الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

تحرير التقريب للشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف (2): مجازفة صاحبي التحرير في ردّ كلام أهل العلم!

تحرير التقريب للشيخ شعيب الأرنؤوط والدكتور بشار معروف (2).

مجازفة صاحبي التحرير في ردّ كلام أهل العلم دون تحرير!

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

قال ابن حجر في ((التقريب)): "أسماء بن الحكم الفَزاري، وقيل السُّلمي، أبو حسّان الكوفي، صدوقٌ، من الثالثة. 4".

فتعقبه صاحبا التحرير فقالا (1/127): "بل: مجهول، تفرد بالرواية عنه عليّ بن ربيعة الوالبي، ولم يوثقه سوى العجلي، وابن حبان، وقال: يخطئ. وقال البخاري بعد أن ذكر حديث عليّ رضي الله عنه في الاستحلاف: لم يُروَ عنه إلا هذا الحديث، وحديث آخر لم يتابع عليه، وقد روى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُحَلِّف بعضهم بعضاً. وقال البزار: أسماء مجهول. وقال موسى بن هارون: ليس بمجهول؛ لأنه روى عنه عليّ بن ربيعة والرّكين بن الربيع. قلنا: لم نجد في المتقدمين من مؤلفي كتب التراجم من ذكر أن الرّكين روى عنه، ولا وُجد هذا في حديث، والله أعلم".

قلت: أما جهالته وتوثيقه فقد ناقشت ذلك في (علل الأحاديث) (هل علل البخاري حديث عليّ في الاستحلاف؟)، وقد بينت أنه ليس بمجهول وأن حديثه صحيح، ولم ينكره البخاري.

وأما دعواهما أن الركين لم يرو عنه، ولا يوجد هذا في حديث فهو خطأ محض. فقد روى عبدالرزاق في ((مصنفه)) (1/434) عن إسرائيل عن الرّكين بن الرّبيع عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سألت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن البصاق في المسجد؟ فقال: ((هي خطيئة، وكفارتها دفنها)).

ورواه ابن أبي شيبة في ((مصنفه)) (2/144) عن حسين بن علي عن زائدة عن الركين عن أبيه عن أسماء بن الحكم قال: سألت عن كلّ شيء حتى التفلة في المسجد؟ فقيل: ((كفارتها دفنها)).

قلت: كلا الإسنادين صحيح. وكأن قوله: "عن أبيه" في إسناد ابن أبي شيبة خطأ! والصواب رواية إسرائيل؛ لأن الركين قد عُمِّر، وبينه بين الصحابة واحد فقط، فوهم من زاد فيه: "عن أبيه"! بسبب أن الركين كثيراً ما يروي عن أبيه فسلك بعضهم الجادة، أو هي زيادة من النسّاخ، فالله أعلم.

وعلى كلا الحالين فإننا وجدنا راوياً آخر يروي عن أسماء بن الحكم.

وهذا الأثر قد صحّ مرفوعاً عنه صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري في ((صحيحه)) (1/161) ومسلم في ((صحيحه)) (1/390) من طرقٍ عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((البزاق في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها)).

وبقي أمر يتعلق بما ذكره ابن حجر وكان ينبغي على صاحبي التحرير تعقبه، وهو تكنيته لأسماء بأبي حسان، وهو وهم، وأبو حسان هو أسماء بن خارجة الفزاري، وهو آخر.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.

وكتب خالد الحايك.

21 ربيع ثاني 1429هـ.

شاركنا تعليقك