الموقع الرسمي للشيخ الدكتور خالد الحايك

ذكر المزي لوهم في «تهذيب الكمال» بناءً على خطأ في الإسناد، وما ذكره في «التحفة» هو الصواب.

ذكر المزي لوهم في ((تهذيب الكمال)) بناءً على خطأ في الإسناد، وما ذكره في ((التحفة)) هو الصواب.

 

بقلم: خالد الحايك.

 

قال المزي في ((تهذيب الكمال)) (15/349): "ومن الأوهام: عبدالله بن عمرو بن أحيحة الأنصاريّ عن خزيمة بن ثابت في النهي عن إتيان النساء في أدبارهنّ. وعنه محمد ابن علي بن الشافع بن السائب. قاله عباس الدّوري عن يونس بن محمد عنه، وهو وهم. وقال الحسن بن محمد بن أعين وإبراهيم بن محمد الشافعي عن محمد بن علي بن الشافع بن السائب عن عبدالله بن علي بن السائب عن عمرو بن أحيحة عن خزيمة بن ثابت، وهو الصواب، والله أعلم. روى له النسائي".

وقد تبع المزي على هذا: الحافظ الذهبي في ((الميزان)) (4/154) فقال: "عبدالله بن عمرو بن أحيحة (س) عن خزيمة في أدبار النساء. كذا رواية يونس المؤدب عن محمد بن علي الشافعي عنه! وهو وهم. صوابه: عمرو بن أحيحة، لا يكاد يعرف".

قلت: قال المزي ذلك لأنه جاء في النسخ الخطية لكتاب السنن الكبرى للنسائي: أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن علي ابن الشافع بن السائب، قال: حدثني عن عبدالله بن عمرو بن أحيحة الأنصاري عن خزيمة".

فتحرّفت "عن" إلى "بن"، فصار: ((عبدالله بن عمرو بن أحيحة))، فذكره المزي في الأوهام! ولا يستقيم؛ لأن الحديث عن عبدالله؛ وهو: عبدالله بن علي بن السائب! ولا أدري كيف فاته أن عبدالله هو هذا! ولا وجود لعبدالله في اسم الراوي عن خزيمة!

والعجيب أن المزي تنبّه لهذا في ((تحفة الأشراف)) (3/127)، فقال: "ورواه الحسن ابن محمد بن أعين، وإبراهيم بن محمد الشافعي، ويونس بن محمد، ثلاثتهم عن محمد بن علي بن الشافع بن السائب الشافعي –جدّ إبراهيم بن محمد من قِبل أمّه-، عن عبدالله بن علي بن السائب، عن عمرو بن أحَيْحَة بن الجُلاح الأنصاري، عن خزيمة".

فتبيّن أن يونس بن محمد لم يخالف في هذا، وإنما وقع تحريف في بعض النسخ.

شاركنا تعليقك