وذكر ابن إسحاق نحوه، وزاد: "إن جبريل أمره لا يبيت على فراشه فدعا علياً فأمره أن يبيت على فراشه ويسجى ببرده الأخضر، ففعل ثم خرج النبي صلى الله عليه وسلم على القوم ومعه حفنة من تراب فجعل ينثرها على رؤوسهم".

فهذا مما يقبله أهل المغازي والسير.

ثانياً:

أما قولك: "والأحاديث التي تتحدث عن عظمة صحبة أبي بكر رضي الله عنه في الهجرة؛ كلها غير صحيحة! فقد كان معهما دليلٌ مشركٌ، وكان معرضاً لما كان معرضاً إليه أبو بكر. والحقيقة هي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم كان يثق به ويأنس إليه فاصطحبه معه".

انظر إلى هذا الكلام المتهافت الذي يريد به (عذاب) أن يجرد أبا بكر - رضي الله عنه - من عظم صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم، ويكفيه أن الله عز وجل عظّم هذه الصحبة بقوله: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.

فأيّ حديث بعد قول الله عز وجلّ هذا؟! {لصاحبه}، إنها الصحبة أيها الأفاك المجرم الخبيث!

وقول عذاب فيه تجني على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتهوينه من الهجرة وكأنه يقول بلسان حاله بأن ما لقيه نبينا صلى الله عليه وسلم - بله أن نخوض في أبي بكر رضي الله عنه - ليس بشيء فهذا دليلهما المشرك لقي ما لقياه فلا فضل للدخان على النار غير الاعتلاء!!

وما شأن الدليل المشرك في عظم هذه الصحبة؟!

وأي أحاديث هذه التي كلها غير صحيحة؟! هكذا بإطلاق! وما شأن وجود الدليل المشرك معهما وشأن هذه الأحاديث؟

يا عذاب: أنت عشت في مكة مدة طويلة، وأنت تعلم غار ثور الذي اختبأ فيه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه، وهو على مسافة قريبة من الحرم، ولما خرج النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه إلى الغار لم يكن معهما الدليل المشرك، والآية واضحة في هذا - ومن هنا أدخل على الروافض المجانين حيث أنهم لبغضهم لأبي بكر قالوا بأن المقصود بهذا الآية {ثاني اثنين} هو هذا الدليل المشرك: عبدالله بن أريقط -!!

فالنبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مع صاحبه ولحقهم كفار قريش لم يكن معهم الدليل فاختبؤوا في الغار، وهم لا يحتاجون للدليل داخل مكة فهم أدرى الناس بها، وإنما احتاجوا الدليل ليوصلهم إلى المدينة، وهذا الدليل لحقهم مع عامر بن فهيرة وعبدالله بن أبي بكر بعد ثلاث ليال كما سيأتي ذكره.

قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة في تمييز الصحابة» (4/172) في ترجمة أبي بكر – رضي الله عنه-: "ومن أعظم مناقبه قول الله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصحابه لا تحزن إن الله معنا} فإن المراد بصاحبه "أبو بكر" بلا نزاع إذ لا يعترض لأنه لم يتعين لأنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة عامر بن فهيرة وعبدالله بن أبي بكر وعبدالله بن أريقط الدليل لأنا نقول لم يصحبه في الغار سوى أبي بكر لأن عبدالله بن أبي بكر استمر بمكة وكذا عامر بن فهيرة وإن كان ترددهم إليهما مدة لبثهما في الغار استمرت لعبدالله من أجل الإخبار بما وقع بعدهما وعامر بسبب ما يقوم بغذائهما من الشياه والدليل لم يصحبهما إلا من الغار، وكان على دين قومه مع ذلك كما في نفس الخبر وقد قيل: إنه أسلم بعد ذلك وثبت في الصحيحين من حديث أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر وهما في الغار: ما ظنك باثنين الله ثالثهما والأحاديث في كونه كان معه في الغار كثيرة شهيرة ولم يشركه في هذه المنقبة غيره".

وأما تهوينك من هذه الصحبة بأن هذا الدليل المشرك كان معرضاً لما كان معرضاً إليه أبو بكر فهذا غير صحيح؛ لأن التعريض للأذى كان أثناء وجودهم بغار ثور، ولم يكن هذا الدليل معهم حينها، ثم إن هذا الدليل هذه مهنته وهو يأخذ الأجر المادي على ذلك، ولو أن قريشاً أمسكته لربما لم تفعل له شيئا لأنهم يعرفون أن هذا عمله... بل كان حليفا لآل العاص بن وائل...

روى البخاري في «صحيحه» عن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها: "وَاسْتَأْجَرَ النبي صلى الله عليه وسلم  وأبو بَكْرٍ رَجُلًا من بَنِي الدِّيلِ ثُمَّ من بَنِي عبد بن عَدِيٍّ هَادِيًا خِرِّيتًا - الْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ - قد غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ في آلِ الْعَاصِ بن وَائِلٍ وهو على دِينِ كُفَّارِ قُرَيْشٍ فَأَمِنَاهُ فَدَفَعَا إليه رَاحِلَتَيْهِمَا، ووعداه غَارَ ثَوْرٍ بَعْدَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَأَتَاهُمَا بِرَاحِلَتَيْهِمَا صَبِيحَةَ لَيَالٍ ثَلَاثٍ فَارْتَحَلَا وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بن فُهَيْرَةَ وَالدَّلِيلُ الدِّيلِيُّ فَأَخَذَ بِهِمْ أَسْفَلَ مَكَّةَ وهو طَرِيقُ السَّاحِلِ".

وانظر إلى الحقيقة التي اكتشفها (عذاب) بقوله: "والحقيقة هي أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم كان يثق به ويأنس إليه فاصطحبه معه".

