الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

تحريف في المطبوع من كتاب ابن أبي حاتم. وأوهام في نسبة «الإِسْفَذَني» و«الأَسْعَدي»!

تحريف في المطبوع من كتاب ابن أبي حاتم. وأوهام في نسبة ((الإِسْفَذَني)) و ((الأَسْعَدي))!

بقلم: خالد الحايك

 

قال ابن أبي حاتم في ((الجرح والتعديل)) (2/524): "جرّاح بن الضحاك الكندي، أصله كوفي. كان يكون بالري. روى عن علقمة بن مرثد. روى عنه إسحاق بن سليمان وعلي بن أبي بكر الإسفذني [قريب من البلد] ومحمد بن المعلى. سمعت أبي يقول ذلك".

قلت: هذا تحريف، والصواب: قرية من الريّ.

قال ابن ماكولا في ((الإكمال)) (1/156): "الإسفذني، بالفاء والذال المعجمة والنون قبل ياء النسبة، وهو علي بن أبي بكر الإسفذني. روى عن همام بن يحيى العوذي ومحمد بن إسحاق بن يسار والجراح بن الضحاك الكندي. روى عنه مخلد بن مالك ومحمد بن عبيد الهمداني ومحمد بن حميد الرازي".

وقال ياقوت في ((معجم البلدان)) (1/177): "إِسْفَذْنُ: بالكسر ثم السكون وفتح الفاء وسكون الذال المعجمة، ونون: من قرى الرّي. ينسب إليها أبو العباس أحمد بن عليّ بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر الإسفذني الرازي توفي ببغداد سنة 291؛ حدّث عن إبراهيم بن موسى الفرَّاء؛ وروى عنه الطبراني. وذكره ابن ماكولا في الأَسْعدي فوَهِمَ فيه".

قلت: نعم، ذكره ابن ماكولا (1/156) في نسبة ((الأَسْعَدي)) في آخرها، فقال: "وأحمد بن علي بن إسماعيل الرازي الأسعدي، لا أعلم إلى أيّ شيء نُسب؟ روى عن إبراهيم بن موسى الفراء عند الطبراني".

قلت: فكأن ابن ماكولا متردد في نسبته! ولذلك أخره فلم ينسبه إلى أسعد بن همام...

وقد ذكره السمعاني في نسبتين!! فذكره في ((الأنساب)) (1/234) في نسبة ((الأسعدي)): "بفتح الهمزة وسكون السين المهملة وفتح العين المهملة وفي آخرها دال مهملة، هذه النسبة إلى أسعد بن همام بن مرة... قاله ابن ماكولا في الإكمال، ثم قال: والأسعدي لا أعلم إلى من ينسب وهو أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي الأسعدي".

ثُم ذكر نسبة ((الإسفذني)): "بكسر الألف وسكون السين المهملة وفتح الفاء والذال المعجمة وفي آخرها النون، هذه النسبة إلى إسفذن وهي من قرى الري... وأبو العباس أحمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن أبي بكر بن سليمان بن نفيع بن عبدالله الكندي مولاهم يعرف بالإسفذني من أهل الري، ذكره أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب الحافظ في تاريخه...".

فالسمعاني ذكره في النسبتين، في الأولى ذكر كلام ابن ماكولا ولم يتعقبه بشيء! وذكره في الثانية، وهو الصواب.

قال ابن نقطة في ((تكملة الإكمال)) (1/185): "أحمد بن علي بن إسماعيل الرازي الإسفذني. حدّث عن إبراهيم بن موسى الفراء. روى عنه الطبراني. ذكره الأمير في ((باب الأسعدي)) بالعين والدال المهملتين، وهو وهم! ولا أدري كيف وقع؟ وقد وقع لي خمس نسخ بمعجم الطبراني الصغير منها نسخة بخط الشيخ أبي بكر بن الخاضبة الحافظ وأخرى بخط عبدالوهاب الأنماطي وفي كلها الإسفذني".

وذكر ياقوت في ((معجم البلدان)) (1/180): "أَسْفِيذَن: ... من قرى الري. ويقال: أسفذن بإسقاط الياء. ينسب إليها علي بن أبي بكر الرازي الأسفيذني. حدث عن حماد بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم: من حوسب عذب. رواه عنه الحسن بن علي بن الحارث الهمذاني".

قلت: لم يفرد هذه النسبة إلا ياقوت. والصواب: ((أسفذن)) دون ياء، كما سبق ذكره.

ونقل المزي في ((تهذيب الكمال)) (20/334) قال: "قال ابن حبان: أسفذن قرية من قرى مرو".

وتبعه ابن حجر في ((تهذيب التهذيب))، وكذلك في ((التقريب)) (ص398) فقال: "علي بن أبي بكر بن سليمان أبو الحسن الأسفذني بفتح الهمزة وسكون المهملة وفتح الفاء وسكون المعجمة بعدها نون قبل ياء النسب نسبة إلى قرية بمرو. صدوق ربما أخطأ وكان عابداً من التاسعة".

قلت: بل هي قرية من قرى الري، وقد وهم المزي في النقل عن ابن حبان –إلا إذا كان في أصل الكمال، وتبع صاحبه عليه-.

قال ابن حبان في ((الثقات)) (8/461): "علي بن أبي بكر الإسفذني من أهل الري إسفذن قرية من قراها. يروي عن همام بن يحيى روى عنه محمد بن عبيد الهمداني ومحمد بن حميد الرازي".

وكتب: خالد الحايك.

1/6/2008م.

شاركنا تعليقك