الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

النَّشيد الإسلامي وما دخَله من دَخَن!

النَّشيد الإسلامي وما دخَله من دَخَن!

 

بقلم: خالد الحايك.

 

إنّ النشيد الإسلامي في أصله حلال، ولا بأس بأن يروح الإنسان عن نفسه بين الفينة والأخرى بالاستماع إلى بعض النشيد الهادف، سيما وأن الشكوى كانت قديماً عندما كنت تنهى الناس عن الاستماع إلى الأغاني الفاجرة بأننا نحتاج إلى بديل!

ولكن عندما ظهر هذا البديل وهو ما أطلق عليه ((الأناشيد الإسلامية)) لم يستطع كثير ممن يتعاطى هذا اللون الجديد من النشيد أن يتخلّص من بعض المؤثرات التي في ((الأغاني)) الطاغية على العالَم الإسلامي! ومنها: مرافقة الموسيقى للنشيد، وظهور العنصر النسائي، وظهور ما يسمى بـ ((الفيديو كليب)) الذي يظهر فيه الشباب في بعض الأحايين بلباس غير إسلامي، بل وترى آثار ((الميك أب)) باديا على وجوههم!! وغير ذلك مما عليه علامات استفهام؟؟

وإن من أشد المآسي التي دخلت النشيد الإسلامي ما يتخلله من مرافقة آلات الطرب المحرّمة شرعاً!

فإذا ما سألت صاحب النشيد أو القنوات التي تبثها قيل لك: إن هذه ليست موسيقى!! إنما هي "أصوات معالجة بالكمبيوتر"!!

ما هذا الخداع؟ هل تخادعون الله؟ أم تخادعون أنفسكم؟ الموسيقى في هذه الأناشيد واضحة ولا يختلف فيها اثنان، فكيف تقولون: هي معالجة بالكمبيوتر؟!

فهل الأصوات المرافقة للنشيد هي في أصلها أصوات بشرية؟ من يقول بهذا؟!

إن الشبهة التي دخلت على هؤلاء أنهم عندما ينشدون يدخلون الأصوات الموسيقية في الكمبوتر ويعالجونها كما يقولون، وهذا صحيح، ولكن هل هذا العمل يجعلها حلالاً لأنها لم تكن ترافق المنشد حين أنشد؟!

إن الموسيقى هي الموسيقى، سواء كانت مرافقة للنشيد حية أو تم إدخالها عن طريق الكمبيوتر. وإلا فما الفرق بين من يسمع ((لأم كلثوم)) وهي تغني المدائح النبوية أو القصائد الشعرية الجميلة، وبين ما يقدمه بعض الشباب بما يسمى نشيد إسلامي؟

وتقام لذلك المهرجانات وتصرف آلاف الدنانير عليها، بل إن من المصيبة أن بعض هذه المهرجانات أصبحت تقام سنوياً، بحيث أن وقت كثير من الشباب المسلم وطاقاتهم إنما تسخر لإنجاح هذا المهرجان أو ذاك، ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

إن النشيد يكون إسلامياً إذا كانت له ضوابط شرعية، وأما أن نخادع أنفسنا فلا! فليستيقظ هؤلاء الشباب، وليسخروا ما أنعم الله عليهم من حُسن للصوت في قراءة كتاب الله، ولا بأس من بعض النشيد الذي لا يتخلله أي نوع من الموسيقى مهما كانت معالجة؛ لأن هذه المعالجة إنما كانت لأمور هي محرمة في أساسها! فها هي أخي ((المعالِج)) الكحول يحرم استخدامها في العلاجات الطبية مع أن شركات الدواء إنما تعالج أصلها، فهل نقول إن هذه الأدوية التي استخدم فيها الكحول عالجناها بحيث لا تسكر من يتناولها؟! فهل هذا يجعلها حلالاً!

وإن من الملفت للنظر في أيامنا هو ظهور هذا ((السيل الجارف)) من المنشدين من الشباب الصاعد الذي جُلّ عنايتهم بالنشيد! أتوجه إلى هؤلاء الشباب بالنصيحة إلى مراجعة أنفسهم واستغلال طاقاتهم في أمور تنفع دينهم.

ولا يفهم البعض أني ضد النشيد الإسلامي بحيث يحتج عليّ بقوله: إن أبعدنا عن النشيد الإسلامي خلا الجو للأغاني وللمغنيين والمغنيات الفاسقات؟! فأقول لهؤلاء: الجو خال لهم سواء وجدتم أنتم أم لم توجدوا، وأنا أدعوا إلى ضبط الأمور ضمن الشرع، والبعد عن ((التسيّب)) الذي أتانا من بعض الفتاوى!

والله الهادي للصواب.

شاركنا تعليقك