ما شاء الله!!

هل هذه هي الحقيقة؟ كان النبي صلى الله عليه وسلم يريد ونيساً في رحلته!!

هل هذا كلام علمي؟ أم أنه الخبث والمكر لسلب الصديق هذه الصحبة التي أرادها الله لنبيه صلى الله عليه وسلم، بل ومدحها الله عز وجل في كتابه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة {إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا}.

روى الإمام البخاري في «صحيحه» عن هِشَامٍ بن عروة، عن أبيه، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت: «لقَلَّ يَوْمٌ كان يَأْتِي على النبي صلى الله عليه وسلم إلا يَأْتِي فيه بَيْتَ أبي بَكْرٍ أَحَدَ طَرَفَيْ النَّهَارِ، فلما أُذِنَ له في الْخُرُوجِ إلى الْمَدِينَةِ لم يَرُعْنَا إلا وقد أَتَانَا ظُهْرًا فَخُبِّرَ بِهِ أبو بَكْرٍ، فقال: ما جَاءَنَا النبي صلى الله عليه وسلم في هذه السَّاعَةِ إلا لِأَمْرٍ حَدَثَ، فلما دخل عليه قال لِأَبِي بَكْرٍ: أَخْرِجْ من عِنْدَكَ، قال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إنما هُمَا ابْنَتَايَ - يَعْنِي عَائِشَةَ وَأَسْمَاءَ، قال: أَشَعَرْتَ أَنَّهُ قد أُذِنَ لي في الْخُرُوجِ، قال: الصُّحْبَةَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قال: الصُّحْبَةَ، قال: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ عِنْدِي نَاقَتَيْنِ أَعْدَدْتُهُمَا لِلْخُرُوجِ فَخُذْ إِحْدَاهُمَا، قال: قد أَخَذْتُهَا بِالثَّمَنِ».

فهذا يدلّ على أن أبا بكر كان ينتظر الإذن بالهجرة مع حبيبه صلى الله عليه وسلم، نعم هو يثق به ويأنس به، وهو كذلك يثق بغيره ويأنس بهم ممن أسلم غير أبي بكر، ولكن الحقيقة ليست كما توهمها الـ (عذاب)!!

ثالثاً:

وأما قولك: "وجميع الأحاديث التي تتحدث عن شجاعة عمر في الجاهلية فهي باطلة، فهو لم يقاتل ولم يبارز أحداً لا في الجاهلية ولا في الإسلام!"

فاذكر لنا هذه الأحاديث حتى ندرسها؟!!

فهذا القول إما صادر منك عن جهل! أو كذب سببه الحقد!!

والذي يريده (العذاب) بيان أن عمر كان جباناً!!

فما هو مقياس الشجاعة الذي تتكلم عنه أيها الناقد الفذ؟!

فعمر - رضي الله عنه - لم يتخلف عن أي غزوة من الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالذي يخرج للقتال هل يكون شجاعاً أم جباناً؟ والذي يخرج للقتال لا بد أن يقاتل وإلا لماذا خرج؟!!

قال ابن سعد: "شهد عمر بن الخطاب بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج في عدة سرايا فكان أمير بعضها".

وهل المبارزة التي كانت تحدث قبل التحام الجيوش كانت على نطاق واسع حتى يخرج عمر ليبارز؟!!

وعمر - لا شك - أنه من أشجع فرسان قريش، وإلا لم تكن له هذه الهيبة التي كان يفرّ منه الشيطان بسببها! ولا كذلك يهابه المسلمون والكافرون!!

وحتى نثبت شجاعته لا نريد أن نأتيك بنصوص من الكتب؛ لأنه لو كان الحال كذلك، لقلنا لك: عن كل من لم يأتنا عنه أنه لم يبارز في جاهلية ولا في إسلام فهذا ليس بشجاع!!

ونبينا صلى الله عليه وسلم كان أشجع الناس ولم يثبت عنه أنه بارز أو قاتل أحداَ في الجاهلية، ولم يبارز أحداً في الإسلام.

وكم من حادثة حصلت كان يرفع فيها عمر سيفه فلا ينزله حتى يأمره بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد اتفق أهل العلم على أن عمر - رضي الله عنه - قد قتل العاصي بن هشام بن المغيرة بن عبدالله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي - وهو جد عكرمة بن خالد الحافظ الثقة - والعاصي هو أخو أبي جهل، قتله عمر رضي الله عنه ببدر كافراً وهو خال عمر.

روى ابن شهاب قال: قال عمر لابنه سعيد يوماً: لم أقتل أباك، وإنما قتلت خالي العاص بن هشام، وما بي أن أكون أعتذر من قتل مشرك، فقال له سعيد: "لو قتلته كنت على الحق وكان على الباطل"، فتعجب عمر من قوله وقال: "قريش أفضل الناس أحلاماً".

رابعاً:

وأما قولك: "وجميع الأحاديث الواردة في عزة الاسلام بعمر؛ فهي باطلة، فهو نفسه كان جاراً للعاص بن وائل ليحميه من قريش بعد إسلامه كما في الصحيحين وغيرهما! وحديث هجرته كذب!".

فالأحاديث التي جاءت في عزة الإسلام بعمر صححها الترمذي وابن حبان وابن حجر (الفتح:7/48)، وربما ضعفها بعضهم لكنها لا تصل إلى درجة البطلان المزعوم!!

وكأني بـ (عذاب) يريد أن يقرر: طالما أن هذه الأحاديث باطلة وعمر كان يستجير بغيره، فأين هذه الشجاعة؟ وبنى على هذا أن حديث هجرته كذب!!

يا (عذاب): الشمس لا تُغطى بغربال..

