الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

سؤال عن الأحاديث الأربعين في فضل القرآن المبين للقاري.

سؤال عن «الأحاديث الأربعين في فضل القرآن المبين» للقاري.

 

أحضر لي أحد الإخوة الأحاديث الأربعين التي جمعها عليّ القاري في فضل القرآن والتي سماها ((فيض المعين على جمع الأربعين في فضل القرآن المبين)). وطلب مني أن أحكم عليها؛ لأن بعض الإخوة في كندا يدرّسون هذا الكتاب ويريدون أحكام هذه الأحاديث لئلا يظن الطلبة أن هذه الأحاديث كلها صحيحة.

فأجبته إلى ما طلب - مع إنشغالي الشديد - حسبة لله عز وجل وخدمة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجوابي كان مختصراً؛ لأن المقام لا يتسع للإطالة. وقد اقتصرت في بعض الأحاديث على ذكر الصحيحين أو أحدهما إن كان الحديث فيهما أو في أحدهما؛ لأن المهم هنا هو الحكم على هذه الأحاديث.

فأقول وبالله أستعين:

الحديث الأول: عن عثمان بن عفان عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: ((خيركم من تعلّم القرآن وعلمه)).

قلت: أخرجه البخاريّ في ((صحيحه)) (4/1919)، وغيره من الأئمة.

 

الحديث الثاني: عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول: الم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)).

قلت: هذا حديثٌ صحيحٌ. أخرجه الترمذي في ((الجامع)) (5/175) وقال: "حديث حسن صحيح".

 

الحديث الثالث: عن عمر بن الخطاب أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إنّ الله يرفع بهذا الكتاب أقوماً ويضع به آخرين)).

قلت: أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1/559).

 

الحديث الرابع: عن أبي سعيد الخُدريّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقول الرّب تبارك وتعالى: مَنْ شغله القرآن وذكري عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، وفضل كلام الله تعالى على سائر الكلام كفضل الله تعالى على خلقه)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً. أخرجه الترمذي في ((الجامع)) (5/184) وقال: "حسنٌ غريبٌ". قلت: فيه عطية العوفي وهو ضعيف، والراوي عنه محمد بن الحسن فيه كلامٌ شديدٌ! ولم يُتابع على حديثه هذا!

 

الحديث الخامس: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كمل الأترجة: ريحها طيب وطعمها طيب. ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها، وطعمها حلو. ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعهما مر. ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/1917)، ومسلم في ((صحيحه)) (1/549).

 

الحديث السادس: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن... ومثل الجليس الصالح كمثل صاحب المسك، إن لم يصبك منه شيء أصابك من ريحه، ومثل الجليس السوء كمثل صاحب الكير إن لم يصبك من سواده أصابك من دخانه)).

قلت: هذا الحديث يتكون من حديثين. الشطر الأول منه هو حديث أبي موسى السابق (الحديث الخامس) وهو معروف به مشهور عنه وقد رواه عنه أنس بن مالك. وأما حديث الجليس فهو حديث آخر رواه أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد رواه أبان فجاء بألفاظ الخبرين جميعاً، وغيره من الحفاظ جاؤوا بالحديث الأول فقط. فهما حديثان منفصلان: الأول عن أبي موسى وهو صحيح، والثاني عن أنس وهو صحيح كذلك.

 

الحديث السابع: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق فله أجران)).

قلت: أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1/549)، ووهم من عزاه للبخاري!

 

الحديث الثامن: عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله، أوصني؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((عليك بتقوى الله، فإنها رأس الأمر كله)). قلت: يا رسول الله، زدني. قال: عليك بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، ونور لك في السماء)).

قلت: هذا جزءٌ من حديث طويل رواه ابن حبان في ((صحيحه))، ووهم في تصحيحه! وهو حديثٌ ضعيفٌ جداً. رواه إبراهيم بن هشام بن يحيى، وهو متروك الحديث، بل اتّهمه أبو حاتم بالكذب! والحديث شبه موضوع.

 

الحديث التاسع: عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلف ظهره ساقه إلى النار)).

قلت: صححه ابن حبان! وهو حديثٌ ضعيفٌ. ولا يصح مرفوعاً. والصواب أنه من قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.

 

الحديث العاشر: عن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((اقرأوا القرآن فإنه يوم القيامة شفيعاً لأصحابه...)).

قلت: أخرجه مسلم في ((صحيحه)) (1/553).

 

الحديث الحادي عشر: عن سهل بن معاذ الجهني عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة، ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل هذا؟)).

قلت: صححه الحاكم ووهم في ذلك! والحديث ضعيفٌ جداً. رواه زبان بن فائد عن سهل، وزبان ضعيف عنده مناكير!

 

الحديث الثاني عشر: عن أبي بريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن وتعلمه وعمل به ألبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور...)).

