الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

البيانُ والتبيين في (فَضيحة مشرفي منتدى كلّ السلفيين)! (أدعياء السلفية)!

البيانُ والتبيين في (فَضيحة مشرفي منتدى كلّ الحلبيين)!!

روى الشيخان الإمامان البخاريُّ ومسلمٌ في ((صحيحيهما)) من حديث عَبْدِاللَّهِ بن مسعودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا)).

وفي رواية عند مسلمٍ: ((إِنَّ الصِّدْقَ بِرٌّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِنَّ الْكَذِبَ فُجُورٌ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا)).

وَقال أَبو بَكْرٍ الصّديق - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلإيمَانِ".

قال ابن عبدالبر في ((التمهيد)): "لا يكون المؤمن كذاباً، أي المؤمن لا يغلب عليه قول الزور فيستحلي الكذب ويتحراه ويقصده حتى تكون تلك عادته فلا يكاد يكون كلامه إلا كذباً كله ليست هذه صفة المؤمن".

وقال الإمام مسلم في ((مقدمة صحيحه)): "(بَاب وُجُوبِ الرِّوَايَةِ عَنْ الثِّقَاتِ وَتَرْكِ الْكَذَّابِينَ وَالتَّحْذِيرِ مِنْ الْكَذِبِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَاعْلَمْ وَفَّقَكَ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْوَاجِبَ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ عَرَفَ التَّمْيِيزَ بَيْنَ صَحِيحِ الرِّوَايَاتِ وَسَقِيمِهَا وَثِقَاتِ النَّاقِلِينَ لَهَا مِنْ الْمُتَّهَمِينَ أَنْ لا يَرْوِيَ مِنْهَا إِلا مَا عَرَفَ صِحَّةَ مَخَارِجِهِ وَالسِّتَارَةَ فِي نَاقِلِيهِ، وَأَنْ يَتَّقِيَ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْهَا عَنْ أَهْلِ التُّهَمِ وَالْمُعَانِدِينَ مِنْ أَهْلِ الْبِدَعِ، وَالدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الَّذِي قُلْنَا مِنْ هَذَا هُوَ اللازِمُ دُونَ مَا خَالَفَهُ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، وَقَالَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنْ الشُّهَدَاءِ}، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ}، فَدَلَّ بِمَا ذَكَرْنَا مِنْ هَذِهِ الآيِ أَنَّ خَبَرَ الْفَاسِقِ سَاقِطٌ غَيْرُ مَقْبُولٍ وَأَنَّ شَهَادَةَ غَيْرِ الْعَدْلِ مَرْدُودَةٌ".

قلت: فهذه الآيات والأحاديث واضحة في التنفير من الكذب والابتعاد عنه؛ لأن ذلك ليس من صفات المؤمنين، فما بالك أخي القارئ إذا عرفت أن هناك بعض الناس يكذبون من أجل (شيوخهم)!!

وانظروا إلى قوله صلى الله عليه وسلم في بعض الناس: ((وَإِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ))، والتحري هو القصد والطلب بشدة، قال تعالى: {فأولئك تَحَرَّوا رَشَدا}، أي توخَّوا وعَمَدوا.

وقد وجدنا في زماننا هذا من يتحرى الكذب ليدافع عن شيخه بأي طريقة كانت! والمهم عندهم أن يدفعوا عنه، فيعمدوا إلى التحريف والتزوير من أجل ذلك، {وهم يحسبون أنهم يُحسنون صُنعاً}.

كان (علي حلبيّ) قد بدأ بالرد على بعض التقارير والمقالات التي نشرتها (جريدة السبيل) بعد تحدّثه مع (التلفزيون الليبي الرسمي) في الأحداث الجارية هناك.

وقد انتقد كثير من الناس من أهل العلم والعوام تحدثه مع هذه القناة؛ لأن في ذلك تسويغاً لذاك المجرم الذي يسفك الدماء!!

ولأنه لا يقبل النقد، وكل ما يفعله صحيح من وجهة نظره، ووجهة نظر أتباعه، بدأ بالرد على ما نُشر في جريدة السبيل بسلسلة سماها: (الجائرون عن "السَّبيل" يُهاجِمونَنَا - بِالتَّهْوِيل -، وَبِالكذبِ المكشوفِ الهزيل).

وقد تصدى له بالردّ الأخ الفاضل (وائل البتيري).