فمهما حاولت من نشر لهذه الضلالات فلن تستطيع أن تحجب شجاعة عمر في الجاهلية ولا في الإسلام، فهذا أمر متواتر عند الأمة...

وكان عمر شديداً على من أسلم حتى على أخته إلى أن شرح الله صدره للإسلام فقوي الإسلام حينها بإسلامه...

وها هو عبداللَّه بن مسعود يقول: "ما زلنا أَعِزَّةً مُنْذُ أَسْلَمَ عُمَرُ" - أخرجه البخاري في «صحيحه».

ثم ما قلته من أن عمر كان جاراً للعاص بن وائل ليحميه من قريش بعد إسلامه كما في الصحيحين وغيرهما!! فهذا تدليس على القرّاء، بل هو كذب مقصود، تتحمل وزره!!

وتعال معنا لنقرأ عليك القصة الصحيحة حول ذلك كما هي في الصحيحين:

أخرج البخاري في «صحيحه» عن عَبْداللَّهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: "لَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ اجْتَمَعَ النَّاسُ عِنْدَ دَارِهِ، وَقَالُوا: صَبَأ عُمَرُ، وَأَنَا غُلاَمٌ، فَوْقَ ظَهْرِ بَيْتِي، فَجَاءَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءٌ مِنْ دِيبَاجٍ، فَقَالَ: قَدْ صَبَأ عُمَرُ فَمَا ذَاكَ، فَأَنَا لَهُ جَارٌ، قَالَ: فَرَأَيْتُ النَّاسَ تَصَدَّعُوا عَنْهُ فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: العَاصِ بنُ وَائِلٍ".

وفي رواية ابن وَهْبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُمَرُ بنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي جَدِّي زَيْدُ بنُ عَبْدِالله بنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّارِ خَائِفًا إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِ بْنُ وَائِلٍ السَّهْمِيُّ وعَلَيْهِ حُلَّةُ حِبَرَةٍ وَقَمِيصٌ مَكْفُوفٌ بِحَرِيرٍ، وَهُوَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَهُمْ حُلَفَاؤُنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ لَهُ: مَا بَالُكَ؟ قَالَ: زَعَمَ قَوْمُكَ أَنَّهُمْ سَيَقْتُلُونَنِي إِنْ أَسْلَمْتُ، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْكَ بَعْدَ أَنْ قَالَهَا آمَنْتُ، فَخَرَجَ الْعَاصِ فَلَقِيَ النَّاسَ قَدْ سَالَ بِهِمْ الْوَادِي فَقَالَ: أَيْنَ تُرِيدُونَ؟ قَالَوا: نُرِيدُ هَذَا ابْنَ الْخَطَّابِ الَّذِي صَبَا، قَالَ: لَا سَبِيلَ إِلَيْهِ، فَكَرَّ النَّاسُ.

وفي رواية عند غير البخاري: "فَقَالَ: صَبَا عُمَرُ، صَبَا عُمَرُ، أَنَا لَهُ جَارٌ، فَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَتَعَجَّبْتُ مِنْ عِزِّهِ".

وفي مرسل الزهري من "مغازيه" قال: "فَلَمَّا أَسْلَمَ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - انْطَلَقَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ فَقَالَ: أَيْ خَالِي اشْهَدْ أَنِّي أُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبِرْ بِذَلِكَ قَوْمَكَ فَقَالَ الْوَلِيدُ: ابْنُ أُخْتِي تَثَبَّتْ فِي أَمْرِكَ، فَأَنْتَ عَلَى حَالٍ تُعْرَفُ بِالنَّاسِ يُصْبِحُ الْمَرْءُ فِيهَا عَلَى حَالٍ، وَيُمْسِي عَلَى حَالٍ فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ قَدْ تَبَيَّنَ لِي الْأَمْرُ، فَأَخْبِرْ قَوْمَكَ بِإِسْلَامِي، فَقَالَ الْوَلِيدُ: لَا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ ذَكَرَ ذَلِكَ عَنْكَ، فَلَمَّا عَلِمَ عُمَرُ أَنَّ الْوَلِيدَ لَمْ يَذْكُرْ شَيْئًا مِنْ شَأْنِهِ، دَخَلَ عَلَى جَمِيلِ بنِ مَعْمَرٍ الْجُمَحِيِّ، فَقَالَ: أَخْبِرْ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قَالَ: فَقَامَ جَمِيلُ بْنُ مَعْمَرٍ يَجُرُّ رِدَاءَهُ مِنَ الْعَجَلَةِ جَرًّا، حَتَّى تَتَبَّعَ مَجَالِسَ قُرَيْشٍ يَقُولُ: صَبَأَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، فَلَمْ تُرْجِعْ إِلَيْهِ قُرَيْشُ شَيْئًا، وَكَانَ عُمَرُ سَيِّدَ قَوْمِهِ، فَهَابُوا الْإِنْكَارَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا رَآهُمْ لَا يُنْكِرُونَ ذَلِكَ عَلَيْهِ مَشَى، حَتَّى أَتَى مَجَالِسَهُمْ أَكْمَلَ مَا كَانَتْ فَدَخَلَ الْحِجْرَ فَأَسْنَدَ ظَهْرَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَثَارُوا فَقَاتَلَهُ رِجَالٌ مِنْهُمْ قِتَالًا شَدِيدًا وَضَرَبَهُمْ عَامَّةَ يَوْمِهِ حَتَّى تَرَكُوهُ، وَاسْتَعْلَنَ بِإِسْلَامِهِ وَجَعَلَ يَغْدُو عَلَيْهِمْ وَيَرُوحُ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَتَرَكُوهُ، فَلَمْ يَتْرُكُوهُ بَعْدَ ثَوْرَتِهِمُ الْأُولَى، فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ أَسْلَمَ فَعَذَّبُوا مِنَ الْمُسْلِمِينَ نَفَرًا".

