الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

تحرير التقريب للشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف (3): مخالفة الشيخ شعيب كلامه في ((مسند أحمد)) لما في تحرير التقريب!

تحرير التقريب للشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف (3): مخالفة الشيخ شعيب كلامه في ((مسند أحمد)) لما في تحرير التقريب!

بقلم: خالد الحايك

 

قال ابن حجر في ((التقريب)) (ص185): "حيي بن هانئ بن ناضر، بنون ومعجمة، أبو قبيل، بفتح القاف وكسر الموحدة بعدها تحتانية ساكنة، المعافري المصري: صدوقٌ يهم، من الثالثة. مات سنة ثمان وعشرين بالبُرُلُّس".

فتعقبه الشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف في ((تحرير التقريب)) (1/337) فقالا: "بل: ثقة، وثقه يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وأبو زرعة الرازي، وأحمد بن صالح المصري، ويعقوب بن سفيان، والعجلي، وابن حبان. وقال أبو حاتم: صالح الحديث. وقال ابن حبان: يخطئ. ولم يثبت أن يحيى ضعفه، كما زعم بعضهم. وقال ابن عبدالبر: قال أحمد ويحيى ثقة، وتابعهما على ذلك غيرهما ولا خلاف علمناه فيه إلا تضعيف الحافظ ابن حجر له في ((تعجيل المنفعة)) (ص277) في ترجمة عبيد بن أبي قُرّة، وعلل ذلك بأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة".

قلت: إذن هو ثقة عند الشيخ شعيب الأرنؤوط، وقد اعتمد هو ومساعدوه في تحقيق المسند على تحرير التقريب في الكلام على الرواة، ولكنهم خالفوا هذا فضعفوا حديثاً لأبي قبيل!!

روى أحمد في ((المسند)) رقم (6563) عن هاشم بن القاسم، قال: حدثنا ليث، قال: حدثني أبو قبيل المعافري، عن شفي الأصبحي، عن عبدالله بن عمرو، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي يده كتابان. فقال: أتدرون ما هذان الكتابان؟ قال: قلنا، لا إلا أن تخبرنا يا رسول الله. قال للذي في يده اليمنى: هذا كتابٌ من ربّ العالمين تبارك وتعالى بأسماء أهل الجنة، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً. ثم قال للذي في يساره: هذا كتاب أهل النار بأسمائهم، وأسماء آبائهم، وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبداً. فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأي شيء إذاً نعمل إن كان هذا أمر قد فُرغ منه؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سددوا وقاربوا، فإن صاحب الجنة يختم له بعمل أهل الجنة وإن عمل أي عمل، وإن صاحب النار ليختم له بعمل أهل النار وإن عمل أي عمل. ثم قال بيده فقبضها ثم قال: فرغ ربكم عز وجل من العباد. ثم قال باليمنى فنبذ بها فقال: فريق في الجنة، ونبذ باليسرى فقال: فريق في السعير)).

قال الشيخ شعيب ورفاقه: "إسناده ضعيف، أبو قبيل مختلف فيه، وثقه وكيع وأحمد وابن معين في رواية، وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن ثالح المصري، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ((كان يخطئ)). وقال أبو حاتم: ((صالح الحديث)). وذكره الساجي في الضعفاء له، وحكى عن ابن معين أنه ضعفه. وقال الحافظ في ((تعجيل المنفعة)) في ترجمة عبيد بن أبي قرة البغدادي: ((ضعيف لأنه كان يكثر النقل عن الكتب القديمة)). قلنا: فهو لا يحتمل هذا الحديث، وباقي رجال الإسناد ثقات". انتهى.

قلت: فكأن اجتهاد الشيخ شعيب اختلف! وكان ينبغي له أن ينبه على ذلك في ((المسند))!

والصواب في أمر أبي قبيل هذا هو ما ذهب إليه ابن حجر في ((تعجيل المنفعة)) فإن في حديثه نكارة، والله أعلم.

10/6/2008م.

شاركنا تعليقك