وبعد ثلاثة ردود من (حلبي) قام بتكملة هذه الردود في (منتداه) من يعرفون بـ "مشرفو منتدى كل السلفيين!!!!"، فنشروا ردهم (أو بيانهم!!) رقم (4)، ثم توقف المنتدى عن العمل عشرة ساعات تقريباً، في ذات اليوم الذي نُشرَ فيه هذا البيان أو الرد!! ثم ظهر هذا الرد مرة أخرى بعد فتح المنتدى وكتب في عنوانه: "معدّل": (الجائرون عن "السَّبيل" يُهاجِمونَنَا - بِالتَّهْوِيل -، وَبِالكذبِ المكشوفِ الهزيل) (4) [معدّل].

فما الذي تم تعديله أيها الإخوة القرّاء؟ تعالوا لنرَ:

كان عليّ حلبي قد قال في ردّه الثاني حول مسألة إحراق بعض كتب (سيّد قطب): "وَهَذَا عَيْنُ مَا أَفْتَى بِهِ أُسْتَاذُنَا الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين - رَحِمَهُ الله-  فِي آخِرِ فَتَاوِيهِ- بِحَقِّ بَعْضِ كُتُبِ (سَيِّد قُطب)، حَيْثُ قَال - بِتَارِيخ (18/7/1426هـ) - رَدًّا عَلَى بَعْضِ طُعُون (سَيِّدِهِم) فِي بَعْضِ الصَّحَابَة - رضيَ اللهُ عنهُم: هَذَا كَلاَمٌ قَبِيحٌ وَمُنْكَر، وَسَقِيمٌ خَبِيثٌ...إلخ".

فردّ الأخ وائل على كلامه في هذه المسألة، ونبه أولاً على خطأ في العزو من (حلبي) في نسبة هذا القول لابن عثيمين قائلاً: "أما ما نقله عن ابن عثيمين للتدليل على موافقته له في إحراق كتب سيد قطب، فأقول: الذي أعرفه أن هذا كلام ابن باز وليس ابن عثيمين، وقد وقع منسوباً لابن باز في كتاب الحلبي "ترغيم المجادل" (ص77)!!".

فبيّن الأخ وائل أن حلبي قد نسبه على الصواب لابن باز في كتاب ((ترغيم المجادل)).

فالمسألة بسيطة جداً، ولكنها كانت عظيمة عند (أتباع حلبي) فلجؤوا إلى الكذب للدفاع عن شيخهم! كيف لا، وهم دائماً يعلمهم ويقول لهم عن نفسه: "الحق والحق أقول"؟!! ولعمري كيف يستخدم هذه الكلمات لنفسه وهي في حقيقتها قول الله عز وجلّ في سورة (ص): [قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ} [ص: 84].

سبحان الله! وصل الأمر بهؤلاء الأتباع أن يزوروا الحقّ من أجل نصرة شيخهم؟!

يتحرون الكذب لإرضاء شيخهم!!

أين الإيمان المدّعى عندهم؟ ألم يردعهم عن هذه الفعلة الشنيعة؟! أم أنها لوثة الإرجاء والتجهّم؟

قام هؤلاء الأتباع بالذهاب إلى أصل مقالة شيخهم فغيّروا نسبة القول لابن عثيمين وجعلوه لابن باز، فأصبح هكذا:

"... وَهَذَا عَيْنُ مَا أَفْتَى بِهِ أُسْتَاذُنَا الشَّيْخُ ابْنُ باز - رَحِمَهُ الله - فِي آخِرِ فَتَاوِيهِ - بِحَقِّ بَعْضِ كُتُبِ (سَيِّد قُطب)، حَيْثُ قَال في أحد دروس (شرح رياض الصالحين) لسماحته؛ بتاريخ يوم الأحد (18/7/1416هـ - (رَدًّا عَلَى بَعْضِ طُعُون (سَيِّدِهِم) فِي بَعْضِ الصَّحَابَة- رضيَ اللهُ عنهُم: هَذَا كَلامٌ قَبِيحٌ..." إلخ.

هكذا فعلوا فغيروا كلام شيخهم (ولا أدري بإذنه أم لا؟!! فهو المشرف عليهم!!) وزادوا فيه كذلك: "في أحد دروس شرح رياض الصالحين لسماحته".