قلت: من خلال هذه الروايات يتبين لنا أن عمر لم يطلب من العاص بن وائل أن يجيره وإنما هو الذي أجاره من تلقاء نفسه لأنه من حلفائه.

وما جاء في بعض الروايات من خوف عمر من الناس فأمر لأنه ثار على القوم وأشهر إسلامه، وقد فعلوا بنبينا صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك. وأذكرك بأن نبياً من أنبيائه قد دخل المدينة خائفاً يترقب! لقتله ذاك الرجل.

قال تعالى في موسى عليه السلام: {فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ}.

وكذا قوله تعالى: {فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى * قُلْنَا لَا تَخَفْ إِنَّكَ أَنتَ الْأَعْلَى}.

وقوله تعالى: {وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ}.

فإن أبى (العذاب) إلا الطعن في عمر بسبب هذا (الجوار) من العاص بن وائل، فأقول له: وما رأيك بدخول النبي صلى الله عليه وسلم في جوار (المطعم بن عدي) عند رجوعه من الطائف؟!

فهل هذا يدلّ على الخوف وعدم الشجاعة؟!

حاشاه صلى الله عليه وسلم من ذلك، ولكن الأمر الطبيعي أن يدخل الإنسان في تلك الحال في جوار من يحميه؛ لأن المشركين قد جن جنونهم بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من نقض عبادتهم لتلك الأصنام.

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه قد ذكر الأمة بذلك الجوار عندما قال في أُسَارَى بَدْرٍ: «لو كان الْمُطْعِمُ بن عَدِيٍّ حَيًّا ثُمَّ كَلَّمَنِي في هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ له».

يريد صلى الله عليه وسلم أن يجزيه على ما فعل معه في ذلك اليوم العصيب.

وأما حديث الهجرة وأنه رضي الله عنه هاجر علناً وتوعد من يلحقه، فنعم لم يثبت، وهي قصة لم تصحّ!!

وهجرته سراً كغيره ليس فيها معنى (الجبن) كما أراد (العذاب) أن يعرّض به في ذلك وفي حكمه على هجرته العلنية بأنها باطلة!

فالرسول صلى الله عليه وسلم قد هاجر سراً، واختبئ من الكفار لما لحقوه.. وهذا من باب الأخذ بالأسباب، وليس فيه معنى الجبن الذي رسخ في قلب كل مريض متربص بأمير المؤمنين رضي الله عنه.

خامساً:

ثم يواصل (العذاب) افتراءَهُ على عمر - رضي الله عنه - بقوله: "وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أكثر صحابي اجتهد في مخالفة أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، فلا يؤثر عن صحابي ما أثر عنه من مخالفة النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم باجتهاده طبعاً، وكثير من هذه الاجتهادات لم يستطع العلماء تسويغها، لكنهم سكتوا، وخالفوه! فهل الذي يكون أعلى الخلق حباً للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؛ يكون أكثر الناس مخالفة له باجتهاده طبعاً؟ فعمر كان يفتي الناس بأن من أجنب ولم يجد الماء؛ فلا يصلي، وهو كان لا يصلي، وعمر هو الذي يقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله، وأنا أنهى عنهما، وعمر كان يضرب الناس على كتابة حديث رسول الله، حتى كان هذا سببا في ضياع كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخصوصاً في العهد المكي، فلا أدري كيف سيواجه هؤلاء الوعاظ الله تعالى؟ رضي الله عن أبي بكر وعن عمر وعن عثمان وعن عليّ، وعن سائر العشرة وعن سائر الصحابة الكرام البررة"!!!! انتهى.

قلت: انظروا إلى خبث الطوية وسوء النية!!!

من قال بأن عمر كان أكثر الصحابة مخالفة لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الروافض عليهم من الله ما يستحقون؟!!

وهل أراد عمر مخالفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حقيقة أو أن ذلك يرجع إلى أسباب أخرى في واقعة واحدة أو ثنتين؟!! - وليس بهذه الكثرة التي يصوّرها هذا الحاقد -!

وهل لو صحت مخالفته لحديثين أو ثلاثة هل نقول بأنه كان يحرص على مخالفة أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وننفخ في هذا للطعن فيه؟!!

ونحن نطلب من (عذاب) أن يأتينا بهذه الكثرة التي ادّعاها في مخالفة عمر لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وإلا كان كاذباً متعمداً لذلك.

وانظروا إلى عباراته: "أكثر صحابي اجتهد في مخالفة النبي"!! وكأنه كان يتعمد مخالفته للنبي صلى الله عليه وسلم!! - ولا ينفعه قوله: "باجتهاده طبعا" -!! لأنه لو كان معتقداً أن هذه المخالفات باجتهاده فلم يضخم مسألتها هكذا!!

وقوله: "وكثير من هذه الاجتهادات لم يستطع العلماء تسويغها، لكنهم سكتوا، وخالفوه!"!!

وهذا كذبٌ واضح! فقد أجاب عنها العلماء بحمد الله ولم يسكتوا، ولم يخالفوه كلهم، بل إن بعضهم قد وافقه، بل قد وافقه من قبل الصحابة أيضاً.

ثم يوجه العذاب الطعن لعمر بأسلوبه: "فهل الذي يكون أعلى الخلق حباً للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم؛ يكون أكثر الناس مخالفة له باجتهاده طبعاً؟"!!!

يعني بمفهوم المخالفة: لو كان عمر يحب النبي صلى الله عليه وسلم لما كان من أكثر الناس مخالفة له؟!!!

وهذا خبث ما بعده خبث!!

