الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

تعقّب على الشيخ أحمد شاكر.

تعقّب على الشيخ أحمد شاكر.

 

بقلم: أبي صهيب الحايك.

 

أخرج الإمام الترمذي في ((الجامع)) (2/269) من طريق همام بن يحيى عن قتادة عن الحسن عن حُريث بن قبيصة، قال: قدمت المدينة، فقلت: اللهم يسر لي جليساً صالحاً، قال: فجلست إلى أبي هريرة، فقلت: إني سألت الله أن يرزقني جليساً صالحاً، فحدثني بحديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، لعل الله أن ينفعني به، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنّ أول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته...)) الحديث.

قال الترمذي: "وقد روى بعض أصحاب الحسن عن الحسن عن قَبيصة بن حريث غير هذا الحديث. والمشهور هو: قَبيصة بن حُريث".

قال المحقق الشيخ أحمد شاكر –رحمه الله-: "المراد أن أصحاب الحسن اختلفوا في اسم شيخه، فسماه بعضهم ((حريث بن قبيصة)) وسماه بعضهم ((قبيصة بن حريث)). والظاهر من كلام الترمذي أنه يُرجّح اسم ((قبيصة بن حريث)). ولكن الظاهر لي من مجموع كلامهم أنهم راويان، روى عنهما الحسن؛ لأنهم ذكروا في ترجمة ((قبيصة بن حريث)) أنه روى عن سلمة بن المحبق، ثم ذكر ابن حجر في التهذيب كلام الترمذي هنا. فلو كانا رجلاً واحداً مختلفاً في اسمه لذكروا روايته أيضاً عن أبي هريرة، ويحتاج الأمر إلى تحقيق". انتهى كلامه رحمه الله.

قلت: الرواة لم يختلفوا على الحسن في اسم شيخه، وإنما أشار الترمذي إلى أنه جاء في هذه الرواية فقط ((حريث بن قبيصة)) وقد روى أصحاب الحسن غير هذا الحديث عنه وسموه ((قبيصة بن حريث)) وهذا هو المشهور كما قال الترمذي. ولم يأت حريث بن قبيصة إلا في هذا الطريق فقط!

فالترمذي –رحمه الله- ينبه إلى وجود قلب في اسم شيخ الحسن في هذه الرواية فقط، والمشهور أن شيخ الحسن اسمه: قبيصة بن حريث.

وقد أخطأ الشيخ شاكر في قوله بأن الظاهر أنهما اثنان! بل هما واحد. ثُم إن ذكر حريث بن قبيصة أو قبيصة بن حريث وهمٌ في هذه الرواية! والصواب في هذا الحديث أنه عن الحسن عن أنس بن حكيم الضبي البصري عن أبي هريرة. (انظر: علل الدارقطني: 8/244-248).

وقد اختلف على قتادة في هذه الحديث، والصواب ما رواه ابن أبي عروبة وغيره عن قتادة عن الحسن عن أنس بن حكيم عن أبي هريرة. وقد أخطأ همام بن يحيى في روايته عن قتادة فذكر ((حريث بن قبيصة)) وقلب اسمه؛ فإن شيخ الحسن هو ((قبيصة بن حريث)). ولكن قبيصة لم يرو هذا الحديث عن أبي هريرة قط!

ولم يتنبه الشيخ شاكر إلى علل أسانيد هذا الحديث، فقال في التعليق على هذا الحديث (2/272): "ورواه أبو داود بإسناده من طريق حميد عن الحسن عن رجل من بني سليط عن أبي هريرة. فلعل الحسن سمعه من ناسٍ متعددين: حريث بن قبيصة، وأنس بن حكيم، ورجل من بني سليط، أو يكون هذا الرجل المبهم أحدهما، وليس هذا اضطراباً فيه يوجب ضعفه، بل هي طرق يؤيد بعضها بعضاً".

قلت: طريقة الجمع هذه دون النظر إلى علل الأسانيد فيها خللٌ كبير! فذكر حريث وهم في الرواية، والمبهم في بعض الروايات هو أنس بن حكيم، والحديث حسنٌ إن شاء الله تعالى.

 

وكتب: خالد الحايك.

شاركنا تعليقك