والذي أراده هؤلاء الأتباع من كل هذا الانتصار لشيخهم في كلّ شيء! حتى الخطأ في العزو! وهو ليس بالأمر الجلل!

لكنه العمى!!

قام الأتباع بالرد على الأخ وائل وغيره بعد أن تسلموا الراية من شيخهم! ولا أدري كم عدد هؤلاء التلاميذ الذين قاموا بهذه الردود؟ وهل اجتمعوا ثم ردوا؟ أو كل واحد منهم وضع بعض الملاحظات، ثم جمعوها؟ أم أن واحداً منهم كتب الرد ونسبه للجميع - بموافقتهم طبعاً - لأنه جاء في نهاية ردهم: "المواضيع المنشورة تحت هذا المعرف تعبر عّما اتفق عليه (طلبة العلم) - هيئة الإشراف في (منتدى كل السلفيين)".!!!

وهذا يعني أنهم اتفقوا على الكذب والتحريف والتزوير من أجل نصرة شيخهم في خطأ بسيط!! وهل اطلع شيخهم على هذا التحريف والكذب؟ وهل وافقهم عليه؟!!!

كتبوا: "الجائرون عن (السبيل!) يهاجموننا (!!) – بالتهويل -، وبالكذب المكشوف الهزيل (4) ردود "الحلبي" الثورية - زعموا [(1-2)]".

ثم ذكروا في هذا الرد:

"ثمانية عشر: وختم الصحفي مقاله بالتقول على شيخنا أنه نسب في (مقاله) إلى الشيخ ابن عثيمين قولا هو في حقيقته للشيخ ابن باز - رحمهما الله - في تحريق (كتب سيد قطب)، ليخلص بنتيجة مؤداها: (لو سلّمنا جدلاً بصحة قول الشيخ ابن باز، فهذا لا يشمل جميع كتب سيد قطب، وإنما ينحصر في الكتاب الذي ورد في السؤال الموجَّه للشيخ، ولا يَفهم خلاف ذلك إلا جاهل أو مغرض... الشيخ الألباني وابن عثيمين فلم يفتيا بحرق كتب سيد قطب مع اطلاعهما على ما فيها أو بعضه، بل ورد عن الشيخ الألباني ثناءٌ جميل عليها وعى صاحبها الذي قال فيه: "ذاك رجلٌ نحن نجلّه على جهاده".. وعليه فهل ما زال الحلبي مصراً على مخالفة أقوال هؤلاء العلماء الذي يجب أن "ينقطع أمامها كل كلام" كما يقول الحلبي؟!).

النقض: أربع على نفسك - أيها الصحفي -؛ فكلامك مليء - على قلته – بالمغالطات، ومن ذلك: 1- أن شيخنا في مقاله – هذا - قد نسب الفتوى إلى الشيخ (ابن باز) - صراحة - لا إلى الشيخ ابن عثيمين - رحمهما الله -؛ فالواهم هو أنت أيها (الصحفي)".

قلت: فبالله عليكم أيها القرّاء: أبعد هذا الكذب كذب من هؤلاء الأدعياء؟!

حرّفوا في أصل مقال شيخهم من أجل أن يسبوا على الأخ وائل الذي أراد التنبيه على خطأ (حلبي) في العزو فقط، وأنه أصاب في عزوه في كتاب آخر له!!

ألهذا الحد وصل الأمر بهؤلاء الذين يسمون أنفسهم طلبة علم؟!

والمصيبة أنهم اتفقوا على ذلك، أي اتفقوا على الكذب والتحريف والتزوير!!

والمصيبة أيضاً أنهم نسوا أن يعدلوا ما حرّفوه في أصل مقالة شيخهم في موقع الرسمي! فهي ما زالت فيه دون تغيير، حيث أعمى الله أبصارهم عنها.

ولعلهم بعد هذا أن يسارعوا إلى تغييرها، ليُضاف إليهم كذبة أخرى!!

فانظروا أين يذهب بهم جهلهم، وعلى أي رذيلة دلهم نقصهم، فنعوذ بالله من فضيحة الجهل والغباء؛ فإنها بعد ادّعاء العلم مشمتة.

قال أعرابيّ: "سيرة الصالح زينةٌ لعقبه، وحياة الفاجر فضيحة الدهر".

اللهم إنا نعوذ بك من الجهل والجبن والخور.

وكتب: خالد الحايك.

8/3/2011.

 

شاركنا تعليقك