ومع هذا سنجيبك أيها (العذاب) عما لم تستطع استيعابه لا حديثياً ولا عقلياً!! فأقول مستعيناً بالله:

1- أما قولك: "فعمر كان يفتي الناس بأن من أجنب ولم يجد الماء؛ فلا يصلي، وهو كان لا يصلي"!

فهل هذه الفتوى مخالفة للحديث؟!

وهل هذا يحصل مع عمر أو غيره دائماً؟ نعم، قد يجنب المرء ولكن هل ذلك دائماً بحيث نصفه ونقول: "كان لا يصلي" لتضخيم المسألة!!!

هو لم يصلي عند فقد الماء، وهل الماء دائماً يكون مفقوداً؟

أما الحديث الذي اعتمدت عليه في أن عمراً خالف النبي صلى الله عليه وسلم، فهو ما رواه الشيخان في "صحيحيهما" من طريق سَعِيدِ بن عبدالرحمن بن أَبْزَى، عن أبيه قال: جاء رَجُلٌ إلى عُمَرَ بن الْخَطَّابِ فقال: إني أَجْنَبْتُ فلم أُصِبْ الْمَاءَ، فقال عَمَّارُ بن يَاسِرٍ لِعُمَرَ بن الْخَطَّابِ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كنا في سَفَرٍ أنا وَأَنْتَ فَأَمَّا أنت فلم تُصَلِّ، وَأَمَّا أنا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، فَذَكَرْتُ ذلك لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنما كان يَكْفِيكَ هَكَذَا - فَضَرَبَ النبي صلى الله عليه وسلم بِكَفَّيْهِ الْأَرْضَ، وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ».

وفي رواية لمسلم: "فقال عُمَرُ: نُوَلِّيكَ ما تَوَلَّيْتَ".

وفي رواية لأبي داود: "فقال عُمَرُ: يا عَمَّارُ، اتَّقِ اللَّهَ! فقال: يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إن شِئْتَ والله لم أَذْكُرْهُ أَبَدًا. فقال عُمَرُ: كَلَّا والله لَنُوَلِّيَنَّكَ من ذلك ما تَوَلَّيْتَ".

قلت: فعمر رضي الله عنه لم يتذكر هذه القصة التي ذكرها له عمّار وأنها حصلت معهما - والإنسان ينسى - فهو لم يكن يتذكرها، فكيف نصفه بأنه قد خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

قال العيني في «صحيحه» (4/37): "قوله (لم يقنع بقول عمار) ووجه عدم قناعته بقول عمار هو أنه كان معه في تلك القضية ولم يتذكر عمر ذلك أصلاً، ولهذا قال لعمار فيما رواه مسلم عن عبدالرحمن بن أبزى: اتق الله يا عمار فيما ترويه وتثبت فيه، فلعلك نسيت أو اشتبه عليك، فإني كنت معك ولا أتذكر شيئاً من هذا، ومعنى قول عمار إني رأيت المصلحة في الإمساك عن التحديث به راجحة على التحديث وافقتك وأمسكت، فإني قد بلّغته ولم يبق عليّ حرج، فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: إنا نوليك ما توليت، أي لا يلزم من كوني لا أتذكره أن لا يكون حقاً في نفس الأمر فليس لي منعك من التحديث به".

قلت: فعمر لم ينهه عن التحديث به، ولو أراد عمر مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمنعه من التحديث به.

قال ابن عبدالبر في «التمهيد» (19/273): "فإن قال قائل: إن في بعض الأحاديث عن عمار في هذا الخبر أن عمر لم يقنع بقول عمار، فالجواب: إن عمر كان يذهب إلى أن الجنب لا يجزيه إلا الغسل بالماء، فلما أخبره عمّار عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن التيمم يكفيه سكت عنه، ولم ينهه، فلما لم ينهه علمنا أنه قد وقع بقلبه تصديق عمار؛ لأن عماراً قال له: إن شئت لم أذكره، ولو وقع في قلبه تكذيب عمار لنهاه لما كان الله قد جعل في قلبه من تعظيم حرمات الله، ولا شيء أعظم من الصلاة وغير متوهم على عمر أن يسكت على صلاة تصلى عنده بغير طهارة وهو الخليفة المسؤول عن العامة، وكان أتقى الناس لربه وأنصحهم لهم في دينهم في ذلك الوقت رحمة الله عليه".

قلت: وقد ذهب مذهب عمر هذا الإمام الفقيه عبدالله بن مسعود أيضاً، فهل هو أيضاً كان يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!

روى الإمام مسلم في «صحيحه» (1/280) من طريق الْأَعْمَشِ، عن شَقِيقٍ، قال: «كنت جَالِسًا مع عبداللَّهِ وَأَبِي مُوسَى، فقال أبو مُوسَى: يا أَبَا عبدالرحمن، أَرَأَيْتَ لو أَنَّ رَجُلًا أَجْنَبَ فلم يَجِدْ الْمَاءَ شَهْرًا، كَيْفَ يَصْنَعُ بِالصَّلَاةِ؟ فقال عبداللَّهِ: لا يَتَيَمَّمُ، وَإِنْ لم يَجِدْ الْمَاءَ شَهْرًا. فقال أبو مُوسَى: فَكَيْفَ بِهَذِهِ الْآيَةِ في سُورَةِ الْمَائِدَةِ {فلم تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}، فقال عبداللَّهِ: لو رُخِّصَ لهم في هذه الْآيَةِ لَأَوْشَكَ إذا بَرَدَ عليهم الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا بِالصَّعِيدِ! فقال أبو مُوسَى لِعَبْدِاللَّهِ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ: بَعَثَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ فلم أَجِدْ الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ في الصَّعِيدِ كما تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذلك له، فقال: إنما كان يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ بِيَدَيْكَ هَكَذَا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ الْأَرْضَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً، ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ على الْيَمِينِ وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ! فقال عبداللَّهِ: أو لم تَرَ عُمَرَ لم يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّارٍ!».

