الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

مصطلح «حسن غريب» عند الترمذي.

مصطلح «حسن غريب» عند الترمذي.

حديثٌ أخرجه مسلم في «صحيحه» وأخرجه الترمذي وقال عنه: "حسنٌ غريبٌ".

 

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

إن مصطلح ((حسن غريب)) عند الترمذي من المصطلحات التي أشكلت على أهل العلم كثيراً. وهو مصطلح يحكم به الترمذي على أحاديث هو متردد في قبولها أو ردها، فقد تكون حسنة المتن ولكن طريقها غريب لعدم شهرتها أو يكون قي أسانيدها اختلاف، وعليه فقد تكون بعض الأحاديث التي حكم عليها الترمذي بهذا قد تكون ضعيفة، وبعضها قد يكون صحيحاً أو حسناً عند غيره، ولكن الأصل عنده أنه متردد في ذلك، وإلا فلماذا لم يحكم عليها بالحسن أو الضعف؟!

وعليه فينبغي تخريج هذه الأحاديث والنظر في القرائن التي تحيط بها لنرى هل تدخل في باب القبول عند الترمذي أم باب الرد.

ومن الأحاديث التي يمكن أن نعدها أنها مقبولة بحسب هذا المصطلح ما أخرجه البخاري ومسلم، فتكون متون هذه الأحاديث عند الترمذي حسنة، ولكن طرقها غريبة لعدم شهرتها، وهذا لا يعني الرد.

أخرج مسلم في ((صحيحه)) (4/2232) قال: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا عبدالكبير بن عبدالمجيد أبو بكر الحنفي، قال: حدثنا عبدالحميد بن جعفر، قال: سمعت عمر بن الحكم يحدِّث عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجلٌُ يقال له الجهجاه)).

قال مسلم: "هم أربعة إخوة: شريك وعبيدالله وعمير وعبدالكبير بنو عبدالمجيد".

وهذا الحديث أخرجه الترمذي في ((الجامع)) (4/504) قال: حدثنا محمد بن بشار العبدي، قال: حدثنا أبو بكر الحنفي، عن عبدالحميد بن جعفر، عن عمر بن الحكم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يذهب الليل والنهار حتى يملك رجلٌ من الموالي يقال له: جهجاه)).

قال أبو عيسى: "هذا حديثٌ حسنٌ غريبٌ".

قلت: صححه مسلم وحسنه الترمذي ولكنه استغرب طريقه؛ لأن هذا الطريق ليس بالمشهور، ولكنه يبقى في حيز القبول عند الترمذي بحسب الأصل في مصطلحه وهو التردد، والله أعلم.

· أصل حديث عاصم بن أبي النجود في المهدي!

وقد روى سفيان الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم بن بهدلة عن زر ابن حبيش عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا تذهب الأيام والليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يوطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً)).

وهذا الحديث تفرد به عاصم! وفيه كلام كثير. وكأن متن الحديث السابق هو أصل هذا الحديث مع الخطأ في اسم الرجل! لأن انتشار أحاديث المهدي في ذلك الزمان أثر في الرواية، فدخل الوهم على بعض المحدثين غير الحفاظ كعاصم وغيره.

شاركنا تعليقك