الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

حكم النسائي على حديث بالنكارة! وعدم تبين وجه النكارة للألباني!

حكم النسائي على حديث بالنكارة! وعدم تبين وجه النكارة للألباني!

 

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

أورد الألباني في ((الإرواء)) (7/75) حديث: ((ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لو ان أحدكم حين يأتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فولد بينهما ولد لم يضره الشيطان أبداً)).

قال: "صحيح. أخرجه البخاري... ومسلم... وأبو داود... والنسائي... والترمذي... من طُرق عن منصور بن المعتمر عن سالم بن أبي الجعد عن كريب عن ابن عباس به. نحوه. وقال الترمذي: ((حديثٌ حسنٌ صحيحٌ)). وأخرجه النسائي من طريق سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره، وقال: ((هذا منكر)). قلت: ورجاله كلهم ثقات، ولم يظهر لي وجه النكارة، والله أعلم". انتهى كلام الشيخ.

قلت: وجه النكارة واضحٌ في كلام النسائي، فهو يُنكر هذا الحديث من طريق عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس! لأن الحديث رواه جماعة عن منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس. وكأن الشيخ الألباني إما لم يتنبه لطريقة تخريج النسائي لهذا الحديث، فلم يعرف وجه النكارة! وإما أنه يعتد بظواهر الأسانيد دون النظر في عللها! مع أن النسائي بيّن علته، وأنه منكر من هذا الوجه.

قال النسائي في ((السنن الكبرى)) (5/327): أخبرنا محمد بن عبدالله بن يزيد، قال: حدثنا سفيان، عن منصور، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس يُبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لو أن أحدهم قال حين يواقع أهله: بسم الله، اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فقضي بينهما ولد لم يضره الشيطان)).

قال: "خالفه ابن أبي عمر".

قال: أخبرنا هلال بن العلاء بن هلال، قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو أن أحدكم إذا أتى أهله قال: بسم الله، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، ثم قضي بينهما ولد لم يضره الشيطان)).

قال أبو عبدالرحمن النسائي: "هذا حديثٌ منكرٌ".

قلت: واضح من خلال تخريج النسائي لهذا الحديث أنه قصد أن حديث ابن أبي عمر عن سفيان عن عاصم بن كليب عن أبيه، منكر، والصواب هو ما جاء في الإسناد الأول.

وظاهر كلام النسائي أن ابن أبي عمر أخطأ فيه، فسلك الجادة؛ لأن سفيان عن عاصم ابن كليب عن أبيه عن ابن عباس جادة مشهورة، فوهم في ذلك. –وهذا لعمري تعليل لفعل النسائي رحمه الله-.

وأنا أقول: نعم، هناك خطأ وسلوك للجادة في هذا الإسناد، ولكن كأن الخطأ ليس من ابن أبي عمر؛ لأن الترمذي رواه عنه على الصواب.

قال الترمذي في ((السنن)) (3/401): حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا سفيان بن عيينة، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، عن كريب، عن ابن عباس، مثله.

قلت: فيحتمل أن ابن أبي عمر أخطأ فيه مرة، وحدّث به على الصواب مرة أخرى! ويُحتمل أن يكون الذي أخطأ في إسناده هو: هلال بن العلاء، وإلى هذا أميل، والله أعلم.

والخلاصة أن وجه النكارة هو: أن هذا الحديث لا يُعرف من حديث عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس، وإنما يعرف من حديث منصور عن سالم عن كريب عن ابن عباس.

شاركنا تعليقك