قلت: فهذا ابن مسعود قد احتج بقول عمر في عدم قناعته بما ذكره عمّار في هذه المسألة، ولم يفهم لا هو ولا أبو موسى ما فهمه (عذاب) ومن لفّ لفه من أن عمر أراد مخالفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمعروف أن عمر كان يتثبت ممن يروي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمسالة أن عماراً يقول بأنه كان معه في هذه القصة، وهذا ما استغربه عمر، ومع هذا لم يمنعه من التحديث به.

فأين مخالفة عمر لحديث النبيّ صلى الله عليه وسلم!

2- وأما قولك: "وعمر هو الذي يقول: متعتان كانتا على عهد رسول الله، وأنا أنهى عنهما".

فأقول: أما هذا القول المنسوب لعمر بهذا اللفظ فغير صحيح!

وقد رواه مَكِّيُّ بنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حدثنا مَالِكٌ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «مُتْعَتَانِ كَانَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْهَى عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا، مُتْعَةُ النِّسَاءِ وَمُتْعَةُ الْحَجِّ».

قال النسائي: "هذا حديث مُعضل، لا أعلم رواه غير مكي، وهو لا بأس به، لا أدري من أين أتى عن مكي" [تذكرة الحفاظ: 1/366].

وروي أيضاً مرسلاً، رواه حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ، عَنْ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بنُ الْخَطَّابِ: «مُتْعَتَانِ كَانَتَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أَنْهَى عَنْهُمَا وَأُعَاقِبُ عَلَيْهِمَا».

وهاتان المتعتان اختلف فيهما الصحابة، وعمر إنما أظهر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهما، ولم يخالفه.

روى مسلم في «صحيحه» من حديث أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ جَابِرِ بنِ عَبْدِاللهِ فَأَتَاهُ آتٍ فَقَالَ: إِنَّ ابنَ عَبَّاسٍ وَابنَ الزُّبَيْرِ اخْتَلَفَا فِي الْمُتْعَتَيْنِ، فَقَالَ جَابِرٌ: «فَعَلْنَاهُمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَهَانَا عَنْهُمَا عُمَرُ، فَلَمْ نَعُدْ لَهُمَا».

قال البيهقي في «السنن الكبرى» (7/206): "ونحن لا نشك في كونها على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنا وجدناه نهى عن نكاح المتعة عام الفتح بعد الإذن فيه، ثم لم نجده أذن فيه بعد النهي عنه حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم فكان نهي عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن نكاح المتعة موافقاً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذنا به، ولم نجده صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة الحج في رواية صحيحة عنه، ووجدنا في قول عمر رضي الله عنه ما دل على أنه أحبّ أن يفصل بين الحج والعمرة ليكون أتم لهما فحملنا نهيه عن متعة الحج عن التنزيه وعلى اختيار الإفراد على غيره، لا على التحريم، وبالله التوفيق".

وقال ابن عبدالبر في «الاستذكار» (4/95): "والصحيح عندي أن عمر بن الخطاب   رضي الله عنه لم ينه عن التمتع المذكور في هذا الباب؛ لأنه كان أعلم بالله ورسوله من أن ينهي عما أباحه الله في كتابه وأباحه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر به وأذن فيه، وإنما نهي عمر عند أكثر العلماء عن فسخ الحج في العمرة فهذه العمرة التي تواعد عليها عمر، وفيها روي الحديث عنه أنه قال: متعتان كانتا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا أنهى عنهما وأعاقب عليهما متعة النساء ومتعة الحج، يعني فسخ الحج في العمرة، وعلى أن فسخ الحج في العمرة لا يجوز عند أكثر علماء الأمة من الصحابة ومن بعدهم لقول الله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله} [البقرة: 196]، يعني لمن دخل فيه، ولا أعرف من الصحابة من يجيز فسخ الحج في العمرة بل خص به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، روي عن عثمان بن عفان أنه قال: متعة الحج كانت لنا ليست لكم، يعني أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة بفسخ الحج في العمرة، وقال أبو ذر: ما كان لأحد بعدنا أن يحرم بالحج ثم يفسخ بعمرة، وروى ربيعة بن أبي عبدالرحمن عن الحارث بن بلال بن الحارث المزني عن أبيه قال: قلت يا رسول الله، أفسخ الحج لنا خاصة أم لمن بعدنا، فقال: بل لنا خاصة".

وقد روى الإمام مسلمٌ في «صحيحه» من حديث زُبَيْدٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «لَا تَصْلُحُ الْمُتْعَتَانِ، إِلَّا لَنَا خَاصَّةً» يَعْنِي مُتْعَةَ النِّسَاءِ وَمُتْعَةَ الْحَجِّ.

وقد أنكر ابن عمر أن يكون عمر - رضي الله عنه - خالف ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما لم يُفهم قوله.

فروى عبدالرزاق، عن مَعمر، عن الزهري، عن سالم قال: سئل ابن عمر عن متعة الحج، فأمر بها، فقيل له: إنك تخالف أباك! فقال: إن عمر لم يقل الذي تقولون، إنما قال عمر: أفردوا الحج من العمرة؛ فإنه أتم للحج وأتم للعمرة، أي أن العمرة لا تتم في شهور الحج إلا بهدي، وأراد أن يزار البيت في غير شهور الحج، فجعلتموها أنتم حراماً، وعاقبتم الناس عليها، وقد أحلها الله تعالى، وعمل بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا أكثروا عليه قال: كتاب الله أحق أن يتبع أو عمر؟!