قلت: صححه الحاكم ووهم في ذلك! والحديث ضعيف. تفرد به بشر بن مهاجر الغنوي، وهو منكر الحديث وأحاديثه فيها العجب!! ولم يصح في هذا الباب شيء! نعم تعلم وتعليم القرآن له فضل عظيم، ولكن تشجيع الناس على ذلك من خلال هذا الأحاديث المنكرة لا ينبغي، فلنا في الصحيح غنية عن مثل ذلك، والله المستعان.

 

الحديث الثالث عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يجيء بصاحب القرآن يوم القيامة فيقول القرآن: يا ربّ حله، فيلبس تاج الكرامة، ويقول: يا رب زده، فيلبس حلة الكرامة، ويقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه. فيقال: اقرأ وارق ويزداد بكل آية حسنة)).

قلت: صححه الترمذي في ((جامعه)) (5/178) وأشار إلى أن عبدالصمد بن عبدالوارث رواه عن شعبة عن عاصم بن أبي النجود عن أبي صالح عن أبي هريرة فرفعه، وخالفه محمد بن جعفر غندر فرواه عن شعبة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة، ولم يرفعه. قال الترمذي: "وهذا أصح من حديث عبدالصمد عن شعبة".

قلت: مع أن الترمذي رجّح الطريق الموقوفة إلا أنه صحح الحديث مرفوعاً! وكأنه نظر إلى أن هذا الحديث لا يمكن أن يكون من رأي أبي هريرة لأنه يتعلق بمسألة غيبية، ولهذا صححه. والذي أراه أن الحديث ضعيف بسبب عاصم بن بهدلة وهو عاصم بن أبي النجود القارئ المعروف المشهور، وهو ضعيف عند أهل العلم. نعم حسّن حديثه بعض أهل العلم، ولكن تفرده لا يقبل، والله أعلم.

والحديث رواه الدارمي في ((سننه)) (2/522) من طريق زيد بن أبي أنيسة عن عاصم عن أبي صالح عن أبي هريرة موقوفاً. فدل هذا على أن عاصماً كان يرفعه وكان يقفه! بل إن المسيب بن رافع خالف عاصماً فيه، فرواه عن أبي صالح من قوله (أخرجه الدارمي في الموضع نفسه، وابن أبي شيبة في المصنف: 6/130).

وكأن عاصم بن أبي النجود سلك فيه الجادة فرواه عن أبي صالح عن أبي هريرة؛ والمسيب ثقة من رجال الصحيحين.

 

الحديث الرابع عشر: عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منـزلتك عند آخر آية تقرؤها)).

قلت: هذا الحديث صححه أيضاً الترمذي! وقد تفرد به عاصم بن أبي النجود عن زر عن عبدالله بن عمرو! وعاصم فيه ضعف، فيحتاج إلى متابع! فالحديث فيه ضعف.

 

الحديث الخامس عشر: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله هذا الكتاب، فقام به آناء الليل، وآناء النهار. ورجل أعطاه الله تعالى مالاً، فتصدق به آناء الليل وآناء النهار)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/1919)، ومسلم في ((صحيحه)) (1/558).

 

الحديث السادس عشر: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه القرآن، فهو يتلوه آناء الليل، وآناء النهار، فسمعه جار له، فقال: يا ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل ما يعمل. ورجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحل، فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان، فعملت مثل نا يعمل)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/1919).

 

الحديث السابع عشر: عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يهولهم الفزع الأكبر، ولا ينالهم الحساب... رجل قرأ القرآن ابتغاء وجه الله تعالى، وأمّ به قوماً وهم راضون...)).

قلت: هذا حديثٌ منكرٌ باطل من كلّ طرقه. وقد رواه الطبراني في ((الأوسط)) و ((الصغير)).

 

الحديث الثامن عشر: عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثاً وهم ذو عدد، فاستقرأهم، فاستقرأ كل رجل منهم –يعني ما معه من القرآن-... تعلموا القرآن واقرأوه فإن مثل القرآن لمن تعلمه وقام به...)).

قلت: رواه الترمذي موصولاً وحسنه! والصواب أنه مرسلٌ ليس فيه ذكر لأبي هريرة.

 

الحديث التاسع عشر: عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه. لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد معد جد، ولا يجهل مع جهل، وفي جوفه كلام الله تعالى)).

قلت: رواه الحاكم وصححه! والحديث ضعيف. في إسناده مجاهيل، وهو لا يشبه كلام النبوة، ولعله قولاً لبعض أهل العلم.

 

الحديث العشرون: وعن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الصيام والقرآن يشفعان. يقول الصيام: رب إني منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه. ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فيشفعان)).

قلت: رواه أحمد والحاكم وصححه! ولكن الحديث إسناده ليّن. رواه حيي بن عبدالله المصري. قال البخاري: "فيه نظر".

 

الحديث الحادي والعشرون: عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنكم لا ترجعون بشيء أفضل مما خرج منه –يعني القرآن)).

قلت: هذا الحديث مرسلٌ ضعيف. أخرجه أبو داود في ((المراسيل)).

 

الحديث الثاني والعشرون: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله أهلين من الناس. قالوا: من هم يا رسول الله؟ قال: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)).