قلت: يعني إذ لم يقتنعوا بكلامه أن أباه لم يقل الذي ينتشر عنه، يقول لهم: إذن اتبعوا كتاب الله واتركوا قول عمر.

فعمر - رضي الله عنه - لم يخالف ما كان عليه صلى الله عليه وسلم، بل هو تبع النبيّ فيها، ومع ذلك، فهناك خلاف للصحابة في هذه المسألة كما مرّ.

والخلاصة أن (العذاب) لم يأت إلا بهذين الحديثين في أن عمر كان يخالف رسول الله صلى الله عليه وسلم! وقد أجاب العلماء عن ذلك.

وعمر كان كغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون ما سمعوه من رسول الله، فكيف يخالفه وهو يسمع قول الله - جلّ وعلا -: {وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً}.

ولو كان عمر يحبّ مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم لما وجدناه يحدّث عنه، فهذه أحاديثه في دواوين الإسلام.

نعم، كان عمر - رضي الله عنه - ربما اجتهد في بعض المسائل في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كما في أسارى بدر، والصلاة عند المقام، وغيرها، وهذا لا علاقة له بالمخالفة، بل ينزل الوحي لتسديد رأيه، وها هو ينشرح صدره لقتال المرتدين بعد أن خالف رأي أبي بكر في ذلك، وكان دائماً ينصاع للحقّ، فكيف لا ينصاع لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما قصة الاستئذان مع أبي موسى الأشعري عنّا ببعيدة حفاظاً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وماذا يقول (العذاب) عن امتناع عليّ - رضي الله عنه - من محو اسم رسول الله في صلح الحديبية حتى محاها صلى الله عليه وسلم بنفسه!

وماذا يقول عن امتناع الصحابة عن حلق رؤوسهم في عمرة القضاء! هم رضي الله عنهم كانوا يجتهدون، ثم ينصاعون لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يخالفونه.

ثمّ أين إنكار الصحابة على عمر لو كان فعلاً يخالف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟! فلا يعقل أن يروه يخالف رسول الله وهم ساكتون! ولو حصلت هذه المخالفات التي يفتريها عذاب وغيره لنقلت إلينا عن واحد مثلاً من الصحابة يستنكر ذلك كما هو معروف من منهجهم في الحفاظ على أوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3- وأما قولك: "وعمر كان يضرب الناس على كتابة حديث رسول الله، حتى كان هذا سببا في ضياع كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخصوصاً في العهد المكي".

فأقول: هذه شبهة رافضية! وعليك أن تثبت لنا بالأسانيد الصحيحة - وأنت دكتور في الحديث - صحة هذه الفرية!

وأتحداك في إثباتها! فأنت كاذب في دعواك، تنقل عن الروافض وتدعي أنك من أهل السنة! وقد كان عبدالله بن عمرو يكتب كما صرّح أبو هريرة فلم نجد أن عمر ضربه أو نهاه.

وانظر إلى تهويل الأمر: "ضياع كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخصوصاً في العهد المكي"!! فهل يُعقل أن يتخلى الله عن دينه، وتضيع أحاديث رسوله وخاصة في الفترة المكية؟!!

أين عقلك يا (عذاب)؟!

ولعلي أصحح هذه الفرية التي أتى بها (عذاب) وهي أنّ أمير المؤمنين اتهم أنه حبس بعض الصحابة لمنعهم من التحديث حتى لا يُكتب حديثهم.

وهذه الشبهة التقفها الشيعة من كتاب الذهبي «تذكرة الحفاظ» (1/7)، وهو ما أورده - رحمه الله - قال: قال أبو حاتم البستي: حدثنا الهيثم بن خلف والحسين بن عبدالله القطان، قالا: حدثنا إسحاق بن موسى، حدثنا معن القزاز، عن مالك، عن عبدالله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: «أنّ عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا مسعود الأنصاري، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله».

وهذه القصة أخرجها الطبراني في «المعجم الأوسط» (3/378)، قال: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بنُ أَحْمَدَ بنِ فيلٍ الْأَنْطَاكِيُّ، قال: حدثنَا إِسْحَاقُ بنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ، قال: حدثنَا مَعْنٌ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ إِدْرِيسَ الْأَوْدِيِّ، عَنْ شُعْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: «بَعَثَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى ابنِ مَسْعُودٍ، وَأَبِي مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيِّ، وَأَبِي الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: مَا هَذَا الْحَدِيثُ الَّذِي تُكْثِرُونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَحَبَسَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَتَّى اسْتُشْهِدَ».

قال الطبراني: "لَمْ يُحَدِّثْ بِهِ إِلَّا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَى الْأَنْصَارِيُّ.

وقال الإمام الخطيب في كتاب «شرف أصحاب الحديث» (ص88): "لم يرو مالك عن عبدالله بن إدريس غير هذا الحديث، ولم يحدّث عن الكوفيين إلا عنه؛ لأنه كان على مذهبه في تحريم النبيذ، وليس في موطأ معن".

وقال أيضاً: "تفرد بروايته معن بن عيسى عن مالك، ولم يروه فيما نعلم غير إسحاق بن موسى عن معن".

قلت: أشار الطبراني إلى أن إسحاق بن موسى تفرد بهذه القصة، ولو صحّ أن معناً رواها عن مالك لكانت في موطأه!!

وقد استنكرها الذهبي في ترجمته من «السير» (11/554) فقال: "وله حديث ينفرد به!"، ثم ذكره، فقال: وقال النسائي: حدثنا إسحاق بن موسى: حدثنا معن: حدثنا مالك.. وساقه، ثم قال: "هذا حديث غريب! وكذلك رواه عبدالله بن ناجية وغيره عن إسحاق الخطمي".

قلت: وقد رويت هذه القصة عن شعبة من طريق آخر!

رواها أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا يحيى بن أبي بُكير الكرماني، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: «أن عمر قال لعبدالله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب».

قلت: تفرد به الرمادي عن يحيى بن أبي بكير! ولم يروه أحد من أصحاب شعبه عنه! ومثل هذا التفرد عن هؤلاء الثقات (مثل شعبة ويحيى بن أبي بكير) لا يقبله أهل النقد.

ورويت هذه القصة من طريق آخر:

قال عبدالله بن أحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (1/258): حدثني أبي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبدالرحمن بن عوف، قال: حدثني أبي، عن أبيه، قال: قال عمر لأبي ذر ولعبدالله ولأبي الدرداء - رضي الله عنهم -: «ما هذا الحديث الذي تحدثون عن محمد صلى الله عليه وسلم - وأحسبه قال: حبسهم عنده».

قلت: إنما ذكرها أحمد في العلل لأنها منكرة. وقد ردّها أهل العلم من ناحية سندها ومتنها.

أما من ناحية السند، فقال الهيثمي في «المجمع» (1/139): "هذا أثر منقطعٌ، وإبراهيم ولد سنة عشرين، ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين، وابن مسعود كان بالكوفة، ولا يصح هذا عن عمر"، وقال ابن حزم في «الإحكام» (2/139): "هذا مرسل ومشكوك فيه من شعبة فلا يصحّ، ولا يجوز الاحتجاج به".

وأما من ناحية المتن، فقال ابن حزم: "ثمّ هو في نفسه - أي هذا الأثر - ظاهر الكذب والتوليد؛ لأنه لا يخلو عمر من أن يكون اتهم الصحابة، وفي هذا ما فيه، أو يكون نهى عن نفس الحديث، وعن تبليغ سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسلمين، وألزمهم كتمانها وجحدها وأن لا يذكروها لأحد، فهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كلّ ذلك، ولئن كان سائر الصحابة متهمين بالكذب على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فما عمر إلا واحد منهم، وهذا قولٌ لا يقوله مسلم أصلاً، ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين لقد ظلمهم، فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات الملعونة أي الطريقتين الخبيثتين شاء، ولا بدّ له من أحدهما" ثم قال: "وقد حدّث عمر بحديث كثير، فإنه قد روى خمس مئة حديث ونيفاً على قرب موته من موت النبيّ صلى الله عليه وسلم، فهو كثير الرواية، وليس في الصحابة أكثر رواية منه إلا بضعة عشر منهم".

ومراد ابن حزم هو بيان أن هؤلاء الثلاثة الذين جاءت الرواية بحبسهم هم أقل رواية من الذي حبسهم، فكيف يحبسهم لكثرة روايتهم؟! فابن مسعود روى عن النبيّ صلى الله عليه وسلم ثمان مئة وثمانية وأربعين حديثاً، وروى أبو الدرداء مئة وتسعة وسبعون حديثاً، أي أقل من عمر! وأبو مسعود روايته قليلة جداً.

وعلى فرض ثبوت الرواية فإن لها معنيان:

الأول: أن معنى الحبس هنا هو المنع لا الحبس المعروف عندنا، فقد أخرج الرامهرمزي في «المحدِّث الفاصل» هذه الرواية من طريق شيخه ابن البري، ثم قال: قال أبو عبد الله بن البري: "يعني منعهم الحديث ولم يكن لعمر حبس".

الثاني: ما رآه الخطيب: أن عمر فعل ذلك احتياطاً للدين، وحسن نظر للمسلمين، مخافة أن ينكلوا عن الأعمال ويتكلوا على ظاهر الأخبار، وليس حكم جميع الأحاديث على ظاهرها، ولا كلّ من سمعها عرف فقهها، فقد يرد الحديث مجملاً، ويستنبط معناه وتفسيره من غيره، فخشي عمر - رضي الله عنه - أن يُحمل حديث على غير وجهه، أو يؤخذ بظاهر لفظه، والحكم بخلاف ما أخذ به. وقال الخطيب: "نهى عمر الصحابة أن يكثروا رواية الحديث إشفاقاً على الناس أن ينكلوا عن العمل اتكالاً على الحديث، وفي تشديد عمر أيضاً على الصحابة وروايتهم حفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وترهيب لمن لم يكن من الصحابة أن يدخل في السنن ما ليس منها؛ لأنه إذا رأى الصحابي المقبول القول المشهور بصحبة النبيّ صلى الله عليه وسلم قد تشدد عليه في روايته كان هو أجدر أن يكون للرواية أهيب، ولما يلقي الشيطان في النفس من تحسين الكذب أرهب". [شرف أصحاب الحديث: ص88-91].

وبعد، فهذا هو حال (عذاب) يكذب ويفتري، ويبغض الصحابة، وأمام بعض الناس لا يظهر هذا، واغتر به كثير من طلبة العلم، فيقولون بأنه لا يسبّ الشيخين وهو يحبهما، لكنه يقدّم علياً عليهما!!!

ويصرّح بسبّ معاوية وعمرو بن العاص وغيرهما!

والرجل صوفيّ محترق! يمدح الطريقة التجانية ويرى أنها مدرسة تصحيحية!!

ومن حقده على عمر - رضي الله عنه - يريد أن يسلبه علمه أيضاً بقوله: "ومن الثابت المتواتر قول عمر: «قضية ولا أبا حسن لها» ونحوها من العبارات.
بل أنا أجزم أنّ معظم ما ينسب إلى عمر من علم في الدقائق؛ إنما هو من علم عليّ والتهويلُ الذي يذكره أهل السنة في علمه؛ فيه نظر بالغ!"

أسال الله عزّ وجلّ أن ينتقم من كلّ من يؤذي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين.

وكتب: خالد الحايك - عفا الله عنه -.

 

شاركنا تعليقك