قلت: هذا حديثٌ حسنٌ، وإسناده صالحٌ.

 

الحديث الثالث والعشرون: عن ابن عباس قال: ((من قرأ القرآن لم يرد إلى أرذل العمر، وذلك قوله تعالى: {ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا}. قال: إلا الذين قرأوا القرآن)).

قلت: إسناده ضعيف. والصواب أنه من قول عكرمة كما رواه عنه أبو الأحوص.

 

الحديث الرابع والعشرون: عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً. رواه الطبراني في ((المعجم الكبير)) من طريق سعد ابن سعيد سعدوية الجرجاني، وكان رجلاً صالحاً عنده غفلة في الحديث.

 

الحديث الخامس والعشرون: عن عبدالرحمن بن شبل الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن واعملوا به ولا تجفوا عنه ولا تغلوا فيه ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به)).

قلت: رواه الإمام أحمد بسندٍ حسنٍ.

 

الحديث السادس والعشرون: عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن فليسأل الله به، فإنه سيجيئ أقوام يقرأون القرآن يسألون به الناس)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ. تفرد به خيثمة البصري عن الحسن ولا يُتابع عليه.

 

الحديث السابع والعشرون: عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس منا من لم يتغن بالقرآن)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (6/2737).

 

الحديث الثامن والعشرون: عن بُريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ لا يصح مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تفرد به احمد بن ميثم بن أبي نعيم الفضل بن دكين من أهل الكوفة، وكان يروي المناكير الكثيرة والأشياء المقلوبة. وقد رُوي عن زاذان أبي عمرو الكندي الواعظ العابد، وكأنه سمعه من بعض الناس –على عادة بعض الزهاد- فأرسله هكذا، ولا يصح. ولعل هذا القول هو أصل حديث ابن ميثم قلب له إسناداً!

 

الحديث التاسع والعشرون: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة، وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح والتكبير، والتسبيح أفضل من الصدقة، والصدقة أفضل من الصوم، والصوم جنة من النار)).

قلت: هذا حديثٌ موضوعٌ. رُوي من طرق ضعيفة وواهية فيها ضعفاء ومجاهيل.

 

الحديث الثلاثون: عن أوس بن أبي أوس الثقفي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قراءة القرآن في غير المصحف ألف درجة، وقراءته في المصحف تضاعف على ذلك إلى ألفي درجة)).

قلت: هذا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ.

 

الحديث الحادي والثلاثون: عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن في عشر، اقرأه في سبع، ولا تزد على ذلك)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/1927)، ومسلم في ((صحيحه)) (2/813).

 

الحديث الثاني والثلاثون: عن ابن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأ القرآن ما نهاك، فإذا لم ينهك فلست تقرأه)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً. رواه الطبراني من طريق فيها إسماعيل بن عياش وشهر بن حوشب، وكلاهما فيه كلام.

 

الحديث الثالث والثلاثون: عن بُريدة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن بالحون فإنه نزل بالحزن)).

قلت: هذا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ. رواه إسماعيل بن سيف البصري وكان يسرق الحديث.

 

الحديث الرابع والثلاثون: عن جُندب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن ما أتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فيه فقوموا)).

قلت: أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (4/1929)، ومسلم في ((صحيحه)) (4/2053).

 

الحديث الخامس والثلاثون: عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اقرأوا القرآن فإن الله تعالى لا يعذب قلباً وعى القرآن)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ. ولا يصح مرفوعاً، وإنما هو من قول أبي أمامة.

 

الحديث السادس والثلاثون: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن غنى لا فقر بعده ولا غنى دونه)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ. ولا يصح مرفوعاً، وهو من مراسيل الحسن البصري.

 

الحديث السابع والثلاثون: عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن ألف ألف حرف وسبعة وعشرون ألف حرف فمن قرأه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين)).

قلت: هذا حديثٌ موضوعٌ باطلٌ. والمتهم به هو محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني!

 

الحديث الثامن والثلاثون: عن رجلٍ عن النبيّ صلى الله صلى الله عليه وسلم قال: ((القرآن هو النور المبين والذكر الحكيم والصراط المستقيم)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ. الرجل لم يسم! والحديث يشبه أقوال الصحابة أو التابعين.

 

الحديث التاسع والثلاثون: عن عليّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((القرآن هو الدواء)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً. في إسناده سعاد بن سليمان والحارث الأعور، وكلاهما ضعيف وكلاهما شيعي. وكأنه من كلام عليّ رضي الله عنه.

 

الحديث الأربعون: عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أهل القرآن عرفاء أهل الجنة)).

قلت: هذا حديثٌ ضعيفٌ جداً من كلّ طرقه. وهو شبه موضوع! ويُروى من قول عطاء بن يسار.

 

تَمّ الكلام على الأربعين والحمد لله ربّ العالمين.

وكتب خالد الحايك.

8 ربيع الأول 1429هـ.  

شاركنا تعليقك